لكن هل هذا الصلح وجمع لحمة دولة الخليج في قمة العلا اليوم من تدشين ملف المصالحة الخليجية الذي توج بتسوية الخلافات بين الرياض والدوحة ورفع الحصار وفتح الاجواء البرية والجوية بين البلديين الشقيقين دام اكثر من ثلاث سنوات . لن نستطيع ان ننسى الأدوار التأريخية التي تقوم بها دولة الكويت في مختلف مراحل الصراع بين الأنظمة السياسية العربية من جهود جبارة وتحركات مسئولة لرب الصدع وتسوية الخلافات عربيا انطلاقا من حرص مسئول يمثل ارث عروبي . المشهد العربي لجهود الكويت نضجت ثماره اليوم لراب الصدع العربي لخدمة المصالح المشترك لدول مجلس التعاون الخليجي . يبقى آمال اليمنيون في واجهة بوادر الحل لاحلال السلام في اليمن وايقاف الحرب اليمنية لان موقف دول الخليج كاملة بالغ التأثير على ملف الصراع اليمني وقرار الحرب فمن الصعب يستقر الجوار الاقليمي . نحن نعرف حجم تدخل القرار السعودي والاماراتي في وضع اليمن وتأثير قطر على الحوثيين له قبول ايضا .... فهل تحضر اليمن في ملف المصالحة الخليجية ؟ اعتقد إن طي صفحة الحرب في اليمن يبداء بتسوية الملف الخليجي فإذا كان هدف الديلوماسية السعودية قطع التدخلات الايرانية عبر بوابة قطر قبل التسوية التي رعتها الكويت ارغم الرياض على تقديم التنازلات ورفع الحصار عن قطر حتى لا تكون اداه في خاصرة دول الخليج . لكن مسار المصالحة لن يكتمل دوره بدون الدفع بالملف اليمني على مسار التصالح الخليجي اليوم او غدا في حسابات الاستراتيجية على مجمل الملفات في المنطقة تبقى اليمن مصدر قلق للتدخل الايراني عبر اذرعها الحوثيين وتمدداتهم في شمال اليمن . إن دعم اليمن واستقرارها منطلقة تحرك خليجي يسنده موقف امريكي ضاغط على الوكلاء الإقليميين باتجاه دعم تسوية سياسية يمنية شاملة تنهي حالة الصراع والحرب وتفرض السلام لتعود العملية السياسية الى مسارها الطبيعي باجماع وطني واسع يستوعب كل الاطراف المتصارعة . بعد مرور اكثر من خمس سنوات من الحرب لن تنته بهزيمة اي طرف . فلا حل الا بحل سياسي ومرحلة انتقالية تهيئ البلاد الى عملية انتخابية تضفي الى شرعية جامعة بمشاركة كل القوى الوطنية اليمنية مبنية على توافقات يجمع عليها اليمنيون قاطبة .