الشرعيين الشماليين واقعين في مأزق الوطن، فالشمال سيطر عليه الحوثي واصحابه، وهم لا يستطيعون العودة إليه، ولو استطاعوا فإنهم لا يرغبون في ذلك بعد ما أدمنوا حياة فنادق السبعة نجوم ومداخيل الحرب التي لا يريدون لها أن تنتهي. لذلك هم يتمسكون بالجنوب تحت حجة "الوحدة المعمدة بالدم" وفتوى "المفسدة الصغرى والمفسدة الكبرى" التي أباحوا بها لأنفسهم دماء وأرواح وأملاك وحياة الجنوبيين والجنوبيات. هم يريدون الجنوب "وطنا بديلا" بعد ان تخلوا عن وطنهم للحوثي وأنصاره، وبذلك يضربون أكثر من عصفور بحجر "الوحدة المعمدة بالدم". فمن خلال "الوطن البديل" يحتفظون بسيطرتهم على موارد الجنوب وثرواته وهيمنتهم على سيادة أهله والتحكم بمستقبلهم، وباختصار الحفاظ على نتائج حرب 94م الاحتلالية. ومن خلال ذلك يتقاسمون الجنوب والشمال مع الحوثيين في الصفقة المزمعة، ومن خلال ذلك يواصلون الحديث الممجوج عن "وحدة الوطن واستقراره" التي لا تعني لهم سوى استمرار الهيمنة على الموارد وتكديس الثروات في أيديهم وليذهب الشعبين في الشمال والجنوب إلى الجحيم. الجنوب يا هؤلاء لا يصلح لكم "وطنا بديلا" ، فهو ليس أرضا بلا شعب ولستم شعبا بلا أرض، لو كنتم جادين في العمل من أجل استعادة أرضكم ووطنكم لكنّا عونا لكم، لكنكم تريدون التخلي عن وطنكم واتخاذ الجنوب وطنا بديلا وفوق هذا التنكر لأهله الحقيقيين. قد لا يكون كل هذا غريبا، لكن الأغرب منه أن هناك جنوبيين يساعدون أصحاب هذا المشروع ويعتقدون انهم يخدمون الوطن بجلب الغزاة إليه، ويتفاخرون بهذا السلوك الأخرق الذي لا يمكن فهمه إلا على إنه حالة من العته العقلي أو متاجرة مكشوفة بالعرض والأرض.