تصفيات اسيا للمونديال .. الاردن تتأهل للدور الحاسم    زيدان ... أفتقد التدريب    السعودية: غدا الجمعة غرة ذي الحجة والوقوف بعرفة في 15 يونيو    المنتخب الوطني الأول يتعادل مع البحرين في تصفيات آسيا وكأس العالم    الزكري ينال الماجستير بامتياز عن رسالته حول الاستدامة المالية وتأثيرها على أداء المنظمات    أول قائد في القوات العمانية يتحرك بعد انكشاف حالات تعذيب مؤلمة لشبان يمنيين في سلطنة عمان    عدن.. الورشة الخاصة باستراتيجية كبار السن توصي بإصدار قانون وصندوق لرعاية كبار السن    خبراء صحة: لا تتناول هذه الأطعمة مع بعض الأدوية    وزارة النقل توجه بنقل إيرادات الخطوط الجوية اليمنية إلى حساباتها المعتمدة في عدن والخارج مميز    تحت راية العلم اليمني.. عيدروس الزبيدي يرأس "اجتماعا استثنائيا" لمجلس الوزراء وتوجيهات رئاسية توجع الحوثيين    فرقاطة إيطالية تصد هجوماً للحوثيين استهدف السفن التجارية في البحر الأحمر مميز    دعت لإلغاء أوامر الإعدام فورا.. العفو الدولية: الحوثيون يستخدمون القضاء أداة للقمع السياسي    الزُبيدي يرأس اجتماعاً استثنائياً لمجلس الوزراء مميز    تحركات يمنية سعودية عالية المستوى وحدث هام ونوعي في مجلس التعاون الخليجي وقطر بشأن اليمن    الشرعية تؤكد تعذيب الجيش العماني لسبعة يمنيين!!    عودة نظام الرهائن.. مليشيا الحوثي تواصل الضغط على صحفي معارض باختطاف طفله    دول الخليج الغنية تستغني عن الديزل لتوليد الكهرباء ولصوص الشرعية يصرون على استخدامه    ضبط شحنة قطع غيار خاصة بالطائرات المسيرة في #منفذ_صرفيت    نصيحة للجنوبيين.. لا تسقطوا الانتقالي وتستبدلوا الحرية بالعبودية    الاتحاد الدولي لكرة الطائرة: يدعم مشاريع اللعبة في جميع أنحاء العالم    أكثر من 30 شهيدا جراء قصف الاحتلال مدرسة تؤوي نازحين وسط قطاع غزة    عن تجربتي مع الموت!    مشروع "مسام" ينتزع 1.406 ألغام خلال أسبوع زرعتها المليشيات الحوثية الارهابية    إعلان حوثي بشأن موعد استئناف الرحلات الجوية من مطار صنعاء إلى الأردن    الوحدة التنفيذية للاستيطان اليمني    لماذا الآن تفجير الصراع في حضرموت عبر "قوات درع الوطن"    محمد بن زايد.. رسائل من الشرق    جيسوس يفوز بجائزة الافضل في الدوري السعودي لشهر مايو    مأساة في تعز: غرفة النوم تتحول إلى فخ قاتل لعائلة    تحريك قوات درع الوطن في حضرموت يرفع منسوب التوتر بين الانتقالي الجنوبي والشرعية اليمنية    هل تُكسر إنجلترا نحس 56 عامًا؟ أم تُسيطر فرنسا على القارة العجوز؟ أم تُفاجئنا منتخبات أخرى؟ يورو 2024 يُقدم إجابات مثيرة!    رسالة رادعة: القصاص الشرعي رمياً بالرصاص لمدانين بجرائم قتل في عدن    نقابة المهن الفنية الطبية في تعز تدين الاعتداء على رئيسها وتدعو لمحاربة الفساد    محافظ عدن أحمد لملس يتفقد أوضاع الأسر المتضررة من انهيار مبنى في كريتر    "صخب الرصاص: معارك مستمرة تستعر في مواجهة الحوثي بأبين"    السعودية توجه رسالة وصفعة كبيرة للحوثيين بعد قيامها بأمر هام في البحر الأحمر    ليست صراع بنوك...خبير اقتصادي يكشف مايجري بين البنك المركزي بعدن وبنوك صنعاء    ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 36586 شهيدا و 83074 جريحا    السفير اليمني يزور المنتخب قبل مواجهة البحرين    في وداع محارب شجاع أسمه شرف قاسم مميز    الوزير الزعوري يدعو المنظمات الدولية لدعم الحكومة في تنفيذ الإستراتيجية الوطنية لكبار السن    تقرير أممي: أكثر من 6 ملايين شخص في اليمن بحاجة لخدمات المأوى هذا العام مميز    مدير منفذ الوديعة يعلن استكمال تفويج الحجاج براً بكل يسر وسهولة    عصابات فارس مناع تعبث بالآثار في إب لتهريبها للخارج    التأثيرات السلبية لقراءة كتب المستشرقين والمنحرفين    العشر الأوائل من ذي الحجة: أفضل أيام العبادة والعمل الصالح    إنهيار منزل من 3 طوابق على رؤوس ساكنيه بالعاصمة عدن    لم تستطع أداء الحج او العمرة ...اليك أعمال تعادل ثوابهما    ارتفاع حالات الكوليرا في اليمن إلى 59 ألف إصابة هذا العام: اليونيسيف تحذر    يكتبها عميد المصورين اليمنيين الاغبري    من جرائم الجبهة القومية ومحسن الشرجبي.. قتل الأديب العدني "فؤاد حاتم"    سلام الله على زمن تمنح فيه الأسماك إجازة عيد من قبل أبناء عدن    أغلبها بمناطق المليشيا.. الأمم المتحدة تعلن ارتفاع حالات الإصابة بالكوليرا في اليمن    وكالة المسافر للحج والعمرة والسياحة بحضرموت تفوج 141 حاجاً إلى بيت الله    وفاة ضابط في الجيش الوطني خلال استعداده لأداء صلاة الظهر    5 آلاف عبر مطار صنعاء.. وصول 14 ألف حاج يمني إلى السعودية    خراب    ثالث حادثة خلال أيام.. وفاة مواطن جراء خطأ طبي في محافظة إب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اليمن ملف شائك وواقع متشظٍ وشعب مثخن بالجراح
نشر في عدن الغد يوم 15 - 07 - 2020

لا زالت الأزمة السياسية في اليمن مستعصيةً على #الحل، ذلك الحل الذي تعمل #الأمم_المتحدة ومن خلفها #أمريكا و #بريطانيا على صياغته كونهما الدولتين المتصارعتين المتنافستين على النفوذ والثروة فيه، وذلك عبر أدوات إقليمية ومحلية، وقد تعددت أدوات الصراع المحلية مثلما تعددت أدوات الصراع الإقليمية، وهذا ما يجعل الحل السياسي يزداد صعوبةً كلما مرت الأيام، فالحوثيون الذين تدعمهم إيران - بضوء أخضر أمريكي فيما أسمته بتصدير الثورة التي خدمت مصالح أمريكا في المنطقة - يعولون على عامل الوقت وتشظي خصومهم فيتمددون على الأرض لضم محافظات نفطية مهمة كمأرب والجوف والبيضاء وغيرها، وهي محافظات حدودية مع جنوب اليمن، وقد انسحب الحوثيون من المحافظات الجنوبية وعادت الجبهات نحو الحدود الشطرية قبل دولة الوحدة اليمنية، وهم اليوم يريدون ضم بقية تلك المحافظات التابعة لدولة اليمن الشمالي ما قبل الوحدة ليفرضوا واقعاً انفصالياً يحرج السعودية والشرعية ويجبرهم على الخضوع لحل سياسي يكون للحوثيين فيه النصيب الأكبر.

أما عودة الشرعية والرئيس هادي إلى صنعاء فقد باتت مستبعدة كل الاستبعاد، فإذا كان هادي وحكومته لا يستطيعون الوجود في مناطقهم المحررة كعدن ومأرب وغيرها فكيف سيعودون إلى صنعاء حتى عبر حل سياسي؟ فلن يسمح الحوثيون بعودة الرئيس هادي ولن يتنازلوا في هذا الأمر فهم متعنتون ومتمسكون بما حققوه من تغلغل وانفراد في إدارة المناطق التي تقع تحت سيطرتهم، علاوة على أن الحوثيين من ناحية الاتصالات مسيطرون على شركات الاتصالات تماماً في شمال اليمن وجنوبه ودخل تلك الشركات يجبى إلى جيوبهم، ومن يستولي على العاصمة يستولي على مقدرات دولة، حتى المنظمات الإغاثية والحقوقية لم تنقل مكاتبها من صنعاء إلى عدن التي أطلقت عليها حكومة هادي اسم "العاصمة المؤقتة"، وهي مستمرة في دعم الحوثيين وأولها منظمة الغذاء العالمي ومديرتها الأمريكية ليز غراندي.

أما جنوب اليمن فقد باتت تتنازعه أطراف الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي الذي تدعمه الإمارات عميلة الإنجليز، ولا زال اتفاق الرياض الذي ترعاه السعودية لم ينجح حتى الآن في حل النزاعات الدامية بينهما، علماً أن جنوب اليمن يشهد ارتفاع حدة النعرة الانفصالية المطالبة بفك الارتباط مع شمال اليمن ليعود اليمن دولتين بحدود ما قبل 1990م.

فيما تسيطر شرعية هادي على بعض المحافظات إلا أن الإمارات تعمل لتقويضها بدعوى أنها "إخوانية إرهابية" لتحل محلها قوات الانتقالي في المحافظات الجنوبية، بينما المحافظات الشمالية التي تتبع الشرعية تريد الإمارات أن توجد فيها لطارق عفاش أو أشخاص موالين له نفوذاً قوياً كمحافظة تعز التي لا زال الوضع فيها مرشحاً للانفجار فيها في أية لحظة.

لقد تمزقت اليمن شر ممزق، وتفرقت أيدي سبأ وأصبح واقعها مؤلماً حتى في الاقتصاد، فقد أصبحت البلاد لها عملتان وكل عملة لها قيمة مختلفة عن الأخرى وإن اتفقتا في الصورة، فالحوثيون سيطروا على البنك المركزي في صنعاء وسيطروا على العملة السابقة ومنعوا تداول العملة الجديدة التي طبعها الرئيس هادي في مناطقهم، وأصبحت العملة القديمة فئة 1000 ريال تزيد قيمتها عن العملة الجديدة فئة 1000 ريال بفارق 200-300 ريال، أي أنك إن أردت السفر إلى صنعاء ومناطق سيطرة الحوثي فيلزمك أن تشتري عملة قديمة حيث تشتري ال1000 ريال القديمة ب1200 ريال أو يزيد من العملة الجديدة، وهما من الفئة نفسها!! بينما أصبح الدولار في صنعاء ب620 ريالاً تقريباً وفي عدن ب750 ريالاً تقريباً.

ثم تأتي أزمة المشتقات النفطية لتعصف بالبلاد وأهلها، والمستفيدون هم تجار الحروب من أطراف الصراع حيث تدخل الحرب الاقتصادية إلى كل بيت فتحيله فقراً وجوعاً ثم بطالةً يصطنعها هؤلاء ليضمنوا حشد الشباب نحو الجبهات مستغلين فقر الناس وعوزهم وانقطاع رواتبهم وتوقف أعمالهم.

لقد بلغ سعر الجالون 20 لتراً من البترول 20 ألف ريال في السوق السوداء، بما يقارب 35 دولاراً للجالون الواحد. أما دبة الغاز 20 لتراً فقد بلغ سعرها ما يقارب 15 دولاراً في السوق السوداء خاصةً في مناطق سيطرة الحوثيين الذين يقولون إن التحالف منع دخول ناقلات النفط إلى ميناء الحديدة مستغلين ذلك مصدراً للثراء وملفاً للمظلومية والضغوطات السياسية.

لقد كثرت في اليمن في ظل تجار الحروب ومدمني الصراعات، المستشفيات والصيدليات والمقابر ومحلات الصرافة والأسواق السوداء للمشتقات النفطية وغيرها، بينما ارتفعت أسعار السلع والخدمات بشكل جنوني.

فمن لليمن وأهلها في ظل هذا الاستنزاف لدماء أبنائها وخيراتها والتنازع على موانئها وثرواتها وجزرها، خاصةً وقد قاربت الحرب على نهاية عامها الخامس؟!

يا أهل اليمن! إن بلادكم تتفكك ودماءكم تسيل في حروب عبثية، وقد حذرناهم من الركون إلى الظالمين و أنظمتهم الفاسدة وأموالهم القذرة، فلا السعودية ولا الإمارات ولا إيران ترجو لكم ولبلدكم خيراً، فهلا عدتم إلى رشدكم وقطعتم صلتكم بالأجنبي و بحباله من الأنظمة التي تجاربكم، وتمسكتم بحبل الله سبحانه واحتكمتم إلى شرعه بإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة إن كنتم تعقلون؟

*عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في اليمن


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.