أن الجنوب يمر بلحظة فارقه بعد ما مضى على ثورته أكثر من ثلاث عشر سنة وقد يتقرر في هذه اللحظة مصير الجنوب والثورة الجنوبية ، وما إذا كانت تتقدم نحو تحقيق الأهداف والمبادئ التي طالبت بها ، أو ما إذا كانت هذه الأهداف والمبادئ تتعثر ويتم الالتفاف عليها أو احتوائها بطريقة أو بأخرى تفرغها من مضمونها ومحتواها التقدمي المصيري ، هذه اللحظة الراهنة من عمر الثورة تتميز بوجود تحديات كبيرة في مواجهتها ، المجلس الانتقالي ، الشرعية ، التحالف ، ماذا يجب علينا كثوار ومواطنين وما هي مصلحة الوطن بالنسبة لنا ، تحديات كثيرة مرت على الثورة الجنوبية ومؤامرات عديدة تصدى لها شعب الجنوب بكل بسالة وصمود وتحدي ، إلى أن وصلنا اليوم للمرحلة الانتقالية ويفصلنا القليل عن تحقيق أهداف الثورة وآمال الشعب ، لا يمكن نسف كل الجهود والتضحيات في آخر لحظات الحسم الثوري ،
عندما نؤيد المجلس الانتقالي اتخاذ مثل هذا القرار لأنه يخطو نحو تحقيق الأهداف والمبادئ الثورية لاستعادة دولة الجنوب وحلم الثوار والشهداء والمصابين والمشردين ، وأن كان هناك شيء من النقصان وخواطرنا لا تجبر إلا في إعلان حكومة جنوبية ودولة مستقلة ذات سيادة على كامل ترابها الوطني ،
لا أحد يرفض البيان دام يحقق بعض الحقوق والخدمات لابناء الجنوب ونعلم ما هو رأي المعارضين وعلى ماذا الرفض ، هناك تباين في وجهات النظر حول الانفراد بالقرار وكل مكون أو فصيل يرى نفسه خارج العملية السياسية ، لكن دعونا من كل ذلك وأن نعمل جنبا إلى جنب لتمكين المجلس الانتقالي فرض السيطرة والحكم الذاتي وأن نؤسس وعي ثقافي وأسلوب حضاري لكيفية الوصول إلى حكم ديمقراطي حكم القوانين لا حكم الأشخاص ، ليس الآن وقت الخلاف والدولة مغتصبة ، يجب أن تكون تدابير إعادة بناء الثقة بين الجميع في هذه المرحلة الحرجة ومن خلالها يمكن التوصل إلى حل للمشاكل والتباين ، والاتفاق على رؤية الدولة القادمة ونظامها وإدارتها وأن تحفظ لكل ذي حق حقه الوطني ،
أن طول الفترة الانتقالية وامتدادها في الجنوب ليس لصالح القضية الجنوبية وهو ما يعطي الأحزاب الشمالية البقاء في الحكم وبقاء والنهب والفساد على حساب الخلافات الجنوبية ،
ما نشاهدة من تزاحم وانفعال في البيانات قد يعرقل التوافق والوفاق بين القوى التي شاركت في الثورة ، وقد تعجز على حمايتها وتحقيق أهدافها ، وسيستمر الشقاق والخلاف والاستقطاب من أطراف أخرى تجد ضالتها في ذلك ما لم يتم تدارك الأمر ، والتلاحم وتوحيد الصف والوعي بضرورة التوافق والوفاق قبل أن يكون الوقت متأخرا ، على جميع المكونات الثورية في الجنوب أن تعمل لتؤسس لنظام ما بعد الثورة وتترجم طموحات وأهداف الثورة ، وتكون مهمتها وضع وصياغة دستور جديد للبلاد يضع المبادئ والقواعد التي تحكم أداء الدولة والمواطنين والعلاقة بين السلطات في النظام السياسي والعلاقات الخارجية ،
إلا تكفينا الدروس والعبر من الماضي وصراعاته على السلطة والمناصب فأين اصبحوا المختلفين وأين أصبحت الدولة ؟! أن المصالح الشخصية التي تسعى إلى تحقيق أهداف ورغبات خاصة بها وكيانها فوق مصلحة الوطن والشعب فلا تجني إلا الندم والخسارة والهزائم ، وحدة الصف مطلب شعبنا الجنوبي فكونوا جميعاً جنودا لتحقيقه