شهد شهر أغسطس الجاري هدوءا نسبياً في سوق الإنتقالات خاصة بالنسبة إلى الأندية الكبيرة وهو الهدوء الذي يعتبره المتابعون تقليدياً، وعادة ما يسبق عاصفة الصفقات الخيالية التي تبرم في الساعات الأخيرة بعدما فشلت في إنهائها في الأسابيع الأولى. ووفقا للمعطيات الحالية و حسب سياسات الأندية الأوروبية المعتمدة في انتداب اللاعبين فإن بعض الصفقات يرجح أن تبرم ويستحيل تأجيلها للميركاتو الشتوي في حين أن هناك صفقات أخرى مهددة بالتأجيل أو حتى صرف النظر عنها ، و كل ذلك مرتبط بالتنازلات التي تقدمها الأندية لبعضها البعض و ضغط الوكلاء من اجل الحصول على حصصهم من الصفقات في أقرب وقت ممكن .
وتلعب الأسابيع الأولى من المنافسة الرسمية دوراً هاماً في تحديد مدى احتياجات الأندية لمزيد من الانتدابات الضرورية خاصة في حال تعرض بعض الكوادر للإصابات ما يفرض عليها تعويضهم بعناصر جديدة ، كما أن المفاوضات بين الأطراف المعنية ستزداد وتيرتها حتى يأخذ كل طرف نصيبه المالي و الجميع يكون متأثرا بعامل الوقت .
ويمكن تصنيف الصفقات المتعثرة إلى صفقات أندية تريد الحصول على أسماء محددة وصفقات لاعبين يريدون تغيير الأجواء بغض النظر عن وجهتهم الجديدة.
الصفقات المتعثرة وتأتي على رأس الصفقات المتعثرة هذا الصيف صفقة انتقال الويلزي غاريث بيل من توتنهام هوتسبيرز إلى ريال مدريد والتي شكلت الحدث الأبرز في سوق الانتقالات ، ووفقا لتاريخ الريال واستراتيجيته في هذا المجال بأن قرب انقضاء فترة السوق لا يعني ابدا أن الريال استسلم للأمر الواقع و بإمكانه حسم الصفقة في الدقائق التي تسبق الإغلاق في حال كان فعلاً مصراً على انتداب أفضل لاعب في الدوري الإنكليزي الممتاز مهما بلغت تكاليفه ، فإدارة الريال تحتفظ بتقليدها بعدم تأجيل أي صفقة للميركاتو الموالي والأمثلة في هذا الصدد كثيرة لعل أشهرها صفقات زيدان و البرازيلي رونالدو والإنكليزي مايكل أوين والمدرب الإيطالي كارلو انشيلوتي والنجم الإيطالي انطونيو كاسانو والبرازيلي روبينيو وغيرهم ، لذلك فالريال بحاجة للاعبين للموسم 2013-2014 و ليس للموسم الموالي حيث يلمع نجوم آخرون و إذا ما فشلت المفاوضات الصيفية فان بيل لن يلعب ابدآ في الريال حتى لو كان ذلك مجاناً .
وعلى عكس الريال فان غريمه برشلونة يبدو غير مستعجل من قضية دعم صفوفه بمدافع محوري يعيد التوازن لخطه الخلفي المترهل في المواسم الأخيرة رغم انه يحبذ انتداب احدهم سواء النروجي دانييل اغير أو البرازيلي دافيد لويز ، لكن الوقت في صالحه نوعا ما فكل شيء سيتوقف على الأداء الدفاعي الذي سيقدمه أشبال المدرب الأرجنتيني جيراردو مارتينو في أولى مباريات الليغا و في كأس السوبر ضد اتلتيكو مدريد ، وفي حال ظهر المدافع الإسباني بيكيه و الأرجنتيني ماسكيرانو بوجه رائع مع تعافي القائد الإسباني بويول فان إدارة الرئيس ساندرو روسيل ستؤجل البث في دفاعات الفريق حتى شهر يناير المقبل ، أما إذا استمرت أخطاء و هفوات بيكيه و عدم ثبات أداء الأرجنتيني ماسكيرانو في واجباته الدفاعية فإن مهمة انتداب مدافع مهما كان اسمه و سعره ستصبح من الضروريات حتى لا يتكرر سيناريو سباعية بايرن ميونيخ محلياً أو قاريا في موسم يريده عشاق البارسا مع تاتا أن يكون نسخة طبق الأصل لموسم 2008-2009 مع غوارديولا.
صفقات تغيير الأجواء أما بالنسبة إلى صفقات اللاعبين الراغبين في الانتقال و تغيير الأجواء فهي كثيرة ، و أصحابها يريدون استعجالها صيفاً حتى يحصلوا على فرصة أفضل في الإمضاء للأندية التي يريدونها.
ومن بين هؤلاء نجد الفتى الذهبي المهاجم الإنكليزي واين روني الراغب في ترك مانشستر يونايتد و هو في أوج عطائه و سعره في السوق مرتفع ومعطياته في بورصة النجوم حالياً تضعه في موقع قوة في التفاوض وهي معطيات قد تتغير لو بقي في الاولترافورد دون أن يلعب كثيراً ، وإذا ما أخذنا في الاعتبار عقلية روني فإنه يفضل الانضمام إلى أحد الأندية التي تنافس بقوة فريقه الحالي حتى يثأر لنفسه من مانشستر يونايتد الذي فضل عليه الهولندي فان بيرسي ولذلك فان توقيعه لتشيلسي سيكون الخيار الأمثل له و للبلوز الذي يبحث عن مهاجم من الطراز الرفيع لتنفيذ مخططاته المحلية والأوروبية .
ويبقى إتمام صفقة المهاجم الأورغوياني لويس سواريز لاعب ليفربول اقرب إلى المستحيل منه إلى الممكن و بقاؤه في الانفيلد رود حتى يناير وارد خاصة بعدما قدم اعتذاراته لعشاق النادي ، لكن ظهوره و هو يحمل قميص نادٍ آخر غير ليفربول قبل ال31 أغسطس يبقى أيضا احتمالاً قائما بالنظر إلى ما يمكن لإدارة ليفربول أن تجنيه من بيعه قبل انتهاء عقدها مع سواريز والذي بالتأكيد لن يمدد عقده و لو بساعة واحدة ، و بالنظر إلى الهدوء الذي يخيم على بيت أرسنال فانه لا يستبعد أن يكون السفاح مفاجأة ارسين فينغر لعشاق النادي الباحث عن قناص قادر على اقتناص ثلاثين هدفاً في الموسم.
كما يترقب الجمهور عودة الأسد الكاميروني صامويل إيتو إلى ملاعب أوروبا الغربية التي غاب عنها لموسمين قضاهما في انجي الروسي ، و الحقيقة أن إيتو هو النجم الوحيد الذي يملك قراره بيده و بإمكانه أن يمضي لأي ناد يريده بعدما قرر نادي انجي تسريحه مجاناً و ما على ايتو سوى تقليص راتبه السنوي لمستوى معقول ، و حسب التقارير فان ايتو يطمح إلى الانضمام لأحد الأندية المشاركة في دوري أبطال أوروبا و تنافس بقوة على البطولات على شاكلة نابولي أو توتنهام أو لاتسيو وروما بما أن توقيعه مع أندية مثل البارسا أو تشيلسي مستبعدا بعدما بلغ ال32 عاماً .
وهناك صفقات أخرى كثيرة تهم عددا من نجوم الدرجة الثانية أمثال المدافع الفرنسي مامادو صاخو و البرتغالي كوينتراو و الأرجنتيني دي ماريا و الألماني سامي خضيرة الذين لن يتحركوا إلا بتحرك الأسماء الكبيرة حتى تتحرك معهم المياه الراكدة في السوق خاصة أن بعض اللاعبين و في ظل نقص السيولة المالية سيكونون جزءا من الصفقات.