كثيرا ما نسمع ونقرأ ونكتب عن عقوق الأبناء ولكنَ نسينا ظلم الآباء والأمهات تجاه اولادهم ، ففي بعض الأحيان يكون عقوق الأبناء لوالديهم ناتج عن ظلم والديهم لهم فأحد أسباب ضياع الأبناء هي معاملة والديهم القاسية لهم . اوصى الله ببر الوالدين بقوله تعالى ( واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا) وكثير من الآيات القرآنية تتحدث عن بر الأبناء بوالديهم ، كما انه بالمقابل أوصى الرسول عليه الصلاة والسلام بالاهتمام بالأبناء (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ) التفرفة في المعاملة بين الأولاد هي من ظلم الآباء للأبناء وهي تولد حقدا وكرها من الولد للأم والأب والإخوة ايضا ولنا في يعقوب عليه السلام مثال حين أحب ولده يوسف أكثر من إخوته وهو ما دفع بهم إلى محاولة قتله والتخلص منه .. لا ننكر أن القلوب ليس لها سلطان، إن كنا لا نستطيع مصادرة قلوبنا والتحكم بها فلا مانع أن نعوض ذلك ونظهر الحب المتساوي بينهم في أعمال أخرى مثل العطية والإبتسامة والقبلات وغيرها بقدر الإمكان .. كما أن التعامل بظلم وقسوة وشدة من اسوء الأمور التي تسبب نفور وبعد وتشتت الأبناء . قد كثر جحود الآباء تجاه ابنائهم في هذا الزمان حتى كاد الولد يلجئ إلى تعاطي المخدرات والإنظمام إلى التنظيمات الإرهابية والسرقة والنهب وعدم إحترام الغير ، وانحراف البنت وإنجرارها خلف طريق الرذيلة واللجوء إلى الغير بنية تعويض مالم تجده في حضن عائلتها متناسية بان ما تنتظرها هي وحوش بشرية وثعالب مكارة تنتظر اللحظة المناسبة لجعلها فريسة لالتهامها دون رحمة . نصيحة لكل أب وأم احسنوا تعاملكم مع أبنائكم فانكم ستسألون امام الله عليهم ، لم اقل هنا احسنوا تربيتكم فالتربية الحسنة ناتجة عن التعامل الطيب فالظلم ظلمات يوم القيامة وما اقسى الظلم فاكثر ما يوجع القلب ويقهره هو ظلم الآباء لأبنائهم . فقد ينسى الأبناء قسوة والدهم لكنهم لا ينسون ظلمة نعم قد يعود الأبناء لبر والدهم القاسي ، لكنهم لا يعودون لبر والدهم الظالم . ايها الآباء احذروا ظلم الأبناء، إن كان الشرع حثنا على بر الآباء، فينبغي ألا ننسى أيضا حقوق الأبناء فهم أمانة في أعناقكم ستسألون عنها يوم القيامة يوم تقفوا بين يدي العزيز الجبار.