خيارات الشعوب في تقرير مصيرها حق شرعي وقانوني تكفله كل المواثيق والقوانين الدولية ، وشعب الجنوب لن يكون استثناء في العالم ، وعلى المتحاورين في صنعاء أن يعلموا أن الغالبية فيهم هم من شارك أو أيّد غزو الجنوب واحتلاله في حرب 94م تحت دعوات وفتاوى لتغطية أحقاد وأطماع يعرفها أبناء الجنوب والشمال ، وأنه ايضاً لم يحصل في التاريخ أن يصبح المستعمر مشرّعاً ومستفتياً نفسه في تقرير مصير الشعب الرازح تحت احتلاله ، إنها الحقيقة التي على كل القيادات الشمالية النافذة إدراكها والاعتراف بها ، وبالتالي الخجل من الأقدام على تقرير مصير شعب الجنوب تحت نفس الذرائع التي بها تم احتلاله ... إن الحوار الذي ينطلق من اعتبار قضية الجنوب قضية وطنية شمالية مثلها مثل صعدة وتعز وتهامة ومأرب وغيرها ، إنما ينطلق من عقلية القوى النافذة الشمالية التي تعتبر الجنوب فرع عاد لأصله ومن يقول غير ذلك من الجنوبيين فهم جاليات وأعراق من أصول غير يمنية !!! وهكذا فهم يعتبرون ان الوحدة لم تفشل وحرب 94م مقدسه حفظت الوحدة (الغنيمة) !!! و ظلّت القوى النافذة الشمالية تعبث بالإنسان الجنوبي وتنهب أرضه وثروته ثم تنكره من أن له أرض أسمها الجنوب العربي أو اليمني لا فرق .
بالأمس قامت القوى النافذة في صنعاء باحتلال الجنوب عسكرياً ، واليوم نفس القوى تنصب نفسها كصاحبة حق في تقرير مصير شعبنا الجنوبي تحت مظلة إقليمية ودولية ، ويعتبرون قرارات حوارهم ملزمه للشعب الجنوبي !!! أين أبناء الأرض الجنوبية ؟؟ أين قيادات الحراك السلمي الجنوبي الحامل السياسي لقضية الشعب الجنوبي ؟؟ من يقرر مصير شعب الجنوب ؟؟ النافذون الشماليون وأنصارهم !!! قوى الاحتلال والنهب والهيمنة !!!
إنها سخرية القرن الواحد والعشرين .. أبناء الجنوب هم من يقرر مصير شعبهم المناضل العنيد عبر حوار ندّي بين من يتم اختيارهم في المؤتمر الجنوبي / جنوبي القادم لتمثيل الجنوب المحتل وبين قوى الاحتلال الشمالي بإشراف مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية والأمم المتحدة ، حوار يتمخض عنه استعادة شعب الجنوب لسيادته على أرضه بحدودها المعترف بها دولياً ، وبناء دولته ( جمهورية حضرموت الاتحادية ) ، لكم هويتكم اليمنية ولنا هويتنا الحضرمية .. فاقصروا الشر وجيبوها على بر ، إن شعبنا الجنوبي يقود نضاله السلمي الرافض للاحتلال منذ 19 عاماَ قدّم خيرة شبابه شهداء برصاص قوى الاحتلال ،ليس جبناً أو خوفاً من حمل السلاح والدفاع عن نفسه ، فشعبنا خبير في هذا ، ولكن لإشهاد العالم كله على غطرسة نظام الاحتلال في صنعاء وعدم استجابته لمطالب شعبنا بالاستقلال واستعادة سيادته على أرضه وبناء دولته الفيدرالية المستقلّة بالطرق السلمية .
اليوم وفي حوار صنعاء سيرتكب المتحاورون حماقةَ تساوي الكارثة إن زوروا إرادة شعبنا الجنوبي وقرروا مصيره نيابة عنه ، إن حدث هذا فسيكون بمثابة إعلان الحرب على الجنوب للمرة الثانية ، ويكون أيضاً إعلاناً محلياً وإقليمياً ودولياً بإغلاق الباب في وجه النضال السلمي الجنوبي وعدم الاستجابة له ، مما يجبر الجنوبيين على اللجوء إلى وسائل أخرى تحررهم من الاستعمار اليمني من ناحية وتنتصر للثورة الشبابية من ناحية أخرى التي قضى عليها تنفذوا صنعاء بتحويلها إلى أزمة سياسية ليأتي الحل بشراكة المتنفذين في السلطة وإفشال الثورة الشبابية ... أخيرا نقول لكم لقد فعلتم بنا مالم يفعله بنا إي مستعمر سبقكم وهاكم نماذج مما فعلتم بنا : 1) انقلبتم على الوحدة الطوعية وشتيتم علينا حربا عسكريه عدوانيه تحت شعار حماية شرعيتكم الدستورية وإلغاء شرعيتنا الدستورية ورافق حربكم علينا فتوى دينيه بإبادة شعبنا الجنوبي بعد تكفيره 2) بعد انتصاركم علينا فعلتم بنا مافعله هولاكو ببغداد وأهلها عند احتلالها 3) بعد احتلال الجنوب رفعت عصاباتكم الحاكمة شعار واحديه الأرض والثروة فتملكتم أرضنا ونهبتم ثروتنا... وشعار أخر واحديه الثورة فطمستم تاريخ نضال شعبنا ووضعتم بداية لتاريخ نضاله بعد نجاح انقلابكم على الإمامة الذي سميتموه ثورة 4) فرضتم علينا هويتكم السياسية وأنكرتم هويتنا وخصوصياتها وقررتم صهرنا تحت شعار الاندماج الوطني .. بغيه محو مايذكر باسم الجنوب وأعددتم مشاريع سكنيه في الجنوب لهذا القرض 5) تسابق علمائكم ولا زالوا لإصدار فتاوى دينيه تجعل من احتلال الجنوب الذي اسميتوها (وحدة ) ركن سادس للإسلام وتكفير وأباحه دم من يدعو لتحرير الجنوب واستقلاله 6) اليوم في حواركم الوطني تسعون لتقرير مصير شعب الجنوب نيابة عنه ويعلن أمين عام مؤتمركم ان مخرجات حواركم ستكون ملزمه للجنوب !!! ماذا بقي لكم ان تفعلوه ضد شعبنا الجنوبي ولم تفعلوه؟؟؟
ان إي تصرف يخرج الإنسان الجنوبي عن رشده امرأ له ما يبرره... لا تزوروا إرادة شعبنا وتفقدوه الأمل الأخير في الحلول السلمية ، ولا تركنوا للقوّة وللغلبة العددية ، فإنكم بذلك كمن يشعل النار في صهاريج نفط تحيط به من كل مكان ، والموت صار أهون من بقاء الحال للإنسان الجنوبي ... والنار ما تحرق إلا رجل واطيها ...
