كلما مرت سنة ازداد الشوق والحنين إلى حوافينا القديمة وشوارعها وأسواقها ومقاهيها ومحلاتها العتيقة وضعوا على كلمة حوافينا القديمة أكثر من خط كلمة لها في داخل الوجدان دلالات ومعاني لا يحس بها ولا يشعر بها إلا من تربى وتمرغ على ترابها وترعرع في حوافي مدينة الشيخ عثمان وكود بيحان وشيخ الدويل وكود العثماني والممدارة والقاهرةوالمنصورة ودارسعد وتتلمذ وتعلم ودرس في مدارسها الغربية والشرقية والمتوسطة القديمة بنين وبنات(30 نوفمبر) وكلية البيومي(ثانوية عبود) بنين وفي مدرسة النهضة وكلية بلقيس وفي مدرسة الثورة والجمهورية معسكر عبدالقوي(اللوي) وكتاتيبها (المعلامة) عند الفقيه عبده والفقيه صالح والفقيه جازم ولعب في ميادينها وملاعبها التي كانت منتشرة على طول وعرض الشيخ عثمان وكذا ملاعب وميادين مدارسها وخاصة ملعب الشهيد حامد وملعب كلية عبود وملعب المدرستين الشرقية والغربية وملعب حافة الصباغين شارع قرطبة الشيخ عثمان وملعب القاهرة وملعب حاشد المنصورة وتمشى في بساتينها وحدائقها (الكمسري) وبستان مهدي وحديقة الحيوانات بستان عبدالمجيدالسلفي. كانت حوافينا كلها خير وبركه وحب وتواضع وبساطة والفه وتعاون وتكافل إجتماعي لا نضير له مقارنة بما حاصل اليوم الفرق شاسع وكبير رغم كل الظروف البسيطة والمتواضعة التي كان يعيشها الناس في ذلك الزمن الجميل،بأمن وأمان وسلام ووئام والعشرة الطيبة والكلمة الطيبة والمجورة الطيبة وكأنهم أسرة واحدة وفعلا كانوا اسرة واحدة ومن كل الأجناس والأعراق. اختلطت الناس ببعضها البعض بين نسب وصهاره وأخوة من الرضاعة وبين عشرة ومرؤه ومعرف وجميل امشاج اختلطت ببعضها البعض وشكلة الأسرة العدنية بتاريخها العريق الضارب جذورة في أعماق أعماق هده الأرض الطيبة عدن وكانت النوادي والمبارز العدنية تجمع فيها العباقرة والسياسين والمفكرين والشعراء والأدباء والمطربين والشخصيات الاجتماعية والرياضية الذين اغنوا مدينة عدن فنا وطربا وعلم وثقافة وإقتصاد وسياسة ورياضة وجعلوها في مقدمة الدول العربية وعلى مستوى الشرق والغرب والإقليم ودول الخليج عدن كانت مدرسة يتتلمذ ويتعلم فيها من جميع الدول العربية وينهلوا منها العلم والمعارف ويتمتعوا بسياحتها ومناظرة الجميلة كانت مصر قاهرة المعز وسوريا وبيروت وعدن واجهة الدول العربية والإسلامية حقيقة لاينكرها إلا جاحد أو مزايد أو حاقد هذه قبل المؤامرات والدسائس ليس من اليوم ولكنها من مئه عام مضى ومستمرة حتى اليوم. كل ما مرت سنة نلاحظ التغير الذي طغى على هده المدينة والذي حولها من مدينة تجمع كل الثقافات والفنون والعلوم وملتقى للقارات الثلاث اسياء وأوروبا وافريقيا وثغر من ثغور العرب إلى قرية تسكنها الأشباح والرعب والخوف والعنصرية والمناطقية التي لم تألفها ولم تعرفها مدينة عدن من قبل، بل وترفضها مدينة عدن رفضا قاطعا،لا أريد أن أطيل الحديث واتعمق في التفاصيل المؤلمة فرسالتي الذي أريدها أن تصل مضمونها بين السطور والقارئ الحصيف هو من سوف يصل إلى تحليل مضمون الرسالة.