القوى السياسية الجنوبية خاضت مختلف أشكال الصراع ضد الاستعمار البريطاني ، وبدلاً إن تتوافق القوى السياسية الجنوبية على مرحلة ما بعد الاستقلال ، وتشكيل جبهة جنوبية موحدة من القوى السياسية الجنوبية لإدارة دولة الجنوب لا تستثني أحد . بدأ الصراع بين الجبهة القومية وجبهة التحرير عشية الاستقلال وانفردت الجبهة القومية بحكم ومصير الجنوب ، واقصت بقية القوى السياسية كان لها دور كبير في الكفاح المسلح من ( أحزاب ، وتنطيمات ، و سلاطين ، وقادة عسكريين) تم تصنيفهم بأنهم مع بريطانيا ، وكانت هذه التهمه جاهزة لكل من لا ترغب فيه قيادة الجبهة القومية . خسرت الجنوب الكوادر المؤهلة والذي لديها تجربة وكفاءة . فمنها من تم تصفيته جسدياً ،. ومنهم من تم الزج بهم في السجون ، ومنهم من لزم بيته ، ومنهم من تم اقصاءه وهاجر خارج البلاد واستفادت منهم دول المهجر كخبراء في مجال تخصصاتهم . استمر دورات العنف والاقصاء داخل الجبهة القومية ، والحزب الاشتراكي ،وبدلا من تقييم ومعالجة الأخطأ وان يمد الفريق الحاكم يده لبقية القوى السياسية الجنوبية والعمل على مصالحة وطنية وترتيب البيت الجنوبي ذهب الفريق الجنوبي الحاكم ليمد يده للوحدة والشراكة بعيدا وتم الزج في الجنوب بوحدة 1990 الذي دمرت كافة مقدرات دولة الجنوب على كافة الاصعدة . وجاءت حرب 1994 لتصفية الحسابات بين الجنوبيين . واستفاد منها نظام صنعاء الذي أعلن عودة الفرع (الجنوب) إلى الأصل الشمال .
انطلق الحراك الجنوبي السلمي تحت شعار التصالح والتسامح بين أبناء الجنوب. وحرك المياه الراكدة وزلزل عروش نظام صنعاء. وعند قيام الشمال بالاجتياح الثاني في مارس / 2015 تشكلت المقاومة الجنوبية من كافة الطيف الجنوبي، وانطلقت مثل كتلة اللهب المشتعله لا تبقي ولا تذر فلقنت القوات الشمالية دروساً لن تنسى وتم تحرير المحافظات الجنوبية . لم تحافظ على الانتصارات وبدأت دورات العنف تكرر نفس فصولها المقيته حتى المواجهات المستمرة في أبين .
أن لغة الاقصاء والاستحواذ والتفرد والتخوين وعدم قبول الآخر واستجرار الماضي هي الطاغية على تفكير القيادات التي وجدت مع الأسف، وكانت عائقاَ معطل لأحلام وتطلعات الجنوبيين في فك الارتباط واستعادة وبناء دولة الجنوب الحرة المستقلة.
والحقيقة ان قيادة الجنوب بكل مسمياتها ومستوياتها وكوادرها ومراحلها لم تكلف نفسها بدراسة كافة الأحداث وتقييم الأسباب التي أدت لدورات العنف ،. ووضع الدروس المستفادة لعدم تكرارها .
نقولها للمرة الالف انه يستحيل لأي حزب او تنظيم منفردا او قبيلة او منطقة حكم الجنوب وقادرة على إستعادة دولة الجنوب. تحتاج دولة الجنوب إلى تكاتف ووحدة كافة القوى الثورية والسياسية ، والاستفادة من تجارب الجيل القديم وطاقات الجيل الجديد وعدم الصراع بينهما .
فهل تتعض قيادة المجلس الانتقالي وتحمل المسؤولية التاريخية وتشكيل جبهة وطنية عريضة لا تستثني أحد ، باعتبار الانتقالي هو الذي يتصدر المشهد السياسي الجنوبي .
وهل يتعض الجنوبيين الذي تربطهم مصالح شخصية مع سلطات الشمال ، وهم أكثر من يعرف الشماليين ونهبهم لثروات الجنوب وهل يعتقدون إنهم مرحباً بكم عندهم ام إنهم يتخذونكم ستار لتنفيذ ماربهم والانقضاض عليكم .
في الختام اقولها ان الأجدر لمن يمدوا ايديهم من الجنوبيين لعصابات صنعاء من الإصلاح او المؤتمر او حوثي وغيرهم ان يمدوا ايديهم لبعضهم البعض وان يتازلون لبعضهم البعض لأن الجنوب يستحق منا جميعأ. علينا أن نكبر بكبر وحجم الجنوب. الجنوب يستحق أن نداوي جراحه وان ينعم فيه أطفالنا والاجيال القادمة بالأمن والحياة الحرة الكريمة