صحفي لامع وكاتب مخضرم وسياسي بارع، كتاباته ومقالاته الصحفية صواريخ بالستية عابرة للقارات ومواقفه الثابتة المتزنة جعلت منه علامة فارقة في المشهد السياسي والإعلامي الجنوبي، عرف عنه فراسته الإعلامية وحسه الصحفي المرهف الذي جعل منه فارساً من فرسان صاحبة الجلالة، كما عرف طيلة مشواره الصحفي ومسيرته المهنية بالشجاعة والجرأة في الطرح والنقد البناء، يحضر أسمه كلما تحدثنا عن الحرية والكرامة، فهو من كان ولايزال مدافعاً عن الحرية بكافة صورها وأشكالها، وكان ولايزال متسلحاً بالكرامة التي ناضل من أجلها وقدم التضحيات في سبيل الحفاظ عليها، لم يداهن أو يجامل ولم يخنع أو يخضع، وظل كما هو الآن ثابتاً على مواقفه رغم كل المغريات التي قدمت له والمخاطر والتحديات التي تعترض حياته. فتح الكثير من الملفات المحظورة إبان حكم نظام علي عبد الله صالح وتناولها بجرأة وشجاعة غير مكترث للتداعيات وردود الأفعال المترتبة على ذلك، وفتح ملف القضية الجنوبية العادلة في ذلك الحين وتفرغ للكتابة ومناصرة مظلومية شعب الجنوب بأسلوب رائع ومحنك في الوقت الذي أحجمت الكثير من الصحف وكتابها عن الخوض في هذا الملف أو حتى الإشارة إليه إلى حين قيام رمز الشجاعة والحرية والكرامة والإستقلال والسيادة وفيلسوف الصحافة الجنوبية الأستاذ "عدنان عبد محسن الحوشبي" الملقب بالأعجم بكسر حاجز الخوف والتطرق إلى القضية الجنوبية بملفها بالغ الحساسية والدقة والتعقيد، ومجاهرة العدو بهذا الموقف الشجاع والمشرف، حيث استطاع الأعجم ومن خلال كتاباته وتحقيقاته التي كان ينشرها في صحيفة الأمناء وغيرها من الصحف الجنوبية الرائدة تشكيل رأي عام مناهض لوجود قوات علي عبدالله صالح على الأراضي الجنوبية، وخلال فترة وجيزة شكل قلم الأعجم جبهة وطنية قوية رافضة لوجود المحتل الذي كان يجثم بكل قوته وترسانته العسكرية والأمنية القمعية على أرض الجنوب منذ العام 1994م. وفي تلك الحقبة المفصلية والمنعطف التاريخي الحساس، بدأ النظام اليمني بقيادة علي عبد الله صالح بتكريس كل جهده وقواه وتحريك آلياته وترسانته العسكرية لضرب ووئد ثورة شعب الجنوب التي بدأت بالبزوغ في العام 2007م، مناديةً بالحقوق المشروعة واستعادة الدولة حينها تفجرت براكين الغضب في جوانح هذا الثائر التواق للحرية والعدالة والمساواة ما جعله يتصدر المشهد الإعلامي الثوري الجنوبي منذ اندلاع هذه الثورة المباركة بطابعها السلمي، الأمر الذي جعله ايضاً في صدارة قائمة الصحفيين والإعلاميين المستهدفين من قبل قوات نظام الإحتلال، ولكنه لم يأبه لتخرصاتهم وتهديداتهم وملاحقاتهم ومضايقاتهم وظل متسلحاً بالإيمان والثقة بالله وعدالة وقدسية القضية التي يكتب لأجلها ويناضل في سبيلها. ولأنه كان ولايزال مسالماً وسلمياً ولم يكن يحمل السلاح ولا يسير بمرافقين فكان سلاحه قلمه الذي واجه به الطغاة خصوم الوطن والشعب الذين كانوا ولايزالوا خصوماً له فقد ظل عرضة للتهديد والوعيد بالتصفية الجسدية والقتل وغيرها من أساليب الترهيب وطرق الترغيب التي يسلكها الجبناء والأنذال وضعفاء النفوس. لقد مرت ست سنوات من عمر انتصار ثورة الجنوب المسلحة والتي تفجرت في العام 2015م ضد قوى الغزو والإحتلال اليمني الغاشمة، وخلالها ثبت فارس الكلمة الصادقة ولسان حال الحرية والكرامة والصوت المناجي بالإستقلال واستعادة الدولة ثباتاً اسطورياً على مبادئه وتمسك بكل القيم النضالية والثورية المثلى التي اختطها لذاتها منذ الوهلة الأولى لإنطلاقته في هذا المضمار المقدس، تمضي السنوات ومايزال قلم الأعجم يخط بالحبر الكلمات المناصرة لقضية شعب الجنوب والمناهضة للظلم والغطرسة والإستبداد، سنوات وهذا القلم يخط الأحرف التي زلزلة عروش الطغاة والفاسدين ورغم كل المحاولات لم تستطع تلك القوى الباغية إسكات هذا الصوت الصادح بالحق والمتوهج بالحقيقة او ان تكسر إرادة هذا القلم الرشيق. أفرزت معطيات الأحداث الأخيرة تبلد وغباء اعداء الجنوب الذين ظهروا جلياً بانهم لايدركون القيمة الحقيقية والسامية التي يمثلها الأستاذ "عدنان الحوشبي" في زخم الثورة الجنوبية المتعاظمة، فبالإضافة الى المكانة الكبيرة التي يحتلها والملكات الإبداعية التي يمتلكها والتي ستزعجهم وتفضحهم وتكشف زيفهم وخداعهم وقبحهم وإجرامهم، مع ذلك كله لم يدركوا أن المدرسة الثورية المتنامية والمتصاعدة لهذا القلم الشريف لم تأفل ولن تنطفئ سيما وقد أنجبت في هذا النسق الكثير من فرسان الصحافة والإعلام ممن تتلمذوا على يديه ونهلوا من فيض إبداعه وعقدوا العزم على السير في نفس الدرب الذي يسير عليه وفاءً لرائد الكلمة والحرف وتقديراً لتاريخه وتقديسه لمواقفه الوطنية والنضالية المشهودة والمشرفة والتي اجترحها خلال مشواره الحافل بالعطاء والتضحية. بالمختصر المفيد، يجب ان يعلم كل من يحاول النيل من شخصية هؤلاء الشرفاء والمخلصين بان الأستاذ "عدنان عبد محسن الحوشبي" المكنى ب"الأعجم" يمثل ثورة وطن فالأعجم سيظل أيقونة الشموخ والعظمة والنضال والمقاومة والحرية والكرامة، منه نستلهم الشجاعة والجرأة في الطرح والكتابة عن الأحداث ومواكبتها وفي مقارعة الباطل وأدواته والوقوف ضدها والتصدي لكافة المؤامرات التي تحاك ضد وطننا الجنوب الحبيب وسيادته وأمنه واستقراره ومقدراته وكل ما يتهدد وجودنا ويحول دون أن نعيش على أرضنا حياة كريمة هانئة.