تهل علينا بعد أيام الذكرى السنوية العاشرة لرحيل الفنان و المطرب الكبير فيصل علوي رحمه الله الذي غادرنا في ال 10 من هذا الشهر من العام 2010م . جعلني حظي الجميل ولفترة عقد من الزمان ونيف أن اكون قريبا جدا من هذا العملاق الفني الذي قدمته لحج بكل فخر سفيرا لموروثها الثقافي وفي مقدمة هذا الموروث فن الغناء والموسيقى اللحجية الأصيلة ليس للبلاد العربية ولكن للعالم فهذه حقيقة مؤكدة لاجدال عليها فشواهدها ودلائلها مازالت حية رغم مضي سنوات عشر على رحيله المؤسف ، وهو لايزال متربعا عرش الفن اللحجي و ملكا متوجا تهفو الى سماع طربه البديع وعزفه المتفرد على آلة العود الأفئدة قبل الآذان، وهذه حقيقة مؤكدة اخرى لايمكن المرور عليها مرورا عابرا خاصة ونحن في حضرة هذا العملاق الفني، وبالمناسبة هذه شهادة وهي ليست مني وحدي ولكنها نطق وتفوه بها الموسيقار والفنان الكبير أحمد بن أحمد قاسم رحمة الله عليه عندما التقيناه أنا والمرحوم الأخ عبدالله علوي حسن السقاف (أبوحسام) في منزله بخور مكسر والذي كان ابوحسام عضوا في اللجنة التنظيمية للمهرجان في ابلاغه دعوة اللجنة التحضيرية المنظمة للمهرجان له للمشاركة في حفلة افتتاح المهرجان فقال لي بعدنيته الجميلة جدا جدا وهو يضحك:مالك إيش تشتي أنضرب في لحج؟!! وهنا سأله الأخ عبدالله علوي عن سبب قوله ذلك فأجابه و ابتسامته الودودة تعلو محياه: أيوه .. صاحبك يشتي يزعل الفنان الكبير فيصل علوي مني.. نعم أنا مجنون أغني في لحج التي تعبد فيصل عباده. ..ثم أردف يقول : انما اسمعوا أنا موافق لكن أول مره بنعمل جلسه فنيه بروفة للتعارف قبل المهرجان في مقر أدباء وكتاب لحج وقد كان له ذلك حيث أحيا جلسة تعد من اروع الجلسات الفنية المتميزة وبحضور فني وجماهيري متميز اذ رافقه في هذه الرحلة كلا من الفنانين أحمد علي قاسم وطه فارع رحمهما الله وأبنه حماده و الفنان علي عوض المسلمي حفظهما الله. وعدد من كبار فناني لحج وفي مقدمتهم الفنان والملحن الكبير سعودي احمد صالح أطال الله في عمره. بقي أن نعرف أن المرحوم وهذا هوبيت القصيد عبر للحاصرين عن شدة أسفه لعدم وجود زميله الفنان الكبير فيصل علوي في هذه الجلسة النادرة جدا وذلك لسفره وارتباطاته الفنية في المملكة العربية السعودية والكويت. للعلم أنه تم التوثيق الصوتي هذه الجلسة من قبلنا في فرع لحج وايضا لإذاعة الشعب المحلية اذاعة لحج حاليا لكن الصدمة أن الأشرطة والتسجيلات سرقت من مقر فرع ادبأء لحج ضمن كثير من الوثائق الأدبية النادرة عقب حرب عام 1994م ونفس الأمر حدث لها في مبنى الآذاعة المحلية . الحقيقة هنا كثر من الناس ليس لديهم المعلومة التالية والتي تفيد أن الفنان الراحل فيصل علوي كان رئيسا للجنة الفنية لمهرجان القممدان الثقافي في نسخته الثانية اي في نوفمبر 1991م وقد كان ملتزما بحضور اجتماعات اللجنة التحضيرية العليا للمهرجان التي كانت تعقد اجتماعاتها في المكتب التنفيذي لمحافظة لحج وذات إجتماع فاجأ الفنان الكبير فيصل علوي الجميع باستعداده للمشاركة لدعم المهرجان ماديا و من حسابه الخاص وقد اعتبر البعض أنها مزحه منه بيد أننا وجدناه يصر على كلامه بل ويطلب من مقرر الاجتماع حينها الأستاذ الأديب والشاعر الغنائي المعروف الأستاذ محمد حسين الدرزي رحمه الله ان يدون ذلك في المحضر وكان له أن ساهم مساهمة حقيقية في دعم المهرجان وبادرة كهذه لايقدم عليها الا الكبار والعظماء وفناننا فيصل علوي رحمه الله واحدا منهم وهناك مواقف يمكن لمن عايشها عن قرب مع الفنان فيصل علوي أن يدرجها ضمن المواقف النادرة وابضا الطريفة فذات مرة قررنا نحن أعضاء ومرتادوا منتدى عرابة الثقافي وهذا المنتدى كما يعرفه ابناء مديريتي الحوطة وتبن في لحج موضع ملحق بمنزل صاحبه المناضل الاخ حامد صالح عرابه وكان يرتاده عددا من المثقفين والأدباء وغيرهم من داخل لحج ومن خارجها قررنا أن نستضيف الفنان فيصل علوي وفعلا تم استحسان هذا القرار وأرسلت الدعوة غير أنه دار جدل الى حد الدخول في مراهنة في قبول فناننا هذه الاستضافة بل ورفضها لالشيئ الا لأن الموضع يقع في العراء وعلى الطريق العام غير أننا فوجئنا في ذات المساء الذي تم توجيه الدعوة له بحضوره راجلا ليجلس بيننا ويعلن موافقته بالحضور وحضر في موعد الاستضافة ومعه ضارب الايقاع الأول الفنان الراحل فضل ميزر وغنى وتحدث فيصل علوي عن تجربته الفنية الغنية واجاب بكل أريحية على كثير من أسئلة الحاضرين. هذا هو الفنان فيصل علوي الذي فقدته لحج وكل البلاد التي احبته وأحبت فنه الاصيل وهذا غيض من فيض ذكراه التي ستبقى محفورة في وجدان محبيه جميعا. رحم الله فناننا الكبيرفيصل علوي وتغشاه بواسع رحمته.