هي الشخصية التي يمثل القلق الصفة الغالبة فيها، وهو شعور الفرد بعدم الارتياح وتوقعه للمواقف الخطيرة والسيئة دوما، وهناك نوعان من القلق الأول هو: القلق الطبيعي وهو موجود في معظم الشخصيات البشرية وحتى في الحيوانات فالكل يصيبه القلق مماهو مجهول ومن ظروف الحياة المتغيرة والمتبدلة من حال إلى حال كما يفرضه حال حياة الفرد في البيئة والمجتمع وما يستلزم ذلك من أخد الحيطة والحذر والاستعداد للدفاع عن النفس والتهيؤ لذلك، أما إن زاد القلق عن هذا الحد فهو القلق المرضي. الثاني: القلق المرضي وهو الذي نتحدث عنه ونحاول تحديد أهم ملامحه وصفاته وانعاكسه على شخصية الإنسان. يتميز القلق المرضي عن القلق الطبيعي بعدة نقاط وهي: أنه قلق ذاتي يخص الفرد بنفسه ولا يمس الأخرين، ويدوم لفترات طويلة ويرافقه شعور شديد بالقلق من كل شيء، وفي الأخير يأخد شكل الموقف. كيف تصنف صاحب القلق المرضي من القلق الطبيعي؟ لآحظ ، في الغالب تجد قلقه غير محدد بموقف معين بالتحديد، أو من شخص محدد مثلا أو حتى من جماعة معينة على سبيل المثال، وإنما مصدر قلقه غير واضح فهو يقلق من كل شيء، إلا أنه في حالات معينة قد يكون قلقه محددا ومن مصدر واضح إلا أن ردة أفعاله تكون أكثر شدة ويصنف أنه قلق فردي كما في الأول ويستغرق قلقه وقتا طويلا وقد يضطر للتعايش معه. *أعراض نفسية تصاحب الشخصية القلقة.* هناك مجموعة من الأعراض النفسية تصاحب الشخصية القلقة وفق ما حدده البحث النفسي الحديث وغيره والذي أشار بوضوح أن هذه الأعراض تختلف بين الشدة والاعتدال والوسطية من شخص لآخر فما هي هذه الأعراض؟ يعد التوتر والشد العصبي المزمن من أهم السمات البارزة في الشخصية القلقة بمختلف أنماطها، كذلك عدم الارتياح والقدرة على الاسترخاء وهو مايتم تصنيفه باعتلال في المزاج وهذا قد يظهر على ملامحه الخارجية وسلوكه مع الأخرين في الحديث والكلام ... وقد تظهر أعراض أخرى جسمية مثل شعوره بالصداع المستمر، وظهور الارهاق عليه، وقد يرافق ذلك شد عصبي في جميع عضلات الجسم ولا ننسى الأرق ومشاكل النوم فهي سمة مميزة للشخصية القلقة. القلق المرضي وآلآم في الجسم !؟ كثير من الأمراض النفسية تنعكس على الشعور بألم بالاعضاء مما تعجل بعض الأشخاص يتوهمون أن مصابون بمرض عضوي محسوس وهذا يحصل في ظاهرة القلق المرضي، قلنا أن درجة القلق المرضي تختلف عند البشر بثلاثة حدود بين الشدة والتوسط والاعتدال والمشكلة في الشك المرضي هي ردود الأفعال نحو فعل معين فقد يضرب الوتر الحساس وقد يضطر صاحب القلق المرضي إلى كبح جماح الموفق الضاغط ويشير علماء النفس أن الإنسان عندما يشعر بالقلق والضغط النفسي والتوتر يكون أكثر قدرة على التحكم بمشاعره الداخلية فيحافظ على تصرفات لائقة غير المعتاد عليها لأنه خائف من شيء معين قد يكون واضح المعالم أو غير واضح المعالم، وأن الأشخاص الذين يتوقعون مجريات الأمور قبل حصولها يكونون أكثر قدرة على التعامل معها وإن شعروا بالقلق فهو قلق طبيعي خطط لتجاوزه بشكل مدروس، إلا أن صاحب القلق المرضي وإن تمكن من تجاوز هذه الضغوط النفسية الهائلة فإنه يشعر بعد تجاوزها بالألم في أجزاء متفرقة من جسمه وانقباضات في المعدة ولا يستطيع التحكم بهذه الأعراض والسيطرة عليها وهي تعرف بالأعراض النفسجسمية(السيكوسوماتية) [الشخصية القلقة في قاعة الامتحان]. لا بد أن نعرج على هذا الموضوع حتى يفهم بعض الطلاب والطالبات طبيعة شخصياتهم،فكثير يشكون لنا قائلين: أحفظ وبشكل جيد إلا أني عندما أدخل قاعة الامتحان تضيع مني الاجابات،وفي الغالب فإنه ينظر لهولاء كأشخاص يحاولون تبرير أخطائهم وفشلهم وقد يكون وقد لا يكون، إلا أن الشخصية القلقة تعاني من هذا كثيرا فما الحل؟ الحل أن نفهم شخصياتنا جيدا فالطلاب والطالبات القلقون قد يفقدون زمام السيطرة على تفكيرهم وتتدهور لديهم الذاكرة ولو لفترة معينة وعندما يحصل هذا في قاعة الامتحان قد يتعثر الطالب أو الطالبة في الاجابة عن أبسط الاسئلة وأسهلها لأنه شخصية قلقة، أو إن زاد معدل القلق لديه في هذا الموقف، وقد يصل الأمر أن بعض الطلبة والطالبات لا يكادون يذكرون حرفا واحدا وهذا يؤثر على المستوى العلمي لديهم، ويكمن الحل في الخروج عن حال القلق وتوفير جوء هادىء ونفسي مريح في مكان مناسب وإضاءة متميزة وبارد نوعا ما،والميل للضحك والنكثة والطرفة ولو قليلا، هذا يساعد كثيرا. والآن نريد أن نحدد بعض المواقف والتصرفات التي تساهم في تكوين شخصية قلقة لدى أبنائنا حتى يستطيع أولياء الأمور المساهمة في بناء شخصيات أبناهم نحو صحة عقلية ونفسية مناسبة. 1-لا بد أن يكون كلامنا وتصرفاتنا مع أولادنا واضحا بعيدا عن الايحاءات الخطرة لأنها تساهم في تكوين الخوف لديهم والذي يصير قلقا ممزوجا بالخوف في مرحلة من مراحله. 2-إشباع حاجات الطفل النفسية بالعاطفة والحنان والأشياء المادية ولا سيما في عمر مبكرة مفيد جدا في تكوين شخصيته فشعوره فقط بأن خلفه من يحميه ويهتم به يكفي لتجنبه سمات الشخصية القلقة عند بلوغه إلى حد ما. 3- علم طفلك أن يعتمد على نفسه قدر الامكان وهكذا الأمر بالنسبة للمعلمين فلا بد أن يكلف المعلمون الطلاب بأشياء يقومون بها تزرع فيهم الاعتماد على النفس في المستقبل. 4-على الأباء تجنب سلوك الوعد والوعيد لأي خطاء قد يرتكبه الطفل الصغير، هذا التصرف قد يجعل الطفل خائفا وقلقا من أي يفعل شيئا مبتكرا فيتعرض على إثره للعقوبة ويحرم الطفل عوامل الابداع، أو قد يجعله متمردا لا يصغي لوالديه ولو في سن صغيرة. 5-لا يجب أن تظهر المشاكل الأسرية أمام الأطفال الصغار بالعموم فهي تنعكس على سلوك الأبناء. 6-النصائح المستمرة بشكل يثير الاهتمام المصاحبة بالتشجيع على اقتحام المواقف، بعيدا عن جعل الطفل وقحا مع الكبار وغالبا مايتم تكون هذه السمات في مرحلة الروضة والمراحل الدراسية الأولى من عمر الطفل.