شيماء باسيد مجهولةٌ أنا من أنف الشمس خرجت في صدري يخبو الحزن والحب وتجاعيد الوحشة ترتسم على وجهي أرى عصفور الحزن يأتي إلي كل صباحٍ ومساء فيبني في عينيي عشه أفقٌ أوصد في وجهي أملاٌ قتل في قلبي يقضمني غول الماضي والبحر فيني مخيف وطني يتشبث بقشةٍ وأنا كوطني غريق مجهولةٌ أنا من أنف الشمس خرجت دون سناء أو ضياء أنا في زمنٍ لايأتي إلا حين أغيب أنا على دربٍ يضيق بي أنا الأعوامُ تبللني..تكسرني..تبعثرني تصرخ فيني كل لحظة فإلى متى يا حزني تعذبني؟؟ وتمتد فيني كهذا الوطن من شماله للجنوب حزني يجبرني أن أمسك قلمي حين لا أريد فأكتب عن اللامعقول والمجهول: عن عصفورٍ يغرد تحت الماء وعن أسماك تحلم أن تصبح رواد فضاء عن شعلةٍ من نورٍ مغروسةٍ في عرض الصحراء حزني يجبرني أن أكتب : عن وادٍ تهطل منه الأمطار وعن سماءٍ تتدلى منها الأشجار وعن رصيفٍ تمر خطاه فوق ظهور المارة وعن فتاة حسناء لكنها بلهاء لأنها أحبت وحشاً يعيش في أرض جدباء.. حزني يجعلني أنسق باقة من أوردة الدم بين يدي وأشتري علبة من ( الأيسكريم ) كي ألون بها وجهي فلربما أنهض بالبرودة إلى الحياة حزني يمنحني الفرص لأغادر قليلاً عن نفسي الشائكة وأرحل إلى عوالم أخرى.. حزني يتعرق داخلي من جلوسه الطويل ولربما يريد أن يرتاح قليل حزني الآن يبتزني ويكسر داخلي ظلال الأنثى وأنا نسيت أن أحكي لكم قصتي فانا الآن غيري بالأمس والأمس فيني يكسر الغد صورتي مشروخةٌ داخل البرواز وأنا أحاول أن أضع المزيد من الألوان أضع المزيد من الحلوى والألحان والأشعار وأشرب الكثير من أقراص ( الديزبام) أشربها في النهار لأفقد إحساسي بهذا الوطن وهذا الحزن وهذا الألم وأشربها في المساء حتى أفقد إحساسي بالكوابيس والأحلام ورغم أني من أنف الشمس خرجت دون سناءٍ أوضياء إلا أن حزني يزيل عني بعض العناء رغم استفزازه لي كل مساء إلا انه يجعلني أشعر بأني غير كل النساء حزني يجعلني أشعر بأشياء مجنونةٍ لاأفهمها ويمتدُ داخلي كحجم هذا الوطن الذي يشبهني في بحثه عن حرية وعن وردٍ مشتهاة وعن طيورٍ وماء وعن قلب جديد تزهرُ فيه الدماء وأنا حينها سأشذبُ نفسي من كل الأحزان وازدادُ طولاً وأنا أقفُ في البهاء لأخرج من أنف الشمس من جديد لكني هذه المرة مفعمةٌ بالسناء والضياء..