كيف ينْظرُ مرشح الرئاسة الأميركي جو بايدن للصراع في اليمن؟، وكيف سيتعاملُ مع هذا الملف عند فوزه بالرئاسة؟.. وكلاء حملة بايدن تحدّثوا للمجتمع اليمني بولاية ميشيغان، وتحديدًا في مترو ديترويت، عمّا سيفعله بايدن إزاء الحرب في تلك المنطقة من العالم، وهو ما تم الوعد بفعله في وقتٍ مبكّر من إدارة بايدن في سبيل إنهاء ذلك الصراع والحيلولة دون تقسيم البلاد، مشدّدين في هذا الصدد على مبدأ التعامل بدبلوماسية مع جميع المصالح التي صارت تتحكم بمسار الحرب هناك. هذا العام، وفوق أيّ شيء آخر، ينظرُ السياسيون إلى الأميركيين العرب على أنهم كتلة تصويت ذات مصالح فريدة ومتنوعة في مجال السياسة الأميركية الوطنية.
وفي حين أنّ ترامب قد تخبّط في التعامل مع هذه التركيبة السكانية من خلال رسائله في وسائل التواصل الاجتماعي المُسيئة، وإعلانات الحملات الانتخابية التي تستخدم الصور النمطية الضارة للعرب… نظّمَت حمْلة بايدن عددًا من جلسات النقاش في السياسة الخارجية التي تُلبّي احتياجات الأميركيين المسلمين على وجه التحديد.
تقسيم البلاد
في واحدة من أحدث تلك الأحداث، جلس كبير محللي السياسة الخارجية براين ماكيون مع وكلاء حملة بايدن للحديث عن نوايا نائب الرئيس السابق “بايدن” إزاء إنهاء الصراع في اليمن.
وقد دارت العديد من النِّقاشات داخل الجالية اليمنية في مترو ديترويت، والذين بدورهم كانوا يطرحون الأسئلة ويسمحون لممثلي حملة بايدن بمعرفة ما يريدون رؤيته في السياسة الخارجية للرئيس المرتقَب.
يتمتع براين ماكيون بسيرة مهنية طويلة في مجالَي السياسة الخارجية والدفاع، ويعمل لدى جو بايدن طوال حياته المهنيّة تقريبًا.. وبالعودة إلى تاريخ بايدن كونه عضوًا في مجلس الشيوخ عن ولاية ديلاوير عام 1983، وعلى طول الطريق إلى منصب نائب الرئيس بايدن، عمل براين ماكيون كمستشار للسياسة الخارجية للمسؤول المنتخب منذ فترة طويلة.
وعلى الرغم من صعوبة التنبؤ بالوضع السياسي والإنساني في اليمن، كان محور الحدث من قِبَل وكلاء حملة بايدن هو إظهار الالتزام بقضية السلام في اليمن، وربما كان الهدف هو أن يُظهر للناخبين، الذين هم أكثر اهتمامًا بالصراع الدائر في المنطقة، كيف سيتعاملون مع حلّ هذه القضية؟.
قال ماكيون: «إنه من الصعب بالنسبة ليّ أنْ أقول بالضبط ما ستكون عليه الخطة؛ لِأننا لا نعرفُ بالضبط ما الوضع الذي سنرثه حتى في غضون ثلاثة أو أربعة أشهر»، «قد يبدو الأمر مختلفًا قليلاً عمّا هو عليه اليوم، لكن المبدأ العام هو الاستمرار في دعم اليمن ذي السيادة الموحَّدة، وعدم الاتفاق مع أولئك الذين قد يرغبون في رؤية تقسيم البلاد… ولن يكون ذلك سهلاً بعد ست سنوات من الحرب».
ماكيون: المبدأ العام هو الاستمرار في دعم اليمن ذي السيادة الموحَّدة وعدم الاتفاق مع أولئك الذين قد يرغبون في رؤية البلاد مقسَّمة
مع تعقيد الوضع في اليمن، يقول ماكيون إن هناك شبكة معقدة من أصحاب المصلحة الذين هم في صميم حلّ النزاع: تجار السلاح، والحكومات السعودية والإماراتية والإيرانية، وحتى فصائل الخدمات الحكومية في شمال اليمن وجنوبه؛ قد يحتاج الجميع إلى أن يكونوا جزءًا من حلّ الأزمة الإنسانية في هذا البلد، والهدف هو استخدام الدبلوماسية للجمع بين مختلف أصحاب المصلحة من أجل التوصل إلى حلّ مشترك، وهي عملية تم تنفيذها والتخلي عنها مرارًا وتكرارًا مع استمرار الصراع في اليمن.
«سيستغرقُ الأمر بعض العمل الدبلوماسي، الذي كان غائبًا في إدارة ترامب لمحاولة المضي قُدمًا، ومن الواضح أنه ليس هناك شيء يمكننا القيام به في شهر واحد، لكنه بالتأكيد هناك شيء سنركز عليه في وقت مبكر؛ لأنه سيتعيّن علينا أنْ نمر بهذه المراجعة بعلاقة مع السعودية، ثم التوقف المؤقت عن بيع الأسلحة، وسيكون هناك ضغط من السعوديين وغيرهم، ومن الشركات الأميركية التي تبيع هذه الأسلحة».
متى؟
هناك شعور بالإلحاح في حملة بايدن، حيث إن الجمهور قد طرحوا أسئلتهم وأبلغوا مخاوفهم إلى ممثلي حملة بايدن، وقد طمأن ماكيون الحاضرين بأنّ هذا سيكون مصدر قلق رئيسي لإدارة بايدن، وعلى الرغم من أنه لن يكون على جدول الأعمال للشهر الأول، إلا أنهم لن ينتظروا حتى النصف الثاني من عام 2021، كما قال ماكيون، وأضاف: