عبدالجبار ثابت الشهابي عمال النظافة في مدينة التواهي الآمنة المسالمة كغيرهم من عمال النظافة في محافظة عدن أدركوا بفطرتهم السليمة حقيقة الدعوة الملغمة إلى الإضراب، وما يكمن خلف الأكمة من خفايا العفونات، السياسية، الحزبية، المنتنة، ومن خفايا التآمر ليس على عدن فحسب، بل وعلى نظافتها، ونظافة أهلها، وصحة بيئتهم، ولاسيما في هذه الظروف الاستثنائية التي تعيشها البلاد، والتي أدت إلى انتشار الكثير من الأوباء، لكن التواهي، الهادئة، المتحضرة، المسالمة، لم تستطع أن تحافظ على نظافة أحيائها من غطرسة الفوضويين كبقية الأحياء التي خرج رجالها عن بكرة أبيهم دفاعا عن عمال النظافة، وعن نظافة أحبائهم، فردوا بإرادتهم الصلبة جحافل الفوضويين خائبين. لقد أدرك عاملو النظافة في محافظة عدن - مع بساطتهم - حقيقة هذه الدعوة الملغومة، التي لا يراد بها وجه الله، وما تعني بالنسبة لمستقبل البلد، ومستقبل الإنسان، ولذلك جاء رفضهم القاطع للدعوة إلى الإضراب، والإصرار على مواصلة أداء مهمتهم الشريفة في حماية مدينتهم من الأوباء، وإماطة الأذى من الطريق، وعندما رأى أصحاب المقاصد الآثمة أن لاحيلة، لهم، تحولوا إلى ممارسة عادتهم في بث الرعب والفوضى، وتجنيد العوام من المهمشين بتراب الفلوس لنصرتهم في بث الفوضى، وإرهاب العمال، وتهديدهم بالضرب، بعد أن رفضوا الانصياع لدعوتهم إلى حد الاحتشاد لمواجهة قوات الشرطة التي تحمي العاملين، بقصد تفجير الفتنة، وضرب أعمدة السلام الاجتماعي في عدن. لقد أدى هذا الفعل، الأرعن، المتواصل، الهدام إلى تعطيل العمل في نظافة المدينة، وتراكم القمامة في الشوارع، وفي مواقع التجميع، وأصبحت المدينة وأهلها تعيش في وضع بيئي سيئ، معرضين للأخطار، جراء تراكم تلال القمامات، وانتشار الحشرات من ذباب، وبعوض، وصراصير، بالإضافة إلى التسبب في تكاثر الزواحف، والقوارض، بما تنذر به من الأخطار، والأوباء القاتلة، فضلا عما تنذر به أكوام القمامات من احتمالات اشتعال الحرائق، وتهديد حياة، وصحة الناس، ولاسيما مرضى الربو والقلب.