"عدن الغد " تنفرد بنشر مذكرات ( عدن التاريخ والحضارة ) للرئيس علي ناصر محمد : الحلقة ( الثالثة ) متابعة وترتيب / الخضر عبدالله : تنفرد ( عدن الغد ) بصحيفتها الورقية وموقعها اللالكتروني بنشر أبرز وأهم المذكرات االتي سبق ل" عدن الغد " أن قامت بنشر ها ( ذاكرة وطن - والطريق إلى عدن - والقطار .. رحلة إلى الغرب ) للرئيس علي ناصر محمد . وفي هذه المرة ستقوم " عدن الغد " بنشر مذكرات جديدة من حياته ( عدن التاريخ والحضارة ) . وتعد هذه المذكرات الجزء الرابع من محطات وتاريخ الرئيس الأسبق علي ناصر محمد رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية . حيث يذكر لنا في مذكراته عن صور ومعالم وشخصيات ومنظمات مدنية لمدينة عدن هي نسيج خاص بينها وبين معالمها واعلامها حيث يقول الرئيس ناصر :" ان هذه المدينة تاريخ وطن وكفاح شعب وسيرة حياة . وهذه المذكرات هي رحلة شيقة وجذابة في ذاكرة مدينة عاصرت كل المراحل التاريخية وانطلقت منها مشاعل الثورة والتنوير وتشكلت فيها البذور الأولى للتنمية الثقافية والاقتصادية والاجتماعية في كافة ارجاء الوطن. .. وإليكم تفاصيل ما جاء في محطات وتاريخ سيادة الرئيس الأسبق علي ناصر : المعاهدات البريطانية عبر الحدود الجنوبية في هذا العدد من صحيفة ( عدن الغد ) يواصل لنا الرئيس ناصر حديثه عن مذكراته التي عاشها في مدينة عدن أبان دولة الجنوب حول المعاهدات البريطانية ومنظمات المجتمع المدني وغرفة عدن التجارية والنوادي بداية صحوة الراي العام فيشير بالحديث قائلاً بعد احتلال بريطانيالعدن في عام 1839م ظلت الأحوال غير مستقرة للسلطات البريطانية فقد استمرت المواجهات بين عدن والقبائل المحيطة بها، وفي تاريخ 3 نوفمبر من عام 1839م حددت بعض القبائل الهجوم على عدن فقام الكابتن هينز (1839-1854) بتقديم معلومات للكولونيل كابون الذي وضع رجاله بشكل سريع ومدافعه على كل ممرات الجبال المحيطة بعدن. وحول هذه الحادثة يذكر الدكتور سلطان بن محمد القاسمي في كتابه (الاحتلال البريطاني لعدن) ما يلي: «كانت تلك الاحتياطات قد أخافت العرب وقتها الأمر الذي دعاهم إلى الانتظار من أجل زيادة أعدادهم. تمت حراسة الطريق المؤدية إلى عدن خلال أيام الأول والثاني والثالث من نوفمبر لمنع الاتصال مع الداخل، ولم يدخل عدن سوى عدد قليل من الرجال. ولكن في الرابع من الشهر ترك العرب الطريق مفتوحة حتى لا يثير الحصار انتباه البريطانيين فدخلت الجمال إلى المدينة ولم ترتكب أية حادثة أو سرقات. ويتابع :" كانت قوة أهل فضل المسلحة بتاريخ 7 من الشهر عند بئر العسلة، وتصل إليهم إمدادات الطعام والبارود بانتظار وصول قوات العبادل عند الشيخ عثمان، كان السلطان محسن قد أمر كافة القبائل بالتجمع وأن تسير إلى الشيخ عثمان حيث سيقودهم من هناك بنفسه. كما أحضر العرب مجموعة من الإبل والثيران لدفعها أمامهم عندما يهجمون على الخطوط البريطانية كي يتلقى ذلك القطيع الرشقات الأولى من النيران. أما في عدن فقد قام كافة التجار والعمال خلال تلك الأيام بدفن أموالهم وممتلكاتهم كما قامت النساء بدفن مجوهراتهن، وقد بلغ بسكان عدن التوتر والقلق حداً لم يغمض معه جفن سوى للقليلين منهم، ولكن أكثرهم كانوا يغادرون منازلهم وينامون داخل أو بالقرب من ضريح العيدروس ثم يعودون في الصباح. عدن ومنظمات المجتمع المدني وحول مسيرة التطور التي نشأت بعد الاحتلال ومنها منظمات المجتمع المدني يحدثنا الرئيس ناصر وبقول :" حققت عدن تراكماً نوعيا عبر مسيرة التطور التدريجي الذي نشأ بعد الاحتلال البريطاني لعدن في 19 / 1/ 1829م وتأسس الاستقرار والنظام والقانون من خلال مشاركة قوى المجتمع بعدن, حيث نشات المساجد إلى جانب كنائس المسيحيين وكنس اليهود ومعابد الفرس والبانيان, ومارس السكان حقوقهم الدينية في ظل مبدا التعايش والتسامح . ويقول :" ونشأت المؤسسات المدنية في ظل القانون وتوفر البنية التحتية , حيث شيدت المخازن والمراكز الجمركية قبالة الخليج المامي عام 1948م واعلنت عدن ميناءها حراً عام 1850م وتزامن ذلك مع إنشاء خدمة إرشاد السفن في نفس العام, وشيد لسان بحري في المعلا عام 1855م, وافتتح المركز الجمركي الرئيسي عام 1856م وانشئت محطة البرق التلغرافي, ناهيكم عن إنشاء أول بنك عام 1850م بعمليات محدودة بداها الكابتن لوك توماس . غرفة تجارة عدن الأقدم في المنطقة : ويسترسل الرئيس ناصر في حدثيه عن إنشاء الغرفة التجارية بعدن حيث قال :" عقد إجتماع لرجال التجارة بغرض إنشاء غرفة تجارية حيث انتخبت الجمعية العمومية قيادة لها يوم الخميس الموفق 26أغسطس 1866م من التالية اسماءهم : هو فيدال رئيساً ( من شركة لوك توماس ) في بينفلد عضواً ( من شركة بينيفليد ) جي. دي . آرمر عضوا ( من شركة فحم عدن ) بي. دي . آمر عضواً ( من شركة أوير أيمتون ) اما آخر مجلس إدارة لغرفة عدن التجارية والصناعية فقد انتخب اعضاؤه في أكتوبر 2002م , وأصبح الشيخ محمد عمر بامشموس ( رحمه الله) رئيساً للمجلس, والشيخ عبدالله سالم الرماح , نائب الرئيس لشؤون التجارة , والشيخ صالح سالم باتواب, نائب الرئيس لشؤون الصناعة, إضافة لثمانية اعضاء آخرين . النوادي والمخيمات بعدن وحول حديثه عن تأسيس النوادي والمخيمات الأدبية بمدينة عدن يقول :" لعبت النوادي والمخيمات الأدبية دوراً كبيراً في رفع الوعي الاجتماعي العام, حيث تأسس نادي الإصلاح العربي بالتواهي في أواخر عام 1929م وتأسس نادي الإصلاح العربي بالشيخ عثمان عام 1930م , ونادي الإصلاح العربي بكريتر عام 1920م . كما تأسست منظمات أخرى منها مخيم أبي الطيب في كريتر عام 1929م. وكرمة أبي العلاء بالتواهي عام 1942م, ونادي يعرب بن قحطان بالشيخ عثمان عام 1942م, ونادي الشباب الثقافي بالشيخ عثمان عام 1947م, ورابطة الجامعيين العدنيين عام 1947م . تنامي عدد المطابع والمكتبات بعدن وعن ازردها وتنامي مدينة عدن بالعديد من المطابع والمكتبات ستدرك قائلاً :" شهدت عدن تنامياً في عدد المطابع والمكتبات وأعطى ذلك مؤشراً واضحاً على ازدهار حركة التجارة والنشر واتساع قاعدة القراء ولو تأملنا ازدياد عدد المطابع ودور النشر لوجدنا أن اول مطبعة دخلت عدن كانت مطبعة " قهوجي دنشو " عام 1854م ثم مطبعة الحكومة عام 1929م فمطبعة " فتاة الجزيرة عام 1940م فمطبعة كاكستون ( مالكها يهودي يدعى سمعون ) عام 1945م, ومطبعة دار البعث للطباعة والنشر 1958م ومطبعة حزب الشورى اليمني 1950م ومطبعة الزينة عام 1958م , والمطبعة الشرقية عام 1958م, ومطبعة الأيام عام 1958م ومطبعة الكفاح 1961م, ويوصل عدد المطابع عدد إلى 22 مطبعة ودار نشر . وأما عدد المكتبات فقد بلغ عددها أكثر من 16 مكتبة منها مكتبة الحاج عبادي عام 1884م والمكتبة الدانمركية عام 1910م والمكتبة الحكومية العامة التي أدراتها إدارة المعارف بعدن فقد عملت خلال الفترة 1919- 1954م, ثم انتقلت إدرتها إلى بلدية عدن عام 1954م باسم ( مكتبة ليك ) التي أصبحت ( مكتبة مسواط ) عام 1963م, وقد فتح عبدالله يعقوب خان مكتبتين الأولى وكان اسمها ( المكتبة التربوية للنشر ) عام 1922م , والثانية اسمها ( المكتبة المحمدية ) عام 1934م, وأنشأ علي إبراهيم لقمان مكتبة حملت اسمه عام 1926م , وأنشاء الحاج منشي غلام محمد ( المكتبة الإسلامية ) عام 1928م وافتتحت الحكومة مكتبتين عام 1920م , حيث فتح الأول المعهد الثقافي الربيطاني والثانية مكتب العلاقات العامة والنشر. وشهدت العام 1950م افتتاح مكتبتين إحدهما ( المكتبة العربية ) لهبة الله علي , والثانية ( مكتبة كاكستون ) وافتتح عثمان صالح بن شملان ( مكتبة الثقافة ) عام 1954م وفي عام 1956م افتتح محمد فضل القعر ( المكتبة الفضلية ) وفي مطلع ستينات القرن الماضي أنشأ سالم علي الزغير سلسلة ( مكتبة الجلا الجديد ) . ( للحديث بقية ) ..