اليوم التالي صرخ أحد الرجال (لقد ظهر الحوت الأبيض...إنه الحوت الأبيض...)...ظهر موبي ديك ثانية...كان يبعد مئات الأمتار عن سفينتنا ، كان رذاذ الماء ينطلق إلى أعلى من على ظهره، وعاد إلى الغطس من جديد بجسده الضخم....أصدر القبطان أوامره لثلاثة قوارب لمطاردة موبي ديك.
وأخد القبطان ورجاله قارب داجو وبدأت المطاردة...في غضون ساعة من الزمن قامت قورابنا الثلاثة بمحاصرة موبي ديك وبدأنا برمي حرابنا صوبه....بعض الحرب أخطأت الحوت ووقعت في الماء ...وبعضها الآخر أصابت هدفها وأنغرست في جسد الحوت..
جذبتنا حبال رماحنا صوب موبي ديك ، بحيث إقتربنا منه كثيرا...فجأة إلتف موبي ديك حولنا بقوة كبيرة ...كان يفتح ويغلق فمه الكبير بطريقة مرعبة.
قام الحوت بشد قواربنا الثلاثة بقوة نحوه...حتى أن قارب فلاسك إصطدم بقاربنا حتى تحطم القاربان ووقع جميع من على القاربان في البحر ، فأخذنا نسبح بعيدا عن الحوت.
مرة ثانية غطس موبي ديك إلى الأعماق ....فأنتظرنا... وكان الترقب والفزع قد بلغ منا منتهاه..
فجأة صعد الحوت إلى أعلى وكان أسفل قارب القبطان آيهاب تماما، مما حطم قارب القبطان ، فسقط القبطان ورجاله على الماء ثانية....وكانوا يصرخون فزعا من قوة الضربة.
وكان يجر معه رماحنا وحبالنا العالقة به....إنتظرنا قدوم سفينتنا البكويد ، كان علينا أن نكون حذرين...فلم نصرخ حتى لاتسمعنا أسماك القرش فتأتي وتلتهمنا ولم يكن ينقصنا هذا...
أخيرا أتت السفينة البكويد...وقام الرجال من على السفينة بانتشالنا ....وكم كنت سعيدا...لقد نجوت...ولكني تسائلت ( أين صديقي كويج ويج؟) بعدها رأيته .
لقد كان على قيد الحياة هو أيضا...وكذلك ستب وتاتشتجو وفلاسك وداجو....ولكني لم أجد القبطان آيهاب....فجأة سمعنا صراخ القبطان...ورأيناه في الماء على كتف مساعده ستاربك...وكان هذه المرة بدون ساقه الإصطناعية العظمية...فقد غرقت أثناء تحطم قاربه.
صرخ القبطان في أحد الرجال ( أعطني رمحا...سيكون قدمي الثانية من الآن فصاعدا..) ..بعدها توجه مع حربته إلى الرجال وجلس على أحد البراميل.
وبدأ يتحدث إلينا، فقال ( راقبوا جيدا...سيأتي موبي ديك في اليوم الثالث أي غدا..ستكون غدا المعركة الفاصلة...سيموت موبي ديك...)...هذه المرة لم نتحمس لكلامه كثيرا، كما أننا لم نصرخ بحماس أو حتى نرقص كما كنا في السابق.
لقد كنا بالفعل خائفين ومرهقين...لذا كل مافعلناه هو الوقوف صامتين...نظر القبطان حولنا وأخذ يلتفت يمينا ويسارا بيننا...وتسآءل ( أين فيض الله ؟) ...نظرنا حولنا ...لم يكن موجودا بيننا...فلم ينبس أحد ببنت شفة...هنا شحب وجه القبطان...إمتزج وجهه بالغضب والقلق فصرخ فينا آمرا ( إبحثو عن فيض الله..إبحثوا عنه.. )...بحثنا في كل مكان ولكننا لم نعثر له على أثر.
قال ستب ( ربما غرق مع الحبال التي علقت بالحوت) ....كان هذا فوق إحتمال القبطان...لقد إحتمل فقدان الخرائط البحرية...كما أحتمل فقدان ساقه الإصطناعية...لكن ليس فيض الله... ساعده الأيمن....كان صعبا عليه أن يصدق أن فيض الله كان قد مات.
وفجأة إعتراه غضب شديد وصرخ صوب البحر ( سوف تدفع الثمن غاليا ياموبي ديك...سوف تدفع الثمن غاليا....سأقضي عليك برمحي هذا أيها الشيطان...). هنا تذكرت كلمات فيض الله للقبطان عندما اخبره برؤيته قائلا ( سوف أذهب أنا أولا ، سأريك الطريق، وستتبعني في مغادرة هذا العالم). يتبع........ [email protected]