على مدى نحو عشرة قرون حاولت الهاشمية السياسية ، توظيف الرسالة النبوية في حكمها وترسيخ احقيتها بالحكم الإلهي وأنها أعلى رتبة من الاخرين ، وحولت النبي محمد الى اسم مجرد من كل صفات النبوة ولخصت رسالته في توارث الحكم والسلطة ، وهو ما تأسست عليه العقيدة الهاشمية في بنا دولتها باليمن ، فرضت من خلالها العنصرية والسلالية والطائفة واوجبت على من يتبعها المحبة والطاعة والامتثال لكل سياسة المذهب وحروبه ، وعلى كل من خالفه تكفيره وإباحة دمه وماله وعرضه . جوهر الصراع تلك السياسات العنصرية والتكفيرية هي جوهر الصراع الراهن ، الأمر الذي يؤكد عليه د."محمد جميح" في مقال له تحت عنوان (إنها «الهاشمية السياسية») يقول فيه أن المشكلة في اليمن- في جوهرها- ليست في الحركة الحوثية، التي لا تعدو كونها تجلياً لمعضلة أعمق، المشكلة ليست في المذهبية أو الطائفية، ليست في الشافعية أو الزيدية، ولا التشيع أو التسنن ؛ هذه معضلات عرضية، تمثل أعراض المرض الحقيقي الذي عانى منه اليمن، المرض هو ما تم التواضع على تسميته ب«الهاشمية السياسية». القتل والتنكيل وتكميم الأفواه تبرز تجليات معضلة الهاشمية السياسية في الوقت الراهن ، بالممارسات القمعية و الاستبدادية التي دأبت عليها مليشيات الحوثي الإنقلابية منذ انقلابها على السلطة في سبتمبر 2014م ، وما صاحب ذلك من جرائم إنسانية يندى لها الجانب ، الى جانب ممارستها الاستعلائية بحق الشعب اليمني وكل من يخالفها الرأي والتوجه ، وعلى مدى خمس سنوات كرست مليشيا الحوثي الإنقلابية العقيدة الهاشمية من خلال القتل والتنكيل وتفجير المنازل ودور العبادة وحرق المزارع والاعتقالات وتكميم الأفواه وغيرها من الجرائم المستمدة من العقيدة الاهوتية . اختطاف الرويشان وتاكيدا على استمرار هذه السلالة في بغيها واستهداف كل من يخالفها الرأي والتعبير ، اقدمت صباح اليوم الأحد ، على اختطاف الأديب والكاتب وزير الثقافة السابق خالد الرويشان ، ونهب محتويات منزله ومصادرة كل ما كان فيه ، الحادثة التي قوبلت بموجة سخط واستنكار واسعة على المستوى المحلي والعربي ، حيث عبر العديد من السياسيين والكتاب والناشطين عن ادانتهم للحادثة ، وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بمواقف التضامن والاستنكار والمطالبة بسرعة الإفراج عنه . تأكيد المؤكد حيث اعتبر الكاتب والصحفي "نبيل سبيع" ان اختطاف الرويشان من منزله في صنعاء ، انتهاك صارخ وأخرق يؤكد المؤكد وهو أن هذه الجماعة لن تقبل أي رأي أو موقف مخالف لرأيها وموقفها، مهما كان هذا الرأي حصيفاً وصادقاً وسديداً ، فهؤلاء هم الحوثيون، أصحاب أسوأ سجل في انتهاك حرية التعبير والصحافة وحقوق الإنسان، بالإضافة إلى أن الهدف هذه المرة هو خالد الرويشان ، مؤكدا ان اعتقاله يأتي عقب حملات تحريض وتشويه معلنة ومتواصلة لشخصه ومواقفه طيلة السنوات الماضية" عصابة إرهابية السياسي اليمني "شوقي القاضي" قال في تغريدة له على تويتر "من بداية اجتثاثهم ل معهد دمَّاج وعمران ثم اقتحامهم صنعاء وانقلابهم المشؤوم في 21 سبتمبر 2014 ونحن نؤكد بأن مليشيا الحوثي عصابة إرهابية لا تؤمن بالسلام ولا التعايش، ولن تجنح للسلم والصلح إلا إذا هُزمتْ في الحرب ، الحرية ل خالد الرويشان و محمدقحطان والصحافيين وجميع المُختطَفين" . الكرة في ملعب خولان من يطلق على نفسه شبل شبوة العولقي ، قال في تغريدة له على تويتر مخاطبا مليشيات الحوثي الإنقلابية "بإختطافها علم من أعلام اليمن كالاستاذ خالد الرويشان ، المليشيات الحوثيه تصرخ بصوت قبيح ضد العلم والثقافه كما هو دأبها وترمي بقبيله خولان عرض الحائط كون الرويشان أحد أكبر مشائخها .. الكره الآن في مرمى قبيلة خولان وهي الفاصل المتبقي بين صرواح مأربوصنعاء". الصراع التاريخي من جانبه "عبدربه وازع الشايف" اختصر حادثة اختطاف الرويشان بالقول أن غبار التاريخ يحاول تغيب عبق التاريخ ، وقال في تغريدته "صحونا على خبر اعتقال الأستاذ خالد الرويشان ، من قبل المليشيات الإمامية السلالية في العاصمة صنعاء ، هاهم غبار التاريخ يحاولوا تغييب عبق التاريخ . خالد الرويشان صوت جمهوري يذكر الإمامة بنفس الأمة اليمنية وجمرتها التي لا تنطفىء ، كل التضامن مع العزيز خالد" . اختطاف للعلم والأدب فيما يرى الناشط "طه الشرعبي" أن توجهات مليشيات الحوثي الإنقلابية معروفه انها ضد كل ماهوا جميل في الوطن ، معتبرا أن اختطاف الرويشان يأتي ضمن آلاف العمليات المشابهة التي دأبت عليها مليشيات الانقلاب ضد العلم والأدب والتنوير الفكري في اليمن ؛ وهو ما يتوافق عليه الناشط اليمني "علي.." الذي اعتبر ان جريمة اختطاف الكاتب والمثقف اليمني هو اختطاف للعلم وللسلم والادب ، وتكريس الشمولية والجهل والفقر المستورد من بلاد الجيل والديلم". تغطية جريمة بأخرى الصحفي "أكرم غيلان" يعتقد ان اختطاف الحوثيين لهامة وطنية مثقفه بحجم خالد الرويشان ، ربما يأتي بسبب ضغط المجتمع الدولي على جماعة الحوثي بحق إعدام الصحفيين ، لذلك يحاولون صرف انظار العالم عن الجريمة بتسليط الضوء على جريمة اخرى من خلال اختطاف الأستاذ خالد الرويشان ، وسيفرجوا عنه . امتداد لتكريس الجهل ويرى الناشط "المنتصر ابو شاكر" ان مليشيات الحوثي الإنقلابية ما هي إلا امتداد لحركة سلالية لا تنمو ولا تترعرع الا في ظل الجهل ، وغياب العلم والثقافة والوعي ، لذلك كل من يحمل ثقافة وفكر مستنير ، يعدونه عدوا ومهددا لوجودهم ، وهو ما ينطبق على قضية اختطاف الأديب والكاتب وزير الثقافة السابق خالد الرويشان". بقايا النازية كذلك يرى الناشط الإعلامي "فيصل هزاع المجيدي" ان اختطاف الرويشان يأتي بعد أن أرقهم قلمه ، مشيرا في تغريدته ان المليشيات السلالية لم يستطيعوا الصمود أمام احرفه الجمهورية فاخطتفوه ، مؤكدا انهم بقايا نفايات العصابات في العالم النازي ، الحوثي يواصل حفر قبره بيده ... كما ويرى "معتز الحيدري" انه "لم يبقى كاتب سياسي وثقافي حر في هذه البلد الاوشرد او اعتقل او قتل لكي لايبقى اي علم اي سياسه ويسود الجهل ويعتقل المثقفون واخرهم الاخ خالد الرويشان منبر القلم الحر الذي يصدح بالحقيقه دون خوف الله يفك اسره"