لقد أنجلى الضباب عن سماء رواتبنا ، و أنزاح الغبار عن مواعيد صرف رواتبنا ، و تغلغلت هيبتنا في قلوب من أحرمنا رواتبنا ، و أخضعنا بصبرنا كل من ظلمنا في رواتبنا ، و زلزلنا برعد صوت بطوننا مضاجعهم الشابعة ، و قهرنا بعناد حقوقنا الظالمين القساة ، وخوفاً من هيجان جوعنا لبوا جزء من مطالبنا ، لتستمر ثورة الجياع في يقظتهم وفي أحلامهم ، حتى يكتمل قمر الراتب و يصبح بدراً بجميع رواتبنا المستحقة ، شاء من شاء و أبى من أبى ... تحية إحترام و إجلال لكل من ساهم وشارك وغناء وعزف وكتب عن الإعتصام و التخيم بجانب مقر التحالف ، لنثبت للعالم بأن الشعب الجنوبي لا يتراجع أو يقهر أو ينخضع ، عندما يكونوا يد واحدة ، متحدين و متأخين و يكونوا على مبدأ واحد ، فالشكر لله الذي أوجد لنا من يحرمنا رواتبنا ، لأنهم كانوا السبب في وحدة الجنوبيين للقضاء على طريقة صرف رواتبنا ، التي أصبحت فصلية و ليست شهرية ، هذة الوحدة التي لم أتخيل أن أراها مرة أخرى ، حيث أن المرة الأولى التي وحدت الجنوبيين عن بكرة أبيهم ، كانت عندما أقتحم الحوثي بوابة عدن ليقتحم ابواب شتاتنا و فرقتنا ويفتح باب واحد فقط وهو باب الوحدة والألفة بين جميع الجنوبيين بكل فصائلها ومناطقها لنصبح فصيل واحد و منطقة واحدة ضد هذا الغازي البغيض الأناني .. ولكن لتكتمل ثورتنا ، ثورة الجياع ، ونكون صادقين مع مبادىء هذه الثورة ، وتنقش قصتنا في كتب التاريخ بصدق وإخلاص ، وتخلوا من الشوائب ، وبما أننا لا نرتضي بالظلم على أنفسنا بحرماننا رواتبنا ، و أشعلنا ثورة الجياع لنصرت أنفسنا ، يجب أن تلحق هذه الثورة ثورة أخرى وهي ثورة داخلية فيما بيننا ، نقضي على كل من يفكر أو حتى يحلم بأن يحرم اي أسرة من راتب راعيها .. إذا يجب علينا أن نثور و نحاسب أي مسؤول مخول ولديه جميع الصلاحيات لأستلام الرواتب ، فمن يعتقد أن هناك ظلم فقط من قبل من يأخر رواتبنا ، فلقد أخطأ ، فهناك ظلم أقهر وأظلم من سابقة ، أنه الظلم المسمى بإستقطاع جزء من الراتب ، هذا الظلم الذي أراه أكثر قسوة وأكثر أنانية ، بل إنه الجرم بحد ذاته ، لان الظالم يعيش بيننا ، ويعاني مثلنا ويرى بعينيه كم تعاني رعيته من الغلاء والجوع والأوبئة ، ورغم ذلك لا يبالي هذا المسؤول أو هذا القائد بهذه المعاناة، و ينفذ حكم القصاص على هذا الراتب ، متجاهلاً أن هذا القصاص قد نفذ ليس على الراتب بل نفذ على بطون أبناء مالك هذا الراتب .. وما يزيد الطين بلة ، أن هناك من المسؤولين من يقطع ثلث من الراتب بل النص وقد يصل الظلم إلى استقطاع الراتب كامل ، أليس هذا أعنف المظالم ، أليس هذا إضطهاد ، أليس هذا جبروت و قهر على الجياع ، وما يذهلني بل يذهل الجبال إن لم يكن يبكيها ، أن هناك أظلم من الظلم الذي ذكرته سابقاً ، وهو من يملك أرقام واسماء وهمية، ويغتصب بيديه ويقضم بأسنانه ويعصر بإنزيمات معدته رواتبهم دون رحمة ودون رأفة ودون حسبان للذين لديهم ارقام ولا يملكون براءة مالية ، يموتون جوعاً أو برداً أو عطشاً ، كل ما يهمه هذا المسؤول أن لا يسمع طبول جوع معدته ، ولا يهم طبول بطون اولاد هؤلاء الذين لا يملكون البراءة المالية ، فأي إنسانية يملكها هؤلاء الجبابرة في الظلم أو ربما أنهم شياطين بزي أنسان .. بل هناك من الظلم ما لا تصدقه العقول ، ويبكي القلم و يحرق الورق حين تكتب عنه ، وتنزف الدماء حين تسمع به ، بل إنه من كبائر الظلم ، حين تأخذ راتب جائع ولديه أسرة وفي ظل هذه الظروف القاسية من غلاء و أوبئة ، وبدون رحمة وكأن هذا الظالم ليس من لحم ودم ، بل إنه رجل فضاء أو رجل الي ، ليس له قلب ، متناسياً أنين بطون هذه الأسرة الجائعة ، في سبيل أن يسكت انين بطون أولاده ، وعندما تسأل هذا الظالم عن سبب أخذ الراتب ، فإنه يتبجح و يتحجج بذريعة أن صاحب الراتب شمالي ، ونسى هذا الظالم أن الحوثي لم يقطع رواتبنا عندما كان الراتب من أختصاصه ، فمن العيب أن مالم يعمله الحوثي من ظلم في الراتب ، نعمله نحن ونقطع رواتبهم ، هل نسينا أن مذهبنا أنقى من مذهبهم ، لذلك يجب أن تكون أعمالنا أطهر من أعمالهم وليس العكس . هذا الظالم الذي يعلم ولكنه يتجاهل علمه ، أن الله يبتلي هذا الظالم إما بعافيته أو بعافية أولاده وأهله ، فأنظر يا ظالم إلى أولادك ، لترى إبتلائهم من الله بمرض أو إعاقة أو حالة نفسية ..... الخ ، فإن سبب هذا الإبتلاء هو ظلم عبيد الله ، فتخيل عندما تقطع راتب مائة شخص فإن مائتين يد ( من غير أيدي أسرهم ) ترفع إلى السماء لتدعي على هذا الظالم بأن وان وان وان .... فيا شعب الجنوب لقد ثارت ثورتنا من بعد الوحدة إلى الأن، و ثارت ثورتنا الجياع على الراتب بسبب الظلم الذي وقع علينا ، فهل نسكت ونغض البصر عن الظلم الذي يعصر بعضنا البعض فهذا والله حرام .. فما أجمل أن تطبق عدالة الثورة بحذافيرها على كل الفئات وليس فئة دون الأخرى ، وما أروع أن تفرض جميع مبادىء العدالة الثورية وليس مبدأ دون البقية ، فكلنا أبناء ادم وحواء ، فأقل شيء نعمله لهم هؤلاء الظلمة هو أن نشهرهم للعلن وللإعلام لكي ترى الناس صورهم ، فربما تطهرهم شهرة صورهم عن عملهم الغير أنساني ... قال تعالى : ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا )