لقد أتيح لي المجال لمتابعة ومشاهدة بعض مباريات كأس العالم للناشئين تحت 17 سنة والتي اختتمت يوم الجمعة الماضي في دولة الإمارات العربية المتحدة ونجحت بامتياز من حيث التنظيم والضيافة مع التحفظ على مستوى بعض الفرق المشاركة خاصة مستوى المنتخب الإماراتي المستضيف الذي تمنينا أن يصل إلى النهائي . لقد اهتم الإتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بهذه البطولة حيث تواجد رئيس الإتحاد جوزيف بلاتر وعدد من أعضاء اللجنة التنفيذية للإتحاد وشخصيات قيادية رياضية كروية في طليعتهم الأمير علي بن الحسين نائب رئيس الإتحاد الدولي. وقد تميزت البطولة بالتغطية الإعلامية من كافة وسائل الإعلام المقروء والمسموع والمرئي والإعلام الحديث . لقد اهتمت دولة الإمارات العربية المتحدة بهذا الحدث الكبير ولهذا أخذت البطولة اهتماماً واسعاً على كافة المستويات الرسمية والشعبية إيماناً بأن نجاح بطولات الناشئين هو الطريق السليم والأقوى لتطوير كرة القدم الإماراتية والعالمية وتقديم الإمارات للعالم عن طريق هذا المنبر الإعلامي الأهم في العالم لإظهار مدى التقدم والإزدهار الذي تعيشه دولة الإمارات وقد تحقق هذا الأمر . أعود للموضوع الذي لفت نظري وهو فريق المكسيك للناشئين الذي هزم في أولى مبارياته في البطولة أمام منتخب نيجيريا 1/6 وهي بالتأكيد صدمة غير متوقعة لهذا الفريق حامل اللقب الماضي (2011) وكذلك عام 2005 وأحد الفرق المرشحة لنيل اللقب من جديد . هذه الهزيمة القاسية في بداية البطولة لم تؤدي إلى إحباط الفريق المكسيكي بل كانت حافزاً له على إعادة النظر في أسلوب لعبه ونسيان الهزيمة وتحويلها إلى حافز وإصرار وعزيمة على إبقاء هدف الفوز بالبطولة هو ما يرنو إليه الفريق متجاوزاً الفرق التي لعب معها ليلتقي مرة ثانية مع نيجيريا في المباراة النهائية التي أقيمت أمام جمهور كثيف استقطب المواطنين والجاليات المقيمة في الدولة إلا أنه خسر صفر / 3 ليحصل على لقب الوصيف نظراً للإبداع الذي أظهره فريق نيجيريا المتكامل والذي ذكرنا بماضي الكرة البرازيلية عندما كانت في قمتها . منتخب نيجيريا أبهر الجميع فصفقوا له مراراً وتكراراً لروعة أدائه الجماعي وسلوكه المثالي في الملعب .. المهم البطولة سارت بامتياز في كل شيء خاصة أنها أفرزت عدداً كبيراً من نجوم المستقبل الذين سيشار إليهم بالبنان وسيكونوا في مستوى ميسي ورونالدو وغيرهم من نجوم الحاضر ... لكننا كنا نتمنى أن يكون هناك منتخب عربي في نهائي البطولة . لقد أكد الإعلام المحلي والعربي والعالمي بأن إقامة هذه البطولة ونجاحها يصنف بأنه يصلح بروفة لبطولة نهائيات كأس العالم للكبار فيما لو أرادت الإمارات العربية المتحدة إقامة نهائيات لكأس العالم في المستقبل نتيجة توفير كل المواصفات وشروط الإتحاد الدولي (الفيفا) وبذلك تكون الإمارات ثاني دولة عربية أصبحت لها القدرة على تنظيم نهائيات كأس العالم إلى جانب دولة قطر التي ستنظم كأس العالم 2022 مما يتطلب العمل على رفع مستوى كرة القدم العربية خاصة الدول المستضيفة وهي نقطة ضعف حقيقية يجب أن تتضاءل لتكون في مستوى الفرق الكبيرة التي ستلعب على أراضيها حيث لا يمكن أن يبق الفارق الشاسع بين المستوى الكروي العربي والمستوى الدولي ... مبروك لنيجيريا التي تفوز في البطولة للمرة الرابعة رغم إمكاناتها المادية المتواضعة .. مبروك للإمارات والإتحاد الدولي للنجاح المشرف للبطولة .