في يوم الأربعاء المنصرم قمت بحجز موعد تلقيح ضد فيروس كورونا بالمملكة العربية السعودية عبر تطبيق صحتي الذي اطلقته المملكة لتسهيل تحديد موعد اخذ جرعات لقاح كورونا لكل المواطنين ؛ سعوديين وغير سعوديين ، واليوم ذهبت الى المركز الذي حجزت فيه لأخذ الجرعة الاولى ورغم ان التلقيح متاح للجميع ومتوقع وجود زحمة كبيرة الا انه بسبب التنظيم والترتيب الرائع المسبق لعملية التلقيح فلم يستغرق مني التلقيح الا مدة لم تتجاوز الخمس الدقائق ، وهذا كله مجانا وبدون اي مجهود مبذول . بعد خروجي من المركز بدقائق وصلني تقرير الى تطبيق صحتي يثبت اخذي الجرعة الاولى والذي سيتم عرضه على الجهات الصحية عند اخذ الجرعة الثانية .. تأملوا كيف وفرت المملكة العربية السعودية هذا اللقاح لكل الناس مجانا وساوت بين المواطن السعودي وغير السعودي ، انها حقا مملكة الخير والانسانية وان هذه الخطوة سوف يسجلها التاريخ بين الاف المنجزات والخدمات التي توفرها المملكة العربية السعودية لكل الناس . ان هذه الحادثة ذكرتني سلوك السلطة القائمة على رعاية المغترب اليمني والتي من واجباتها تسهيل كل العقبات التي تعرقل سفره ، والمهم في موضوعنا هو تسهيل اجراء الفحص الروتيني الذي قررته المملكة العربية السعودية على كل الوافدين من اي دولة قبل دخولهم المنافذ السعودية. الحقيقة ان ما سأذكره الآن سيكون صدمة للجميع ، فعند وصول المغتربين الى مأرب يتوقفون امام احد المستشفيات المفوضه بإجراء الفحص للتأكد من خلو الشخص من المرض ،فهل تتخيلون أن فحص فيروس كورونا والذي نجريه هنا مجانا يكلف المواطن اليمني 33 الف ريال يمني وهذا يعادل 210 ريال سعودي . ليس هذا هو المهم لكن الأهم من هذا والأدهى والأمر ان تلك الفحوصات مزيفة ، فقد اخبرني احد القادمين من صنعاء بانه كان من المسافرين وبعد توقف الباص في مأرب وجمع من كل مسافر رسوم الفحص مبلغ 33 الف ريال يمني ولم ينزل راكب ولم يؤخذ منهم عينات للفحص وخلال ساعة جات التقارير موقعة ومختومة بخلو الجميع من فيروس كورونا .. ان هذه الواقعة قد دفعت السلطات السعودية لأعتماد مستشفى اخر بحرض وعدم قبول اي تقارير اخرى . انما يحدث من سلب لأموال المواطنين واكل هذه الاموال بالباطل من قبل هذه السلطات انما يدل على حالة من التسيب والاستهتار ، وانعدام الضمير وقلة الدين وجشع النفوس وعدم وجود رقابة حقيقية على هذه الجهات لان الكل مشتركين في نتف ريش المواطن وبدون مقابل !! انما قلته لا استنقاص ببلدي ولا يعني انه انعدمت عندنا الكفاءات من ذوي الخبرة والأمانة والصدق ولكن الحاصل اننا اولينا المسؤلية واسندناها لغير اهلها ويجب ان نراجع انفسنا ليتمكن وطننا الحبيب من النهوض مجددا .