10سنوات هي عمر عملي الصحفي قضيناها من بلاط صاحبة الجلالة صحيفة العطاء ومن ثم المسار مرور بمواقع الكترونية اخرى وانتهاء بموقع الضالع نيوز . 10سنوات كتبت ونقلت آلآف الاخبار والتقارير وعشرات الاستطلاعات و الحوارات والقصص الخبرية ومئات المقالات.. تجربة اخذت مني ربيع العمر.. وفخر لا ادعيه. 10سنوات من الكفاح في وطن لا يعرف منا الا الشقاء ولا نعرف منه الا البؤس والحرمان فيما ينهب ثرواته الساسة والنافذين بتصفيق من العوام واللصوص..وانتهاء بجحيم المليشيات. 10سنوات من تقدم في الفكر وبٌعد النظر تغيرت معها نظرتي للعالم كما تغير اسلوبي في حل المشكلات.. 10سنوات لم اخضع يوما للسلعنة والتسليع الذائقي.. ولم اسخر قلمي يوما لصالح شخص او جهة.. لم اخضع قلمي للاسترزاق على حساب المبادئ التي أأومن بها.. بل سخرت قلمي في سبيل الحق والعدل وصناعة الوعي ومناهضة الظلم والاستبداد. 10سنوات في الصحافة في عالم جديد من العلاقات والمعارف والمهارات ..يرافقها كفاح وقلة المردود المالي . 10سنوات جهد ذاتي وكفاح اسطوري منافيا لبيئة يذهب فيها العاطلون عن العمل من خريجي الجامعات اما الى "المقوات" يبتاعون ويشترون او مضارب الحجار حيث الشقاء والعناء والكدح او ربما الى قلق نفسي ومشكلات اجتماعية تتناثر بشدة كلما سيطر الفراغ واخذ مساحته. 10سنوات اوصلت رسالتي الصحفية الى اكبر قدر من المعمورة والى شرائح متعددة كان تأثيري فيها واسع. اكتب اليكم احبتي وقلمي النازف يتفجر ألما على وطن لا نرى فيه بصيص امل او ساحة للإبداع والقدرات.. بل يعبث فيه القتلة والمجرمين ويتربع عرشه "مقوت" وتقوده المليشيات الى الجحيم، وفي الضفة الاخرى يتاجر به تجار الحروب. 10سنوات عرفت ان القلم الشريف لا يشبع بطنه لتجوع روحه او يصبح مجرد سوبر ماركت للبيع والشراء. 10سنوات انت وحدك من عرف نفسه وكسر حاجز الصمت بالتفكير بصوت عال بعيدا عن هدير الاسطوانة المشروخة وهذيان العوام وتضليل الساسة . بعد 10سنوات من تجربتي الصحفية.. كسبت فيكم المعرفة والعلاقة الجميلة والمعززة للطموح.. اطلب منكم الاذن احبتي لمغادرة هذا الميدان . ونلتقي في ميادين اخرى