"عدن الغد " تنفرد بنشر مذكرات ( ذاكرة وطن جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية 1967-1990) للرئيس علي ناصر محمد : الحلقة ( الحادية و الخمسون ). متابعة وترتيب / د / الخضر عبدالله : تنفرد ( عدن الغد ) بصحيفتها الورقية وموقعها اللالكتروني بنشر أبرز وأهم المذكرات االتي سبق ل" عدن الغد " أن قامت بنشر ها ( ذاكرة وطن - والطريق إلى عدن - القطار .. رحلة إلى الغرب- وعدن التاريخ والحضارة ) للرئيس علي ناصر محمد . وفي هذه المرة ستقوم " عدن الغد " بنشر مذكرات جديدة من حياته ( جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية 1967-1990 ) . وتعد هذه المذكرات الجزء الخامس من محطات وتاريخ الرئيس الأسبق علي ناصر محمد رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية . حيث يذكر لنا في مذكراته عن وقائع وأحداث وتغيرات المت بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية من عام (67- 90م ) حيث يقول الرئيس ناصر :" لا شك في أنّ قارئ هذه المذكرات سيجد نفسه مشدوداً إلى الماضي ومستغرقاً فيه، وربما تولّد لديه انطباع قوي بأنّ تجربة اليمن الديمقراطية لم تكن سوى صراعات عنيفة من أجل السلطة أو في سبيلها، وأنّ صفحات هذه التجربة لا تحمل ما يمكن الاعتزاز به، فضلاً عن أنْ ليس في تقديمها ما يمكن الاستفادة منه والتعويل عليه أو التفاؤل به... بقية التفاصيل من المذكرات نسردها في أثناء السطور وإليكم ما جاء فيه .. وطن لا نحميه... لا نستحقه لماذا ؟ الحديث مع السيد الرئيس علي ناصر ولاسيما في كشف حقائق تاريخية حديث ذو شجون , حيث اتحفنا عند سرده لمذكراته الشاهدة على حقبة زمنية أضمحلت ونذكر القارئ العزيز انه في الحلقة الماضية روى لنا السيد ناصر حول انحياز الضباط والجنود الوطنيين إلى الثورة .. ولماذا سمي الحرس الوطني بمعسكر " شبرد " ؟ وفي سطور هذا العدد يحكي لنا عن حقائق اخرى حول ظروف بالغة التعقيد داخلياً وخارجياً. كانت تشهدها اليمن الجنوبية منها الظروف الأقتصادية والمالية التي كانت صعبة التعقيد ..حيث استطرد الحديث وقال:" تسلمتُ منصب وزير الدفاع في ظروف بالغة التعقيد داخلياً وخارجياً. وكانت اليمن الجنوبية تمرّ بظروف اقتصادية ومالية صعبة جداً، ولم تكن أوضاعها السياسية قد استقرت بعد بما فيه الكفاية. أما القوات المسلحة، فكانت ألوية قليلة العدد، قليلة التسليح، سلاحها مجموعة من البنادق غير الآلية (كنده)، وبعض الرشاشات الخفيفة والمتوسطة (برن وسترلنج)، ومدافع ميدان من عيار 25 رطلاً، وعدد من عربات (صلاح الدين)، وعربات مدرعة من نوع (فيريت)، وعدد قليل من الطائرات الجت بروفست، فضلاً عن زورق أو زورقين صغيرين وسفينة إنزال. ولم يكن بوسع قوة صغيرة كهذه، بسلاحها المحدود، أن تحمي سيادتنا الوطنية وحدودنا البرية والبحرية الطويلة، ولا أجواءنا المفتوحة، طبعاً مع العلم بأنّ عدن كانت أول قاعدة عسكرية جوية في المنطقة أُنشئت عام 1928م… في ظل التوتر الذي تشهده اليمن الديمقراطية الجنوبية مع جيرانها ودول المنطقة. التزم محمد صالح عولقي في منزله وصار غضباناً .. مالسبب ؟ ويستدرك بحديثه ويقول :" أتذكر أني عندما ذهبت إلى مكتبي، في وزارة الدفاع، لتسلّم منصبي الجديد وزيراً للدفاع، جلست في مكتبي وليس لدي فكرة عن أي شيء يمكن أن أتداوله مع مساعديّ ومستشاريّ بخصوص المهمة الصعبة والمعقدة التي كانت في انتظاري، ولم يسلمني الوزير محمد صالح عولقي أي مذكرة تسليم، فقد كان غاضباً من إحالته من منصبه، والتزم منزله. وكانت تربطني به علاقات سياسية ونضالية وعائلية. كانت هذه أخطر مهمة أواجهها في حياتي. كنت أمام الحقيقة وجهاً لوجه. لا يوجد نظام أو قانون ينظمان الوزارة، ولا هيكل ينظم علاقاتها الداخلية وعلاقتها بقيادة الجيش والقوات المسلحة عموماً. ليس أمامي سوى أوراق مبعثرة هنا وهناك على الطاولة. من أين أبدأ؟ كان ذلك أول سؤال دار في ذهني، ولم أكن أعرف كثيراً من اختصاصات وزير الدفاع ومسؤولياته، لكن كانت عندي فكرة عامة عن أوضاع القوات المسلحة، ولي علاقات طيبة مع مجموع القادة والضباط، ومع ذلك كنت أشعر بأنه يمكنني عمل شيء لقواتنا المسلحة وللبلاد، برغم صعوبة الأوضاع... ولم يكن يشغلني شيء أكثر من تسليح القوات المسلحة وبنائها وإعادة تأهيلها. وعندما كنت أفكر في ذلك، كنت أدرك أنّ "الجيش" الذي ورثناه هو جيش اتحاد الجنوب العربي الذي أنشأه الإنكليز، لكن هذا لا يعني أنه معادٍ للثورة والنظام، فقد وقف إلى جانبهما حتى النصر. كيف كانت مصادر التسليح من السلاح الغربي إلى السلاح الشرقي ؟ ويردف قائلاً :" وقد ترك لنا البريطانيون نظاماً إدارياً ومالياً متطوراً، وأُسساً مهمة للانضباط العسكري، طوّرناها لاحقاً، وأدركتُ أنّ بريطانيا لن تسلّح جيشنا، لذا علينا البحث عن مصادر تسليح جديدة في الاتحاد السوفياتي، غير أنّ المشكلة كانت تكمن في الانتقال من السلاح الغربي إلى السلاح الشرقي، فهذا يتطلب تأهيل كوادر جديدة على مختلف الأسلحة والنظم العسكرية الشرقية، بالإضافة إلى تأمين قطع الغيار والمعدات. والمشكلة الأخرى هي التنظيم الإداري لقيادة وزارة الدفاع والقوى والأسلحة، فقد كانت وزارة الدفاع سياسية ورمزية في فترة الاحتلال، والقيادة الحقيقية للقوات المسلحة كانت تكمن في القيادة العسكرية البريطانية التي بيدها القرار والسلاح. ولكي أنجح في مهمتي هذه، كان عليّ أن أعمل على إيجاد تنظيم قانوني لوزارة الدفاع يحدد علاقتها بقيادة الجيش. وحتى ذلك الحين، كانت قيادة الجيش تعمل وتتصرف بمعزل عن الوزارة، وكلٌّ منهما تسير في اتجاه منفصل عن الأخرى. وكانت هذه إحدى السلبيات البارزة في عمل وزارة الدفاع. اعتبرتُ عملية التنظيم القانوني بحقّ المهمة المركزية الأساسية لنجاح عمل وزارة الدفاع كله، ولهذا الغرض استقدمتُ خبراء عسكريين عرباً من القطر العربي السوري الشقيق، أتذكر منهم اللواء زهير غزال، واللواء إبراهيم يونس، وعبد السلام قعقع ود. مظفر البيطار، الذين استعنتُ بهم لوضع الأسس القانونية لتنظيم عمل الوزارة وإنشاء كلية عسكرية وتشغيل المشفى العسكري، فضلاً عن عدد من الطيارين، وكان هذا يعني استغلال كل الإمكانات المتاحة إلى أقصى حدّ لخلق الهياكل الأساسية للقوات المسلحة التي يمكن أن تُبنى عليها قوة البلاد في المستقبل. لذلك، كنتُ أرى ضرورة وضع خطة خمسية (لخمس سنوات) تشمل تسليح القوات المسلحة وتأهيل أطرها البشرية. وعلى هذا الأساس اتخذتُ مبدأ العمل وفق القاعدة الآتية: تطوير/ تأهيل/ تسليح/ تسييس(*). وجود الخبراء العسكريين السوريين لهذا السبب ! ويتابع حديثه :" في 7 تموز/ يوليو 1970م عقدتُ اجتماعاً في قيادة القوات المسلحة لمناقشة خطة تطوير القوات على أسس جديدة. ودعوتُ إلى اجتماع الخبراء العسكريين السوريين الذين أوفدهم بطلب مني الرئيس السوري حافظ الأسد (وزير الدفاع حينها)، وكذلك الخبراء السوفيات، وحضره عدد من الضباط من أعضاء "الجبهة القومية"، وكانوا في معظمهم من صغار الضباط. ومن هؤلاء الذين حضروا الاجتماع أحمد صالح ضالعي، الذي أصبح رئيساً لهيئة الأركان، وصالح أبو بكر بن حسينون، وفرج الدقيل، ومحمد عبد الله باصهيب، ومحمد حيدره مسدوس، ومحمد يحيى جابر، وعبود علوي، وعبد الله أحمد العود، وصالح محمد حاجب، وعبد القوي عبد الله، وعبد الله علي عقربي، وأحمد صالح الحاجب، وعلي الشولة. ---------------------------- هوامش / (*) - محمد عبد الله باصهيب - فرج عوض الدقيل - سالم عبد الله عقيل - محمد حيدره مسدوس - أحمد سالم عبيد - هادي أحمد ناصر - محمد عوض الحجيجي - محمد عبد الرب مفتاح - عبود علوي - عوض علي حيدره - محمد عوض الشحيري - عبد الله أحمد العود - محمد أحمد شحته - علي حنش هادي - هادي صالح هادي - ناصر سالم عطوي. وبعد المؤتمر الخامس عام 1972 م: هادي أحمد ناصر - علي حنش هادي - محمد عبد الله باصهيب - محمد عبد الرب مفتاح - أحمد سالم عبيد - عوض عبد الله مشبح - عوض علي حيدره – عبد الله سالم الحنكي - سليمان ناصر مسعود - هادي صالح هادي - ناصر سالم - عبد الله سالم عقيل - أحمد قاسم - فرج عوض الدقيل - محمد عوض الشحيري. أشرف على الدائرة السياسية بوزارة الدفاع كل من: عبد الله الخامري - عبد الله أحمد العود - هادي أحمد ناصر - أحمد سالم عبيد - علي حنش هادي - محمد مفتاح عبد الرب - سليمان ناصر مسعود - سالم ربيع علي - حسين قماطة - صالح عبيد.