كشف مركز الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية في اليمن أن وزير الداخلية اللواء عبده حسين الترب أصدر توجيهات إلى قوات الأمن الخاصة ورؤساء المصالح والأجهزة الأمنية ومدراء مراكز الشرطة في العاصمة صنعاء وعموم محافظات الجمهورية اليمنية، بحظر تخزين ‘مضغ' القات من قبل منتسبي المؤسسات الأمنية أثناء العمل الشرطوي وفي مواقع الخدمة الأمنية. وطالب الترب القيادات الشرطية والأمنية بضرورة تنفيذ هذه التوجيهات ومراقبة تنفيذها والرقابة الدائمة والمستمرة للتأكد من التزام قوات الشرطة ومنتسبي وزارة الداخلية بهذه التوجيهات. وقالت توجيهات وزير الداخلية ان ‘قيادة وزارة الداخلية ستضع الآليات المناسبة لتقييم التنفيذ من قبل القيادات الأمنية والشرطية وستتخذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين والمقصّرين'. وشددت على ‘ضرورة مراعاة قواعد ارتداء الزي العسكري ليتحلى رجل الشرطة بالمظهر اللائق والمقبول، لما لذلك من أهمية في تقديم الصورة المشرفة لرجل الشرطة باعتباره واجهة الدولة والنظام والقانون'. وأوضح مركز الإعلام الأمني ان توجيهات وزير الداخلية حيال منع تناول القات ‘يأتي في إطار سلسلة من الإجراءات الجديدة الساعية الى استعادة الروح الانضباطية داخل المؤسسة الأمنية والشرطية ورفع الحالة المعنوية لمنتسبيها وبما يسهم في تحسين مستوى الأداء الأمني والشرطي وزيادة فاعليته في الحفاظ على أمن المجتمع واستقراره'. وعلمت ‘القدس العربي' من مصدر أمني أن هذه التوجيهات تعتبر الخطوة الثانية في برنامج وزير الداخلية المعيّن قبل نحو أسبوعين باتجاه تطوير المؤسسات الأمنية ومرافق وزارة الداخلية والتي كان قد سبقها قبل اربعة أيام صدور قرار منه بإيقاف العديد من المسؤولين في جهاز المعمل الجنائي بسبب تقصيرهم في أداء عملهم الأمني. وأشار إلى أن قرار حظر تناول القات في مراكز الشرطة وفي مواقع العمل الأمني قد يكون الأصعب والأكثر تعقيدا على التنفيذ نظرا لما يشكله تناول القات في اليمن من شيوع كبير في أوساط المجتمع وفي مختلف مواقع العمل، وتحديدا في فترة بعد الظهيرة التي يتجه فيها أغلب اليمنيين نحو أسواق القات لشرائه وقضاء ساعات طويلة في مضغه ومن بينهم رجال الشرطة ومنتسبو الأجهزة الأمنية المختلفة بصورة تعكس مناظر سلبية لهؤلاء الذين يفترض فيهم القدوة في الابتعاد عن تناوله على الأقل في مواقع العمل. وكان الرئيس السابق علي عبدالله صالح أصدر أكثر من مرة قرارات بمنع تناول القات أثناء العمل وفي مقار المؤسسات الحكومية وحظر دخول رجال الشرطة والأمن ورجال الجيش أسواق القات بالزي العسكري. واعلن صالح حينذاك توقفه عن تناول القات ، غير أن تلك القرارات سرعان ما انهارت أمام صعوبة تنفيذها على أرض الواقع، كما أنه سرعان ما عاد لتناوله أسوة بغيره من اليمنيين الذين يرى أغلبهم صعوبة العيش بدون ‘مضغ القات'، والذي أصبح جزءا من حياتهم اليومية ومن ثقافتهم المجتمعية. وفي الوقت الذي أشاد فيه العديد من المراقبين بقرار وزير الداخلية الجديد الذي اعتبروه ينمّ عن توجه جاد لتطوير الأداء الأمني، فإنهم لا يرون في قرار حظر تناول القات لدى رجال الأمن أولوية في الوقت الراهن لما يعاني فيه الأمن من فلتان كبير يحتاج إلى ضبط والى رفع مستوى الجاهزية وتكثيف الجهود لتحسين الأداء الأمني في مختلف المحافظاتاليمنية. وقالوا ‘هذه الخطوة جيدة وغير مسبوقة من وزارة الداخلية وتحسّن بالفعل صورة رجل الأمن أثناء تأديته لعمله ولواجبه الأمني وتعتبر خطوة إيجابية قد تقلل نسبة الفساد المالي في أوساط المؤسسات الأمنية لما يضطر فيه رجال الأمن الى قبول الرشاوى من أجل الحصول على قيمة القات الباهظ الثمن بشكل يومي'. وتمنّوا أن تتحسن صورة المستوى الأمني في اليمن مع تحسّن صورة رجال الأمن التي يسعى وزير الداخلية الى تحسينها بقراره الساعي الى حظر تناول القات في اوساط المؤسسات الأمنية، والذي قد يكون الخطوة الأولى باتجاه تلمّس مكامن الخلل في المؤسسات الأمنية وفي أوساط منتسبيها المدمنين على تناول القات كجزء من المجتمع اليمني.