شهدت مؤخرا منصات التواصل الاجتماعي موجات مد وجزر في تناولاتها لتشكيل وزراء حكومة المناصفة التي جرى التوافق عليها مؤخرا وفق اتفاق الرياض بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي وبرعاية من دول التحالف العربي وسفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي . وأخذت تجاذبات النشر بمنصات التواصل الاجتماعي والمواقع الاخبارية والقنوات الفضائية بالتركيز على وزارة الداخلية وكان وزير الداخلية المهندس أحمد بن أحمد الميسري نصيب الأسد في تلك التناولات ولا استبعد أن كلمة " الميسري" ستدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية إذا ما تم قياس حساب تكرار أكثر أسم تردد في متصفح جوجل وكل وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة كالقنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية والصحف ومنصات التواصل كرويتر والفيس بوك والواتس وغيرها . وهذا يعني أن ل " الميسري" قوة تأثير " كبيرة بين أوساط النخب السياسية والإعلامية والمجتمعية ومختلف الشرائح على اختلاف انتماءاتها وتوجهاتها السياسية كانوا أفرادا أو جماعات أو أحزابا أو مكونات أو منظمات مجتمع مدني أو حتى السواد الأعظم من الناس لدرجة أنه شغل الناس في قوة تأثيره كما شغل المتنبي الناس بأشعاره في زمانه وهذا ما دعاني لكتابة هذا المقال ليس لاستعطاف الناس للوقوف إلى جانبه أو للتطبيل له لأنه ليس بحاجة لذلك فشهرته بلغت عنان السماء كإرادته الفذة الشامخة شموخ جبال شمسان وردفان ويافع وجحاف وكل شوامخ الجنوب الراسيات ولكن ما يهمني في هذه العجالة هو كيفية مقدرتنا على انتهاج الطريقة الصحيحة لإدارة ثقافة الحوار وتقبل الآخر وفق معايير روابط الأخوة والمصلحة الوطنية والحفاظ روح وحدة الصف ولحمة النسيج الاجتماعي والوطني مثلما ظللنا نردد شعارات " دم الجنوبي على الجنوبي حرام " وينبغي أن نطبقها واقعا ملموسا اليوم في تجاوز شجاع لما افرزته بعض أخطاء المراحل السابقة بعفوية كانت أو مقصودة دون إدراك تأثيراتها السلبية على استحقاقاتنا المستقبلية سياسيا واجتماعيا وعلى قاعدة " لا ضرر ولا ضرار " التي انتهجتها القوى السياسية في شمال اليمن والتي سرعان ما توقف نزيف الدم والحرب الإعلامية فيما بينها مهما كانت اختلاف توجهاتها ومواقفها وما افرزته نتائج الحرب الأخيرة خلال الست السنوات الماضية خير دليل فعفاش قاتل الحوثيين 6 حروب وقتل وجرح ما يربو على 100 ألف قتيل وجريح من الحوثيين وسرعان ما تحالف معهم ضد الجنوبيين وشرعية الرئيس هادي والحوثيون نكلوا بحزب الإصلاح في انقلاب 21 سبتمبر 2014 وبعد سنوات من تقمصهم لرداء شرعية الرئيس هادي خذلوه في كل الجبهات وابرموا صفقات سرية مع الحوثيين بتسليم جبهات محافظات بكاملها للحوثيين مقابل الأمان لهم وغزو الجنوب فلماذا لا نتعلم كجنوبيين كيف نقبل بعضنا البعض ونتحاور من أجل بقاء لحمة النسيج الاجتماعي ووحدة الصف الجنوبي وتجاوز بل نسيان الماضي المؤلم وفتح صفحة جديدة فيما بيننا مثلما ارتضينا فتحها كمجلس انتقالي وجنوبيي الشرعية مع قوى شمالية اجتاحت الجنوب في مراحل سابقة . الوزير الميسري أكد مرات كثيرة على وحدة الصف الجنوبي ودعا إلى إدارة حوارات جنوبية - جنوبية بين مختلف المكونات والقوى السياسية وسحب البساط من هيمنة القوى الشمالية وعمل على تأسيس مؤتمر جنوبي في عدنوالمحافظات الجنوبية المحررة يرفض وصاية الشمال الشمولية على حزب المؤتمر الشعبي العام وأكد أن الوحدة اليمنية انتهت بغزو الحوثيين وحليفهم عفاش للجنوب في مارس 2015م مثلما أعلن عبر القنوات الفضائية رفضه لأي وصاية خارجية من الإمارات أو السعودية أو قطر أو إيران . ورغم الهجمة الإعلامية الشرسة على الوزير الميسري من قبل بعض قياداتنا الجنوبية والعوام من الناس كان هناك بالمقابل تأييد شعبي لشخص " الميسري " من مختلف مناطق محافظات الجنوب كعدن ولحج والضالع ويافع وشبوة وردفان وابين وحضرموت والمهرة وما يزال لدى عقلاء الجنوب الفرص المتاحة لتجاوز اي خلافات تحتمل الاستطاعة بتذويبها وحلها ومن الأفضل الإجماع على بقاء المهندس الميسري وزيرا للداخلية في حكومة الوفاق بدلا من المطالبة بتنحيته واستبعاده لما في ذلك من مصلحة لوحدة الصف الجنوبي ورأب الصدع الذي أصابه مؤخرا بتأثيرات خارجية على كلا الطرفين . دعوة نوجهها لكل العقلاء والشرفاء الوطنيين ولنخبنا السياسية والمجتمعية بالنأي عن تأجيج الصراعات وإثارة النعرات بتذويب خلافات وجهات النظر الآنية وتفويت الفرص على أعدائنا التاريخيين بتوجيه التوعية لشرائح مجتمعنا وتقديم الاستشارة لقيادات المجلس الانتقالي وقيادات الجنوب في الخارج بأهمية لم النسيج الاجتماعي الجنوبي واستشهد بما قاله الصحفي الجنوبي ماجد الداعري في تصريح له تناوله وسائل إعلامية كي يصبح منهاجا وخارطة طريق مهما اختلفت وجهات النظر التي مهما كان منطقها لكنها لا تفسد للود قضية وهذا ما قاله الصحفي الجنوبي ماجد الداعري : " أوضح الكاتب الصحفي ورئيس تحرير موقع مراقبون برس الإخباري ماجد الداعري موقف نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية المهندس أحمد بن أحمد الميسري من القضية الجنوبية. وقال الداعري في تدوينة له نشرها على حائط صفحته ب"تويتر" استمرار الميسري بمنصبه كوزير للداخلية يصب في صالح الجنوب وقضيته العادلة. وأشار إلى أن الوزير الميسري يخدم الحوار الجنوبي الجنوبي المطلوب ويعزز أي تقارب مفترض للإنتقالي مع القوى السياسية الجنوبية في إطار توحيد الجهود الوطنية للسير نحو الاستقلال كهدف جنوبي جامع. ويرى الصحفي الجنوبي الداعري أن إزاحة الوزير الميسري قد تؤدي لخسارة الجنوب لمنصبه السيادي".