خططت بريطانيا لمعركة مأرب واعطت شفرتها الميدانية لمبعوثها الاممي جريفت ليلسلمها بدوره الى ولاة امر الميشيا الحوثية في طهران ،وامريكا باركتها واعطت الضوء الاخضر بالموافقة عليها وقدمت دعما معنويا لقادتها برفع عقوبة التصنيف الدولي عليهم كجماعة ارهابية. المكافأة الامريكية على مايبدو كانت جزلة وثمينة للمليشيا الحوثية لتحفيزها على خوض التصفيات القتالية شبة الاخيرة مع غريمها غير المباشر في اليمن الاصلاح والسلف ،ومخط من يدعي بغير هذا في تفسير توقيت انطلاقة المعركة التي ارادة منها واشطن بان تكون مصيدة ثمينة لحرق القدر الاكبر من ثلاثي الحرب اليمنية ، وحصاد الغالبية منهم على صعيد مأرب ،متجاهلة سوء تقديرها الخاطئ في اختيار ميدان المعركة الذي تتحمل وزره الاكبر القبيلة قبل الاطراف المستهدفة منها ،ويصعب الجزم بعدم محالفة الحظ لصواب اختيارها ،ولكن ربما بان معركة ابين لم تات اكلها او تاخرت عليها في تحقيق الاهداف المرجوة منها ،في ظل تأليب الرأي الدولي بضرورة ايقاف الحرب ، والاندفاع القوي للاتحاد الاوربي في هذا الاتجاه بناء على حسابات الادارة الامريكية الجديدة وموقفها المسبق من الحرب او ميولها لمواصلة سياسية الدبلوماسية الناعمة في الوصول الى اهدافها الاستراتيجية في المنطقة ومواصلة سقوط دولها باساليب الضرب من الداخل بعيدا عن خوض المعارك بالنيابة عنها وهي مكلفة لسمعتها عل مدى القريب والبعيد . اذن معركة مأرب هي نتاج امريكي بريطاني مشترك وتأتي في اطار رؤيتها العسكرية للحرب اليمنية ومجموعة الاهداف المطلوب تحقيقها على الصعيدين الوطني والاقليمي والتي ربما حققت التقدم المنشود والبالغ الضرر بالاطراف العربية المشاركة فيها ،وبالذات في الاستنزاف المالي الواضح لمقدراتها الاقتصادية الضخمة وارباك حالة استقرارها الاقتصادي الى حين ، في الوقت الذي عجزت عن تحقيق اهدافها في التخلص من مثلث الدين المتماسك الاضلاع ،الحوثي والاصلاح والسلف في اليمن ، واللذين ازدادوا قوة وحصانة بالحرب المشتعلة بينهم طيلة الست السنوات الماضية ،ان لم يجتمعوا على مكر الثعلب الاحمر في حماية انفسهم من الطوفان .