كما هي عادتها الأزليَّة باسمةٌ عدن ..! لا .. لا.. ، الثَّغر الباسم - هذه المرَّة - لم يعُد كعادته ، بل أضحى اليوم .. واجماً .. عابساً.. أو باكيا..! ، لا ندري ما الذي طرأ على تلك المدينة التي كانت مُزهرةً ومُزدهرةً ذات حقبةٍ ، واليوم هي ذي مُكفهرَّةٌ وذابلةٌ كعجوزٍ احدودب ظهرها .. وحتى أضحى أبناؤها لا يرون من البسمة إلاَّ اسمها ، كما لا يرون من الضَّوء إلا ظلامه ، وبدلاً من ذلك فالوجوه الوحيدة المتهلِّلة أساريرها في المدينة ، هي وجوه تلك "المواطير" ,
لا تسمع شيئاً في هذه المدينة سوى "ثرثرة المواطير" ، التي تشبهها كثيراً ثرثرة مسؤولي كهربائنا ومتعهِّديها ، أصحاب "الوعود العرقوبيَّة"
عامان والكهرباء مغمضة العينين ، ولا تزال جيوش الظلام تغزو المدينة ، تُبحر في شوارعها وتُغرق أزقَّتها، تتقدَّم نحوك ..تحتكُّ بِك.. تتحسَّسُك .. تُفصِّل جسدها عليك وتُلبِسُكَ ثوب حُزنِها الأسود!!!