عناد الأطفال ظاهرة معروفة وشائعة وصحية، وهو الإصرار وعدم التراجع عندما يجبر الطفل على ترك هذا الفعل الذي يريد القيام به، حتى إن وبخ عليه من قبل الوالدين، وكما هو واضح فهذه الظاهرة تحتاج لعلاج وقبل هذا تحتاج إلى فهم معين وإحاطة جيدة من قبل الوالدين ليتعامل معها بشكل جيد ولآئق بعيدا عن التشنج وهذا المقال يساعد على هذا. ظاهرة عناد الأطفال بشكل عام هي سلوك يدل على عدوانية الطفل، وعلى طبيعية شخصيته مستقبلا، وأول ما يظهر هذا السلوك يكون موجها نحو الوالدين وهو نتيجة تصادم بين رغبات الطفل وما يريده، وأوامر الكبار من منع ونهي وتوبيخ،ودائما ما كنت أشبه عناد الطفل بحركات المقاومة للأفكار،وبشكل عام لو كنت تعرف كيفية كبح هذه التحركات فأنت بشكل عام تعرف كيفية كبح هذه الرغبة لدى طفلك أو العكس أقرب. ولنلخص الأمر بنقاط: أولا: فعليا نحن نحتاج أن نأخد صورة ولا سيما الوالدين عن أسباب العناد عند الأطفال، وماهو سببها؟ وكيف تنشأ؟ وإليك بيان هذا: أما عن الأسباب فهي كثيرة للغاية إلا أن كلها تدور حول الصراع بين رغبات الطفل وأوامر الأهل، كما لا ينبغي تلبية كل متطلبات ورغبات أطفالنا فهذا يجعلهم عاجزين في حياتهم المستقبلية، فلا بد للطفل أن يكون مؤهلا للخروج لميدان الحياة القاسي؛نعم إن الحياة قاسية هذه الأيام للغاية، ولا بد من تعليم أطفالنا عددا من الخصال التي لا تنسجم مع العناد، لهذا والآن سنحدد وسنذكر أسباب العناد لننطلق نحو الخطوة التي تليه: من أهم أسباب العناد: 1- القهر الذي يمارسه الوالدين على طفل صغير لم يتجاوز سن الرابعة من عمره ونحوه من ضرب مبرح لمجرد كلمة قالها وإن كانت خطئا فإن كان الله لم يكلفه ولم يجري عليه القلم فلماذا كل هذا التشنج الذي ينعكس على واقع الطفل عند البلوغ؟ ويكون سببا في خروجه عن السيطرة وميلانه للعناد بصورة كراهية نحو والديه بالذات. للذلك خد هذه النصيحة لا تتعامل مع أبنائك بهذا الأسلوب وهذه الطريقة،بل هون الأمر عليه، وفي عين الوقت لا تسول له سو أفعاله، *ودع أفعالك تتكلم معه وليس لسانك،* إذا هي كلمة معقولة قلها، تم نفذها فلو قلت له أنت معاقب؛ فعاقبه ولا تترد ولكن بالمعقول، وهذا يكون بحسبته من البداية وتجنب المبالغة بالعقاب، فالعقاب لا بد أن يكون تربويا وليس عقاب تعذيب. 2-التذليل الزائد والتساهل سبب لتطور ظاهرة عناد الأطفال، وهو ينعكس سلبا على نفسية الطفل حال بلوغه سن المراهقة كما هو معروف، ومنه: الاستجابة السريعة لبكاء الطفل، وتلبية كل طلباته. 3- التذبذب في معاملة الوالدين لأبنائهم، فقد يفرضون عليهم عقابا وإن اشتد عناده الأطفال تراجعوا، ولبوا له كل مايرد، فقط توزان بشكل جيد. 4- فهم انطباعات السماع، فلا تقل لطفلك أنت عنيد، ولا تكررها أبدا على مسامعه،لأن انطباع هذه الكلمة في مجتمعنا لايدل على معناها اللغوي، فعندما تقول له أنت عنيد، هو يفتخر كونه عنيدا فيستمر في عناده لأن هذا العناد يلبي له الطلبات، ففهم انطباعات الكلام له تواصل عجيب وقوي في العلوم النفسية والإجتماعية. 5- اعدل بين أبنائك في الأعمال والواجبات، واجعلهم يعملون معا، فعندما يرى الطفل أن أخاه أكثر رفاهية منه فإنه يلجاء للعناد للحصول على رفاهية تساوي رفه أخيه المدلل. 6-لا تهمل رغباته الأساسية وزينها بنوع من المحبة، وهذه الرغبات كالطعام ،والشراب، واللعب، كما يمكنك إلتقاط الكثير من الصور الجميلة والمعبرة لك وله،هذه لها تأثير سحري عند بلوغ الطفل سن البلوغ وكبر الوالدين، حتى إن قمت بتعليق تلك الصور على أحد حيطان المنزل أو إحداها. ثانيا: والآن لنرى ماهي صور العناد لدى الأطفال حتى نتمكن من تحديد الشكل العام والخاص للعناد عند أطفالنا، وعليه نستند في طريقة وكيفية حل هذه المشكلة من ناحية نفسية واجتماعية. 1-يضرب الأطفال الآخرين من أقرانه. 2-مجادلة الكبار ومقارعتهم. 3-الألفاظ السوقية. 4-الإنتقام من أقرانه وتذكر ما فعلوا به في الماضي. 5-فقدان المزاج؛ وتعد هذه أكثر الصور الدالة على العناد. ولآحظ ترى أن العناد سلوك عدواني؛ لهذا كانت هذه الصور المختلفة له، ففي البداية هو عناد مقبول ومع مراحل العمر يتحول إلى عدوانية ورغبة في التملك والاستيلاء، وهو ما يقود إلى تكوين شخصية عدوانية خطيرة عليه وعلى المجتمع بأسره وقد تكلمنا مسبقا عن الشخصية العدوانية عند البالغين (يمكنك الرجوع للمقال وتكوين صورة). 6-استقزاز الآخرين حوله. 7-خلل في العملية الدراسية وعدم الرغبة في الالتحاق بالصف الدراسي. 8-الطفل أو المراهق العنيد بشكل عام عاطفي للغاية،مثله المراهق الذي يعاني من مشاكل أسرية. والآن وبعد ماسبق من حقك أن تسأل وتقول: كيف أتعامل نفسيا مع طفلي العنيد: 1-كن أنت القائد له، ولكن بلطف كبير، وزين أوامرك له بإبتسامه عريضة ففي النهاية هو طفلك الصغير والمدلل، وأنت تريد أن تراه في أحسن حال وهيئة. وصدقني فإن شعور الأبوة رائع للغاية، ويزاد هذا الشعور روعة عندما تفهم الطريقة المثلى للتعامل الراقي مع ولدك الغالي. 2- علمه البذل والعطاء، اخرج به لقوارع الطرقات، وأعطه بيده طعاما، أومالا، أو ألعابا، ويفضل أن تكون من ألعابه القديمة أو أن تشتري له ألعابا جديدة وتعلمه أنها للتصدق وتجعله يختار مايريده منها وما يريد التصدق بها، واجعله يتصدق على أطفال آخرين من الفقراء. 3- تقبل الأمر فكل طفل لديه سلوك ونوع من أنواع العناد. 4- لا تغضب على طفلك قدر الإمكان، واجعله يفهم ماتريد بحركات وجهك. 5-امدحه بشكل معقول، وكافئه ، وسترى سلوكه المحبب لديك يظهر على شخصيته. وفي نهاية هذا المقال أود أن ألفت حضراتكم إلى أن الاطفال يولدون وهم مزودين بصفات وسمات تحدد شخصياتهم فسبحان الله، كما إن المتعمق في دراسة نفسيات ومشاعر هذا الكائن الذي هو أنا وأنت يدرك عظمة الله في خلقه، وهذا يقوده نحو الإيمان اليقين بالله ويجعله يدرك كم أننا نحن البشر مغرورون بما نعتقد أننا نحمله من العلم والمعرفة القليلة فما غاب عنا ويغيب هو الكثير لا محالة ولا شك في هذا، وهو تصديق لما جاء في القرآن: *وَفِي أَنْفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ* سورة الذاريات (آية 21) ثم والله إني عند كل مقال أكتبه في العلوم النفسية والاجتماعية أزداد يقينا بأن النفس البشرية تحتاج للتبصر فيها من ناحية الأجهزة والأعضاء الداخلية ومن ناحية الميول والرغبات فسبحان الله العظيم.