قد تستغرب أحيانا ممن يشعرون بالغيرة وممن،والسر يكمن في أن الشعور بالغيرة مقرون بعقدة الشعور بالنقص وهذا يجعل فعل الغيرة والشعور بها يأخد منحى شعوري وآخر عشوائي لا شعوري ويكون بقصد أو بغير قصد، وأما الغيرة عندما تكون بقصد فتوقع منها مبادرة الشخص نحو أذيتك، ولا تقل لي: هو أفضل مني؟ أو هو أكبر سنا أو أصغر؟ أو أنه يمتلك أشياء أنا لا أمتلكها فلماذا يشعر بالغيرة؟ باختصار هو يعتقد أنك تمتلك شيء، وأنك أفضل منه، لهذا يغار منك وصدقني هو يشعر بألم شديد للغاية عندما يرى نجاحاتك المستمرة وهو ألم نفسي نابع من صراع داخلي يؤرق تفكيره، فتدفعه تلك الدوافع نحو أذيتك ومن غير سبب منطقي. كما أن سلوك الغيرة موجود داخل أعماق كل من الرجال والنساء،وسببه نقص وضعف بالشخصية كما وضحناه سابقا، إلا أن هناك مظهر من مظاهره مقلق للغاية وهي الغيرة المقرونة بالتملك لشخص بحد ذاته وهذه لوحدها لها صورا عديدة ومختلفة ومتشعبة فمثلا: شخص يغار منك وفي حقيقية الأمر هو بنفسه لا يدري مالذي يجعله يغار منك وفجاءة يرغب بالجلوس معك وسماع كلامك وكلما ابتعدت عنه يتغير مزاجه ويدخل في مشاحنات معك، إذا هو يغار منك عليك، ولا بد من فهم هذه النقطة فهي لا تظهر بوضوح على السلوك البشري،فالإنسان بشكل عام في حياته اليومية وتكيفه مع متطلبات الحياة يسعى دائما لإظهار الوجه الأجمل في شخصيته من خلال تعاملاته، ويحاول إخفاء هفواته وزلآته الغير مسيطر عليها بشكل من الأشكال، وهذا السلوك أحب أن أصفه بمجرد ترشيد في التعاملات كشخص يضع جدولا لنفسه ليس أكثر وهو خارج عن هذا الجدول لا محالة في موقف من المواقف. *كيف تنشاء عقدة الغيرة ومتى؟ قلنا أن عقدة الغيرة نتيجة لتراكمات عديدة وشعور شديد بالنقص أو قد يكون دلالا زائدا وتلبية لكل الطلبات؛ وهذا يبدأ منذو مرحلة الطفولة المبكرة فحينما يشعر الفرد أنه مهمل، وأنه منبوذ ،ويعامل بقسوة وشدة، ويفقد الحنان المطلوب فهو ينظر لأقرانه من الأطفال الذين يحضون بقدر كبير من الرعاية والعناية فيغار منهم بشكل لا شعوري لضنه أنهم أفضل منه ويتمنى أن يكون مثلهم، وهنا يتم رسم ملامح وبداية وضع حجر الأساس لظاهرة مايعرف بالغيرة ثم تبنى عليها مشاعر عديدة كلها تدور حول هذا الفلك فتكبر وتتضخم وترهق الجسد والتفكير وتجعله فاشلا فاسدا في رؤياه وغير منطقي فيكثر الشك في قلبه وتتملكه الغيرة،وسلوك الشك لا ينفك عن الغيرة، وعند الكبر يبحث هذا الشخص عن السيطرة المقرونة بالغيرة الممزوجة بالشك فيأخد على عاتقه مهمة تدمير أحدهم فقط لأنه يغار منه. *أهم ملامح الشخصية الغيورة عند الكبر في العمر. سبق وتبين حقيقة المعاناة التي يعانيها الأشخاص في مرحلة الطفولة ممن تتسم شخصياتهم بالغيورة على النحو الذي ذكرناه وأن هذه المعاناة هي حجر الأساس في تكوين هذه الشخصيات وأنها تمثل منعطغا في حياة هؤلاء البشر ممتلىء بالغيرة والشك الغير منطقي عند الكبر فماهي ملامح الشخصية الغيورة عند الكبر؟ من أهم ملامح الشخصية الغيورة عند الكبر: 1-زيادة في معدلات الغيرة بشكل واضح 2-محاولة بسط السيطرة والتعامل مع الناس كعبيد وخدم 3-نسيان فضل الناس عند أول خطأ يقومون به 4-التصلب في الرأي 5-قد يصل الأمر إلى التعامل مع الناس كأنهم ملكية خاصة 6-أغلب هؤلاء نجدهم يشغلون أماكن في الزعامة والرئاسة وقيادات الأحزاب السياسية وليس شرطا 7-يعتقد كثير من الناس ممن لا فهم ثاقب لهم بهذه الصنعة أن أصحاب هذه الشخصيات أبطال وقادة كبار إلا أن هناك صراع داخلي يعانيه الكثير منهم 8-الشخص الغيور غير منصف وغير عقلاني 9-الشخص الغيور لا يقدر مشاعر الآخرين مطلقا وأنصحك من الآن أن لا ترجوا من مثله شيئا من ناحية مشاعرك 10-الشخصية الغيورة أنانية للغاية بشكل غير معقول 11-الشخص الغيور شكاك بشكل مزعج 12-فاقد للسيطرة على إنفعالاته لهذا لا يستطيع حل مشاكله بشكل عقلاني *المرأة الغيورة عكس الرجل من ناحية غيرة الرجل قد تأخد صورا متعددة أكثرها شرا القيام بتدمير من يغار منه ومحاولة تحطيمه، أما غيرة المرأة فتأخد في أغلب الأحيان منحنى آخر ومما ينبغي التركيز عليه هنا: أن المرأة الغيورة دائما ما تتجاهل رغبات وأراء الأخرين، وهذا ملاحظ بشكل كبير وواسع، فهي تبحث عما ينقصها، ولابد أن تنعكس هذه الغيرة على حياتها الزوجية فتبحث في هاتف زوجها ومقتنياته الخاصة وعند أبسط شيء تستفعل المشاكل المتشعبة التي لا نهاية لها، كما أن طلباتها غير منتهية وعلى وجه السرعة، يلآحظ بشكل جلي أن المرأة الغيورة قد تكون ذكية وقوية وذو رشاقة وفن في التعامل مع الآخرين وإدارة شؤون البيت إلا أنها تضعف بشكل ملحوظ وواضح وتخرج عن العقلانية عند من تحبه وكذا الرجل يفعل هذا،فالتاكيد أن صفات الغيرة بالمرأة عديدة كما في الرجل إلا أنه يصعب حصر كل شيء ويكفي فهم مافي هذه السطور لقياس سلوكيات وأنماط الغيرة المختلفة. *الشخصية الغيورة وأذية الأخرين دائما ما كنت أتعجب من بعض البشر في محيطنا الأجتماعي وكيف يرغبون في أذية الناس وهذا دفعني لأسترجاع أشياء عديدة في العلوم النفسية والأجتماعية والتي هي في نظري منهج مهم للغاية في تحقيق ثورة علمية معاصرة على كافة الأصعد ومنها الاقتصادية فهي مرتبطة بوعي الشعوب،يلآحظ أن الشخصية الغيورة شخصية معادية للغاية ولا تستطيع كبح جماحها ورغبتها في أذية الأخرين وأقرب الناس لها هم من يدفعون الثمن، وفي النهاية يبتعدون عنها لكثرة مشاكلها وأنانيتها.