قلت في مقال قبل أيام بعنوان هل يقرأ الرئيس. تناولت فيه حال مديرية الرئيس الوضيع أنني سمعت قادة وحدات عسكرية من هذا الزمن الهش في عزاء مزمبر يتجاذبون الحديث عن الوضع الصحي الذي يمر به القائد والمدفعي الشهير اللواء محمد عمر ناذخ الذي كان يصارع المرض وقعيد منزلة بمسقط رأسه قرية السويداء وحيدأ فقط تحيط به أسرته . لم يكلف نفسه أحد تلك القيادات لزيارته ومنزله لايبعد غير بضعة كيلومترات عنهم بل إنهم يفحطون بالاطقم والصوالين بالقرب منه وليس لديهم وقت ولا اعتراف بالجميل ولايعرفون قيم ومعاني الواجب لأنهم يلهثون وراء مطامع الحياة الفانية والمال الحرام وأفخر انواع القات وهذا شأنهم طموحهم ومصيرهم مجهول. بعد مغرب يوم أمس الاربعاء جاء النبأ المحزن الذي حمل وفاة اشهر قائد عسكري في سلاح المدفعية في جيش دولة الجنوب آنذاك اللواء الركن متقاعد محمد عمر ناذخ السعيدي والذي وصفه الرئيس في مقالة رثاء فيها رحيله بأسطورة المدفعية .. ومنذ اعلان خبر وفاته انهالت التعازي والمراثي والمنشورات والمقالات آلتي تحدث فيها الجميع عن تاريخ الرجل المجيد ومن هؤلاء اولئك القادة العسكريين الذين بخلوا وخذلوا ناذخ من زيارة سريعة وصورة ذكريات كجانب معنوي لفقيد الوطن والقوات المسلحة ومازال حيا في السنوات الأخيرة ومنذ أن أحيل القائد العصامي محمد عمر ناذخ إلى التقاعد عاد إلى قريته وعاش فيها تاركأ المعسكرات وجبهات القتال آلتي قضي فيها نصف حياته لم يطيق العيش في المدينةعدن اوغيرها لأنه لايستطيع مواجهة تحديات الحياة والمعيشة ولاقى كثير من الجحود من الحكومة وقيادة الجيش بما فيهم بعض زملائه وأبنائه من الضباط الذين صاروا قادة وفي نعيم المال والعبث حتى التخمه.. شخصيآ كتبت عن الفقيد كثير مرات ومازال حيآ ، تعرفت عليه قبل 27 عامآ ، زرته وهو قائد لواء مدفعية في الجند محافظة تعز وجدته ذلك القائد البسيط الرائع الشهم. علة وجهه شبيه بالشهيد البطل اللواء علي ناصر هادي. أنصح هذه القيادات والمسؤولين ممن تبقى لديهم اخلاق وضمير بأن يبادرون في زيارات شخصية لمن تبقي أيضاً من قيادات الرعيل الأول فلن يخسرون شيئأ بل لتلك الزيارات معاني ورسائل إنسانية ووقعها الخاص على نفوس قادتنا ومناضلينا الذين جار عليهم الزمن بقسوة رحم الله فقيد الوطن والقوات المسلحة المغفور له اللواء الركن محمد عمر ناذخ واسكنه فسيح جناته واللهم أهله وذويه الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون