تشهد مدينة عدن ازمة معيشية جديدة وصراعا يتمحور حول مادة الروتي إذ لم يمضي اكثر من ثلاثة اشهر على اخر زيادة في اسعار الروتي ليعاود مجددا ملاك الافران رفع السعر من "25"إلى "30"ريال بعد ان كان سعره "20" ريال قبل اربع أشهر فقط، ليشكل بذلك عبئاً وهماً جديداً يؤرق حياة السكان في عدن. وكانت جمعية المخابز والأفران بمحافظة عدن أصدرت بيانا أبرزت من خلاله الشكاوى والتداعيات المقدمة من ملاك المخابز والأفران بخصوص أرتفاع مادة والدقيق والمواد الداخلة في صناعة الروتي من بعد عيد الفطر المبارك وقالت إن الارتفاع المفاجئ في الأسعار سبب لملاك المخابز والأفران خسائر فادحة ومشاكل وعجز في تغطية نفقات العمل مما اضطر بعضهم للافلاس وأغلاق المخابز. وتحت مبدأ لا ضرر ولا ضرار وبسبب الارتفاع الجنوني في الاسعار وما ترتب عليه من خسائر مادية تضرر منها ملاك المخابز والافران وشريحة واسعة من العاملين والمنتجين قررت الهيئة الإدارية في الجمعية برفع سعر القرص الروتي من 25 ريال إلى 30 ريال مع الاحتفاظ بالوزن السابق وذلك ابتداءاً من يوم الأحد. 28/6/2020م. واكدت الهيئة انه لايمكن انقاص وزن الروتي اكثر مم ماهو عليه لأسباب فنية مثل كثرة التوالف وحجم القوالب في المخابز الرئيسية وافتقاد الروتي لمواصفات الجودة والفوائد الصحية. وشددت على ألزام كافة الافران بعدم التلاعب بالوزن واكدت انها ستفرض رقابة مشددة بالتعاون مع مفتشي مكتب الصناعة والتجارة بعدن في جميع مكاتبها بالمديريات. استمرار معاناة المواطنين من الغلاء في عدن ويعتبر الروتي الرفيق الاساسي للعديد من الاسر في مائدة طعامهم وخاصة الفقراء ومحدود الدخل والذين يشكلوا النسبة الاكبر في عدن ولا يجدوا في يومهم شيء بديلا عن الروتي كونه الاقل سعرا وتكلفة. هذا الارتفاع ضاعف هموم المواطنين البسطاء في المدينة وسبب ازمة كبيرة للعديد من الأسر خاصة تلك الأسر ذات الاعداد الكبيرة في افرادها، وان كان فارق الخمسة او العشرة ريالات لا يشكل مشكلة تذكر عند البعض الا ان من يمتلك اسرة كبيرة تتكون من اكثر من سبعة افراد وبالكاد يمتلك قوت يومه فان ذلك يعني احتياجه لميزانية دخل اكبر قد تصل إلى اكثر من عشرة الف ريال في الشهر الواحد وهو ما يفاقم من ازمات المواطنين في ظل وضع اقتصادي صعب وغلاء عاصف ومعاناة المواطنين من الإرتفاع في معدل البطالة وقلة فرص العمل وعدم توفر السيولة عند فئةٍ كبيرة من المواطنين. غضب من ارتفاع سعر الروتي وأثار هذا الارتفاع، سخط المواطنين، الذين عبروا عن استيائهم وغضبهم من رتفاع أسعار “الروتي”، وتصغير حجمه، والذي تسبب في إرهاق الكثير من الأسر التي باتت بحاجة إلى مضاعفة المبلغ المخصص لشراء الخبز بشكل يومي. ويرى المواطنون ان مشكلة ارتفاع اسعار الروتي تاتي في وقت صعب وحرج تشهد فيه المدينة ارتفاع مهوول في أسعار المواد الغذائية، بينما لا ترتفع فيه معاشات المواطنين ورواتبهم والجهات المعنية تقف عاجزة عن وضع حد لهذا . وندد مواطنون بارتفاع أسعار الروتي والدقيق، كونه الغذاء الأساسي لغالبية الأسر ،كما انتقدوا تراجع أحجام أقراص الروتي، منتقدين غياب الرقابة عن المخابز والتي باتت تنتج أقراصا بحجم إصبع اليد. ويقول احد المواطنين "لعدن الغد" إن "نحافة" شديدة أصابت أقراص "الروتي"، وارتفعت الأسعار بدلاً من تراجعها. وناشد المواطنون الجهات المعنية تحمل مسئولية ارتفاع المواد الغذائية الأساسية، وعلى رأسها الدقيق والاسراع في وضع معالجات فورية لحل هذه المشكلة التي من شأنها أن توسع رقعة الفقر في أوساطهم. من جانبه يقول مالك أحد المخابز إن هذا الغلاء طبيعي بسبب ارتفاع أسعار الدقيق، وأنه مواطن قبل أن يكون تاجراً، حيث يتوق لإعادة أسعار الدقيق إلى سابق عهده قبل الحرب والذي كان بمبلغ (4300) ريال فقط. أصبح الحصول على قرص الروتي هو أقصى أماني العديد من الاهالي في عدن نتيجة تدهور أوضاعهم الاقتصادية وانهيار عملتهم المحلية وارتفاع أسعار السلع الرئيسية بشكل جنوني. لم يفقد الروتي حجمه فقط بحسب الأهالي بل فقد الروتي طعمه المألوف، وذلك بسبب التلاعب في إضافة الخميرة، ناهيك عن عدم التقيد بكمية العجين المعهود، وبالرغم من إنزالها معايير التسعيرة وتحديد الحجم، إلا أن وزارة التجارة والصناعة لا تحدد معايير لصناعة الروتي، ومواد وكمية المكونات، وكيفية صناعته، وهذا ما يجعل أصحاب الأفران يعملون على التلاعب في حجم ووزن الروتي بحسب هواهم، وفقا لمواطنين.