مازال الغموض يكتنف عملية محاولة إغتيال وزير الداخلية المصري اللواء محمد إبراهيم. ورغم إعلان الوزير منذ نحو أسبوعين عن قرب إعلان تفاصيل عملية القبض على المشتبه بهم، إلا أن شيئاً لم يظهر للعلن، ما آثار العديد من علامات الإستفهام حول العملية.
وفي مفاجأة جديدة، وتأكيداً لمسؤوليتها عن العملية، بثت جماعة "أنصار بيت المقدس"، الجهادية مقطع فيديو مصوراً، كشفت فيه عن هوية الإنتحاري منفذ العملية.
وقالت إنه ضابط سابق بالقوات المسلحة، وأظهر الشريط شخصاً بملابس عسكرية.
وقالت مصادر أمنية وعسكرية ل"إيلاف" إن المخابرات الحربية وجهاز الأمن الوطني يفحصان مقطع الفيديو، فيما حذفه موقع يوتيوب، لتعارضه مع مواثيق النشر بالموقع.
ثأراً لقتلى رابعة قالت جماعة "أنصار بيت المقدس"، في مقطع الفيديو الذي كشفت خلاله عن تفاصيل محاولة اغتيال وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، التي وقعت في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، إن ضابطاً سابقًا بالجيش نفذ العملية، ثأراً للقتلى الذين وقعوا في فض اعتصام رابعة العدوية.
ضابط سابق بالجيش وفقاً لمقطع الفيديو، الذي سارع موقع "يوتيوب" إلى حذفه، لخرقه مواثيق النشر، فإن الضابط السابق بالجيش المصري وليد بدر، نفذ العملية، مشيراً إلى أنه تخرج من الكلية الحربية في العام 1991، والتحق بسلاح الشؤون الإدارية، وترقى في صفوف الجيش المصري إلى أن وصل لرتبة رائد.
وظهر في الفيديو شخص يرتدي ملابس عسكرية مصرية، وعرف بنفسه، وقال إنه هاجر إلى أفغانستان ثم العراق، مشيراً إلى أنه تعرض للإعتقال في إيران، ثم سافر إلى سوريا، وأخيراً عاد إلى مصر، لتنفيذ عملية التفجير ضد وزير الداخلية، معلناً مقتله في تلك العملية.
عملية رصد الوزير دعا بدر الأحزاب، ولاسيما المنبثقة عن الإخوان إلى عدم المشاركة في أية مسارات ديمقراطية، وقال: "ليس هذا هو الإسلام الذي دعا إليه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، بل هو إسلام مشوه، وكنا ومازلنا ننصح الإخوان والسلفيين باتباع منهج الصحابة والرسول".
ويعرض مقطع الفيديو لقطات قالت الجماعة إنها صورتها لما وصفته ب "عملية رصد وزير الداخلية، والحراسات المحيطة بمنزله، ورصد منزل الوزير ليلًا"، مشيرة إلى أنه "كانت تتواجد عند بيته 3 سيارات أمن مركزي ومدرعة كهربية".
ويظهر الفيديو لحظة تفجير الإنتحاري نفسه أثناء مرور موكب وزير الداخلية، وأعاد مقطع الفيديو المشهد بالتصوير البطيء، وتظهر سيارة بيضاء تنفجر، ثم موجة ضخمة من اللهب والنيران تخرج منها.
مفصول لأفكاره التكفيرية من جانبه، اعترف مصدر أمني ل"إيلاف" بأن الشخص الذي ظهر في مقطع الفيديو، هو بالفعل ضابط سابق بالجيش المصري، مشيراً إلى أنه تعرض للفصل من الخدمة في العام 2005، بسبب إعتناقه أفكاراً جهادية تكفيرية.
وأضاف أن "الإنتحاري" وليد بدر، كان كثير الغياب أثناء الخدمة بالجيش المصري أيضاً، لافتاً إلى أنه صلته بالجيش انقطعت منذ أكثر من ثماني سنوات، وصار مواطناً عادياً، غير منتسب للجيش.
وأفاد المصدر بأن المخابرات الحربية تعمل على فحص مقطع الفيديو جيداً، وتجري تحرياتها حول "الإنتحاري"، ودائرة معارفه وأصدقائه.
تكتم درءاً للفتنة بين الجيش والشرطة يكشف المصدر الأمني ذاته ل"إيلاف" أن وزارة الداخلية أيضاً تفحص مقطع الفيديو، والمشاهد التي وردت به، مشيراً إلى أن جهاز الأمن الوطني يجري تحريات مكثفة عن هذا الشخص منذ الوصول إلى أنه منفذ العملية.
ولفت إلى أن وزارة الداخلية لم تعلن تفاصيلها، بسبب تورط هذا الشخص فيها، رغبة منها في الحفاظ على سمعة الجيش المصري، وعدم السماح بأن تقع فتنة بين الجيش والشرطة، لاسيما في ظل مواجهة الطرفين للإرهاب.
وأضاف المصدر أن المجموعة التي حاولت إغتيال الوزير تتكون من خمسة أشخاص، أحدهم الإنتحاري الذي فجر نفسه في داخل سيارة كانت تقف في أحد الشوارع أثناء مرور موكب الوزير. ولفت إلى أن الإنتحاري لديه قريب قتل أثناء فض إعتصام رابعة العدوية في 14 أغسطس الماضي.
الجناة خمسة وأضاف أن باقي أفراد المجموعة بينهم أجانب، ومنهم فلسطيني ينتمي إلى حركة حماس، فضلاً عن شيشاني، مشيراً إلى أن أعضاء المجموعة جميعهم على علاقة بخلية مدينة نصر الإرهابية، التي تحاكم حالياً أمام القضاء.
وأشار إلى أن قوات الشرطة استطاعت القبض على ثلاثة عناصر من الخلية الإرهابية التي حاولت إغتيال الوزير، في حين مازال الرابع هارباً.
ونوّه المصدر بأن هذه الخلية ليست تابعة لجماعة أنصار بيت المقدس التي تبنت الهجوم في اليوم التالي، بل إن تلك الجماعة هي من تولت تدريبهم على صنع المتفجرات وكيفية وضعها في السيارة، وأمدتهم بالخبرات الفنية الأخرى.
وقال وزير الداخلية في تصريحات تلفزيونية، إنه تم تحديد الجناة، لافتًا إلى أنه سيتم الكشف عن أسماء منفذي محاولة اغتياله خلال أيام.
وبسؤاله عن هويتهم، سواء كانوا مصريين أم أجانب، أجاب: "ملمسة مع الجانب الآخر"، ورفض الإفصاح بأي تفاصيل أخرى.