في ظل العطاء المتواصل لدولة الإمارات العربية المتحدة عبر ذراعها الانساني - هيئة الهلال الأحمر - في الساحل الغربي ووفق خطة متكاملة شملت مشاريع خدمية وإغاثية وتنموية وإجتماعية وإحاطة بكل جوانب الحياة ، كان للمرأة نصيب وافر من المشاريع والمبادرات الإنسانية بهدف رد اعتبارها وانصافها وتعزيز مكانتها الإجتماعية، وبناءً على ذلك سعت هيئة الهلال إلى الإهتمام بالمرأة كشريك مهم وفعال في بناء المجتمع وخصصت لها مشاريع ترتقي بها مهنيا وحياتيا. التعليم :- حظي التعليم بإهتمام بالغ من قبل الهيئة وخاصة ما يخص تعليم الفتاة، ففي هذا الصعيد قامت الهيئة بإعادة بناء وتأهيل 18 مدرسة للبنات اساسية وثانوية موزعة على ثمان مديريات محررة في الساحل الغربي ومنها “مدرسة الخنساء في الوازعية، الزهراء في موزع، والفتح بقطابا، والمجمع التربوي بالخوخة، والشعب في ذوباب، والغريرة في باب المندب، والامل بالكدحة، والسلام بالثوباني، والنور بالغرافي، والفجر والزهراء بمدينة المخا… وغيرها”، وتعتبر هذه من المدارس المركزية ذات كثافة طلابية عالية . وبهذه المشاريع استطاعت اكثر من 20 الف فتاة العودة إلى المدارس ومواصلة التعليم . وعلى مستوى المرأة الأم بادرت الهيئة بإنشاء مراكز محو الامية وتعليم الكبار لتلتحق اكثر من 300 أم لتعلم القراءة والكتابة والخروج من دائرة الأمية والجهل، كما قامت الهيئة بتكريم وتشجيع كل من التحق بهذه المراكز بهبات وهدايا مالية وعينية كتحفيز ليلتحق أكبر عدد من كبار السن بهذه المراكز وخاصة من الأمهات. وعلى نفس الصعيد قامت الهيئة بمبادرة تشجيع وتحفيز فتيات الساحل بالمبالغ المالية والهدايا العينية لمواصلة التعليم وذلك بإقامة الاحتفال الاول من نوعة لتكريم 14 طالبة من المتفوقات في نيل شهادة الثانوية على مستوى اليمن، والذي كان له مردود معنوي كبير وخطوة هامة لعودة العديد من فتيات الساحل الى المدارس لمواصلة التعليم. – الجانب الصحي :- سعت الهيئة إلى إعادة تأهيل وترميم وبناء وتأثيث المرافق الصحية المتخصصة بصحة ورعاية المرأة والطفل كمركز الأمومة والطفولة بمدينة الخوخة التابعة لمحافظة الحديدة ، ومركز الأمومة والتوليد بمدينة موزع التابعة لمحافظة تعز والذي يستفيد منهما اكثر من 20 الف إمرأة في الساحل الغربي يعشن في أكثر من 40 قرية. كما قامت الهيئة باعتماد رواتب شهريه لاكثر من 30 طبيبة ومساعدة طبيب بهدف تحقيق الرعاية الصحية للامهات في القرى والمناطق الساحلية النائية . مشاريع تنموية مهنية : ادركت الهيئة أن المرأة في الساحل لها خصوصية إجتماعية من حيث مساهمتها في مساعدة الرجل لتوفير متطلبات الحياة فقامت الهيئة بترميم وإعادة تأهيل مشغل الحرف النسوي بالخوخة وتزويده بالمواد اللازمة للتشغيل من كهرباء وآلات الخياطة والأقمشة وأدوات التطريز وإنتاج الملابس ووفق خطة مدروسة جعلت من المشغل معمل للتعليم والتدريب لفتيات الساحل في مجال الخياطة والتطريز وكذا مصنع لإنتاج الملابس الجاهزة لتتمكن من 1000 إمرأة من نساء الخوخة وحيس والدريهمي والتحيتا من الإلتحاق بالمعمل ليصبحن أيادي عاملة ومنتجة ومؤهلة يشاركن في رسم واقع جديد للمرأة في الساحل التى اصبحت يدا فعالة تشارك في بناء لبنات المجتمع تنمويا واقتصاديا لتتجاوز صعوبات الحياة والعيش بكرامة. ولم تكتفي الهيئة بإعادة الترميم والتاهيل وتوفير الاحتياجات فحسب بل احتفت الهيئة باول دفعة من خريجات المعمل البالغ عددهم 55 خريجة متفوقة كدفعة أولى وتم تكريمهن بالشهادات المهنية المعتمدة والمبالغ المالية وكذا توزيع آلات الخياطة لكل خريجة لتنطلق إلى سوق العمل وهي تملك المقومات والأدوات الأساسية لمباشرة العمل وإنتاج الملابس. وعلى نفس الصعيد قامت الهيئة مؤخرا بإفتتاح معمل للحرف النسوية في المخا على غرار معمل الخوخة بعد أن حقق الأول نجاحا منقطع النظير لتعم الفائدة أكبر قدر من الفتيات في المناطق المحررة في محافظة تعز الواقعة على ضفاف الساحل الغربي ليلتحق بالمعمل اكثر من 200 فتاة عاملة ومتدربة باشرن عملهن بإنتاج الكمامات الصحية الواقية من فيروس كورونا كأول خدمة يقدمنها للمجتمع في ظل جائحة العصر التى روعت العالم. المناسبات والأعياد : لم تغيب الأم من ذاكرة هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في المناسبات والأعياد العالمية فقد قامت الهيئة بتكريم 3000 ألف أم في الذكرى العالمية لعيد الام العالمي، وأوصلت الهيئة عبر فرقها الميدانية هدايا أمهات الشهداء في أكثر من ثمان مديريات ابتداءً من ذوباب وحتى مديرية الحوك شمال غرب الساحل الغربي. مديرة مكتب حقوق الانسان بالساحل الغربي الاستاذة فتحية المعمري ” ذكرت في حديث لها عن دور الهلال الفعال في بناء قدرات المرأة بالساحل وانه لم يغفلها ولم يتجاهل وجودها بل عمل ما بوسعه من أجل تقديم خدمات للمرأة في مجالات عدة منها التعليم والصحة والتدريب والتأهيل والمناسبات التى تخصها . واكدت أن الهلال الاحمر كان له اليد المثلى في تعزيز دور المرأة اجتماعيا بالساحل وقدم مالم تقدمه أي منظمة أو مؤسسة حكومية أو إنسانية “. هذا ولا زالت الهيئة بصدد وضع الخطط والبرامج المختلفة لتعزيز دور المرأة اجتماعيا لتأخذ حقها ومكانتها المرموقة كبنت واخت وام، متمكنة من وسائل ومعطيات التقدم العلمي والمهني وفق عادات وتقاليد المجتمع وديننا الإسلامي الحنيف الذي اوصانا بالمرأة وتكريمها وإعطائها حقوقها وتمكينها من ممارسة حقها في الحياة معيشيا ومهنيا.