حزين على حضرموت وهي تمضي الى الموت بقدميها، بعد ان تركت عقلها وبصيرتها رهينة في الخليج و بالذات في ابوظبي منها.، ولعمري بانها سابقة في تاريخ حضرموت، استغنائها ولاول مرة عن عقلها الراشدة لتعمل باخر غريب الاطوار والافكار عنها.، والاخطر والامر ان لا تستهدي حضرموت حتى اللحظة طريقة سيرها في ظلمات الاحداث الغارق فيها وطن باكمله،وكان عليها ان تحافظ على نفسها من الانزلاق في اتونها الحارقة، وهي تعلم اكثر من غيرها بقدراتها على النأي بالنفس منها، والاستعانة بتاريخها ان ادلهمت عليها الامور وتبديد ظلمتها بنور الحكمة من جديدة لتتمكن من اسقاط ظلم الليل الحالك عليها والمهلك لها، وو تتوخى حذر السير في الدروب المشتعلة بالفتن، ولا تتخلى عن قلبها الوطني والانساني ولا عن عقلها الحضرمي الرشيد وتعرف كيف تطفئ الحرائق وتخمدها وتخرج منها بسلام ، محافظة وحافظة على عهود وعقود من الامن والاستقرار الذي تعيشه وتحسد عليه. ونحن نتطلع الى حضرموت ومعقلها الاداري الاول مدينة المكلا ان تكون سباقة في صناعة الانموذج الامثل لمدن ومحافظات اقاليم اليمن كلها لا اقليمها فقط. ويستبد بي الخوف والقلق على حضرموت اليوم، وهي تمضي بعنفوان المدن المجهولة في الحياة والتاريخ وتنساق عمياء صماء لا تفقه قولا ولا تسمع نصيحة، ومصممة على الانتحار والضياع الوطني والتاريخي الرهيب . وعجبي ان هذه ليست حضرموت التي عشقتها والتي عرفتها من سابق الازمان وهي ربيبة الفطرة السليمة والفطنتة الحكيمة والمعرفة العميقة وصوفية المعشر والاغتراب ولينة الجناب تذوب في الانسان وينساها في دواخله دونما شعور بثقلها على الضمير. وانني في حالة ذهول وصدمة لحجم الدفع بها الى عين العاصفة وجعلها فريسة لشياطين السياسة وتجار الحروب وخراب الاوطان والبلدان لتلتهمها نيران الفوضى والخراب مع حالة استحالة قفزها في مياه المحيط للهروب من شدة الحرائق التي لا تبقي ولا تذر. وهل حضرموت على استعداد للانسياق مع مخططات الموت المرسومة لها، لتتنكر لمواطنها العامرة بالخير ونسائم الحياة المستبشرة بحاضرها والناظرة بتفاؤل كبير لمستقبلها بعيدا عن عيون الشياطين،من عبدة الدرهم والدينار الخليجي الذين احرقوا بالامس عدن واليوم يتوجهون الى حضرموت ليشعلوا النار فيها و يتركوها تتأكل بالسنة لهب جهلهم وتموت وحيدة وثاني مدينة شهيدة وبعيدة عن البحر والارض والتاريخ .