كلما عاود شهرنا هذا ديسمبر الظهور انتصبت وقفزة من الذاكرة ذاكرتان مهمتان في تاريخنا الحديث الأولى : استشهاد الوالد سعد بن حبريش العليي.. هذا الرجل الذي اجمع على حبه كل الحضارم وهو من كان السباق في انتزاع حقوق حضرموت المغتصب، وهو أيضًا من قدم روحه فداء لحضرموت لنعيش ونهنى بالاستقرار والأمن والأمان.. وحتى لايرانا البعض مطبلين وحاملين مباخر ، فمن غيره تجراء على فعل ولو النزر اليسير مما فعله ومن كان السباق في دعوة مشائخ ووجهاء وأعيان حضرموت في ارضه، وكل هذا ونظام عفاش في اوج عنفوانه وغطرسته.. حدثونا بشي من الصدق وبتجرد كامل من فعل مثل هذه الأفعال الاستثنائية ومن اخلص لحضرموت الأرض والإنسان.. من هنا علينا الاعتراف الصريح ان الراحل العم سعد يعتبر فارس حضرموت في العصر الحديث واننا سنظل اعواما واعوام مديدة ننتظر ان يأتي رجل يشابهه ولو في قليل من الخصال وليس الكل.. نعود ونقول لو كان الشاعر الكبير المحضار على قيد الحياة لاتحفنا بشي من شعره في وصف مناقب الرجل أو على أقل تقدير أتى ببيت شعري يتطابق وما قاله ذات مرة في وصفه للمحبوب حيث قال : لي يشابهك عاده ماخلق* فالمخاليق عزك خالقك* صدق ماهي دعايه وختلاق* نكرر القول لوكان ابي محضار حي بيننا لسمعنا الكثير من الشعر المعبر والواصف لما اجترحه راحلنا.. اما الذكرى الثانية : فهي قيام الهبة الحضرمية المباركة والتي أتت مباشرة بعد مقتل العم سعد فمنها انتزع الحضارم كثير من الحقوق ولم يبقى إلا القليل ويطلب التكاتف والتعاضد منّا جميعا لانتزاعه، ومنها أي الهبة اتت الفوائد الجمة لنا جميعا.. الرحمة والمغفرة للعم سعد ومن رحل معه في ذلك اليوم وكل شهداء حضرموت ولكل من قدم روحه رخيصه من أجل عزة ورفعة حضرموت..