لا يوجد في هذا العالم إنسان يحمل ضميرا حياًً وحقيقياً لا يحب بقداسة تراب أرضه... فالأرض هي المصدر الرئيسي للحياة، والحياة تكونت من أجل الإنسان، والإنسان هو الذي يبني الحضارات، والحضارات تختلف بحسب الثقافات... لكن هناك عمود أساسي ترتكز عليه كل الذي ذكرناه سابقاً،،.. وهو "الحب". إن الحب هبة عظيمة أنعم الله تعالى بها علينا، وأمرنا أن نملأ قلوبنا بالحب، ونمنحهُ لكل مخلوقاته... ولكن علينا أن نعي بأن"الحب" سيف ذو حدين، فإذا لم تكن لدينا من الثقافة ما يكفي، فقد نستخدم الحب بطريقة خاطئة مما يؤدي إلى أضرار جسيمة بحق مخلوقات الله، وبالتالي: نكون قد خلقنا إشكالية ونحن غافلون. وهذا ينطبق على واقعنا الكئيب الذي نعيشه، فأغلب الناس يمنحون الحب لحزب معين، أو لشخص ديكتاتوري، فيتغذى بحب هؤلاء ويتسلط عليه الكبر والغرور حتى يصبح وحشاً بهيئة بشر، ولم يتضح لهم أنهم هم الذين صنعوا هذاالوحش الذي أصبح يفترسهم دون رحمة. والأكثر ألماً أنهم لا زالوا يجادلون بإصرار أنهم زرعوا لأنفسهم أعظم هامة وطنية لهم،وأن بطش هذا الوحش يزيدهم قوة وحيوية ويمدهم بالطاقة، وذلك لأنهم يفتقرون الى الثقافة والوعي. ولكي نحافظ على الأنسان، والذي بواسطته نستطيع الحفاظ على. الأرض من الدمار، وعلى الحياة من الزوال، وعلى الحضارات من الإندثار، كما نستطيع أن نوسع ثقافة الإنسان بتقديس حياته والمحافظة عليها،. وذلك في نشر ثقافة "الحب" بالطريقة المثالية التي تجعله يتخلى عن الشحنات السلبية في داخله، والعمل بجد وإجتهاد لترك بصمة جميلة في الحياة، يخلدها التاريخ على مدى الأزمان.