( الحقائق لا توجد بمعزل عن حياة الناس الذين يؤمنون بها ويعتقدون أنها كذلك ، ولكل جماعة حقائقها المقدسة ) من يعتقد انه يمكن مغالطة التاريخ بالكذب والأوهام ، لن يحصد إلا المرارات والخذلان ، للتاريخ استحقاقات يستحيل تجاوزها بالرغبات والإرادات فقط ، بل بالأفعال والإنجازات الحقيقية التي تمكث في واقع حياة الناس وتتأكد بالممارسات المادية المحسوسة الملموسة للفاعلين الاجتماعيين في المجتمع المتعين . وهذا هو الغياب الخطير التي يكتشفه أهل اليمن السعيد بجهله اليوم ويتجرعون مراراته ، كذبوا على التاريخ فمكر به ، فها هو الإمام الزيدي الذي قيل أنهم ثاروا عليه في 62م يعود وهاهي حاشد الثورية تواجه ثاراتها الجمهورية المؤجلة مع خصومها التقليديين بكيل الأمامية ، فأين هي الثورة والجمهورية والدستور والدولة والديمقراطية والأحزاب والأفكار والاتجاهات الأيديولوجية والتلفزيون والصحافة والبرلمان والوحدة اليمنية والمجتمع المدني ، وثورة الشباب وكل ما يتصل بالحداثة والتحديث وبكل الرموز الديكورية الحديثة.
أين هي تلك التي تم التغني بها لأكثر من ستة عقود مما يدور الان في صعده وأرحب وعمران ، لا شيء يبان غير التاريخ ذاته بعد سقوط القشرة الذهبية ، بقي شيء واحد مؤكد هو الإمام الزيدي في مواجهة الشيخ القبلي المتمرد الأحمر في حاشد ، تلك هي عناوين الأخبار الآتي اليوم من اليمن اما الحوار ومؤتمره فقد اختفى من المشهد كما تخفي أمواج البحر بيوت الرمل من على شاطئ البحر !!! ومن يستطيع صيد السلمون في اليمن ؟؟؟
حينما يتم الخلط بين الزمني والأبدي ، بين الدنيوي والسماوي ، بين الديني والسياسي ، بين المقدس والمدنس ، بين التاريخي واللاهوتي ، بين صراع القوى والمصالح المادية وصراع المعتقدات والتأويلات المذهبية والطائفية الدينية ، يدخل الناس في دوامة مهلكة من التناحر والتقاتل العبثي والموت المجاني الخاسر ، وما أسرع وأفدح انتشار العنف المقدس حينما يبدأ في مجتمعات منزوعة الوازع والسلطان والضمائر !!
هذا المنشور نشرته قبل ليلتين في حائطي وفي صفحتي الرسمية ، وهو تعليق على خبر كاذب نشر في (الصفحة الثانية لثورة التغيير اليمنية) ، باسم عصام الشرعبي ، ولكني تفاجأت صباح أمس باختفائه ، من الصفحتين ، ومن صفحتي الرسمية بالحساب الآخر ، ولا اعرف ما قام بذلك؟!
أرجو من الأصدقاء الأعزاء والصديقات العزيزات تعميم هذا المنشور ، حتى يعلم الجميع مدى الصفاقة التي بلغتها قوى الغزو والتكفير والاحتلال التقليدية المهيمنة الثورية المحصنة في صنعاء في التعامل مع الجنوبيين حينما وجدوا وحيثما كانوا وكله باسم الوحدة اليمنية وتهمة الانفصال والردة والخيانة !!! وقد احتفظ احد الأصدقاء الأعزاء في الصين بنص المنشور فأرسله لي مشكور. .
وهاكم المنشور كما كتبته حينذاك بدون إي تغيير أو تعديل , نطالب بمحاكمة من كتب ونشر هذا التهم الخطيرة ضد إخواننا وأبنائنا في الصين الذين اجبروا على الهجرة والاغتراب بعد حرب واجتياح جحافل الشمال الهمجية لوطنهم الجنوبي المحتل , فهل ثمة منكر وجور وفحش أفدح من هذا ؟؟؟؟ !!!!!!
(انظروا إلى إي حد بلغ بهم الانحطاط الثوري اليمني , أنهم لم يكتفوا بغزو وتكفير واستباحة الجنوب ونهب كل مقدراته ونفي وتهجير أبناءه في كل بقاع الشتات من أقصى الأرض إلى أقصاها , بل راحوا يطاردون المهجرين والمنفيين الجنوبيين في منافيهم ومواطن شتاتهم ويضيقون عليهم في عيشهم ومعيشتهم ,وهذا المنشور في صفحة ثورة التغيير اليمنية اليوم باسم عصام الشرعبي خير شاهد ودليل على السفه والفجور بالخصومة ومبلغ الحقد والغل في نفوسهم المريضة , هذا المنشور الذي نشر في موقع الثورة الصفحة الثانية هو إساءة بالغة للمغتربين الجنوبيين في الصين مدينة جوانزو , وهي المدينة التي استطاع فيها أبناء الجنوب ان يجعلوا فيها للعرب اسم ووجود وحضور فاعل ومثير , بعد ان شوه ثلة من طفيلي الشمال سمعتهم بما ارتكبوه من جرائم النصب والسرقة والتزوير ضد عدد واسع من المصانع والشركات التجارية الصينية , وقد سمع العالم اجمع عن تظاهرة صينيي جوانزو قبل سنوات ضد المحتالين اليمنيين !!!! .
اليوم وبعد ان حاول بعض تجار جنوبيين ترميم هذه الصورة وبعد ان حققوا نجاحات منقطعة النظير على مختلف الأصعدة التجارية والثقافية والاجتماعية والدبلوماسية وكان لهم شأن يبعث عن الفخر والاعتزاز , إذ تمكنوا من إحراز الريادة في نشاط الجاليات العربية كلها , وهذا ما أهلهم بجهودهم الذاتية إلى الفوز بأعلى مقاعد تمثيل الجاليات العربية وانتخاب ابن عدن الشاب احمد حسين غرامة لرئاسة الجاليات العربية بحضور مندوب جامعة الدول العربية , ورغم ان ذلك جرى ويجري باسم الجمهورية اليمنية , وهو شخص دبلوماسي مهني مخلص لليمن (وللوحدة اليمنية ) الكارثية !!
رغم كل ما فعله ويفعله من اجلهم , ولا اعتقد ان ثمة من استطاع تحقيق هذه المكانة العربية للدبلوماسية اليمنية في إي بلد أخر غير الصين , رغم كل ذلك لم يرضوا عنه ولم يرضيهم عمله ما دامه جنوبي , وكل جنوبي متهم حتى تثبت إدانته , في عدن أو حضرموت أو في صنعاء أو في الصين ؟؟؟ فأين المفر يا رجال بعد الصين ؟؟؟.
وإذا كانت التهم الواردة في هذا المنشور تشرف كل جنوبي وجنوبية أين ما كان من جهات العالم الأربع , إلا ان الأمر الخطير أنها تهم كاذبة وتدليس لأغراض أخرى وقد حدثني المهندس صالح أخي الذي ورد اسمه هنا بان هذا شرف لا ندعيه وإنما ثمة مؤامرة تحاك ضد رئيس الجالية العربية ومعاونيه منذ مدة بهدف الإطاحة به والسيطرة على رئاسة الجاليات بعد ان فشلت كل محاولاتهم عبر الانتخابات والوسائل الأخرى , أرادوا تجريب هذه الطريقة الدنيئة في التشهير والاتهامات الباطلة التي لم ينزل الله بها من سلطان !