ليس بالأمر اليسير أن تمتشق قلمك وتشرع بالكتابة كي تعبر عن بالغ حزنك العميق وأسفك الشديد محاولة منك لملمة خواطرك ومشاعرك الكليمة العاجرة عن التعبير بعد سماعها نباء وفاة ورحيل الشخصية الوطنية السياسية والعسكرية دكتور عبدالله أحمد النسري الحالمي ذلك الرجل النبيل الذي مثّل خلال حياته المملؤة بالعلم والمعرفة والعمل والاخلاص والنزاهة ، مثّل قيمة إخلاقية وقامة عسكرية وسياسية فذة وصنع خلال مشوار عمره الحافل تاريخاً وارث نضالياً طويل بطول وعرض نظرته الواسعة وفكره العميق الذي لم يتوقف عند حد ومستوى معين بل ظل يتطلع بعقليته النيرة وفكرة الناضج ورؤيته الثاقبة وهو ينظر إلى الأفاق بعين الجد وبنظرة الرجل العصامي والمثابر وهكذا حقق خلال كل المراحل التي عاشها وتعايش معاها عدداً كبيراً من الإنجازات على المستوى الشخصي والوطني ووصل الى أعلى المستويات والألقاب العلمية في مجال تخصصه وعمله وألف عدداً من الكتب في ذات المجال وكان تركيزه على بناء قوات مسلحة وطنية مؤهلة إخلاقياً وعلمياً وثقافياً وسلوكياً هذا الهم الوطني حمله على عاتقه كون الفقيد إبن هذه المؤسسة وأحد مؤسسي المؤسسة العسكرية والأمنية بكل حب للوطن أعطئ لوطنه جلُ مايملك دون منَ او اذى وظل يعطي ويمنح للوطن جهده وفكره حتى وهو خارج الوطن مايقارب ثلاثون عاماً بكل صبر عاش الفقيد بعيداً عن الوطن ولكن لم ولن بتخلى يوماً واحداً عن عشقه وحبه لوطنه وظل يروي شجرة الوطنية بداخله من دمه الوطني النقي الذي لم تؤثر به وتنضبه سنوات البعد والحرمان. عندما تتحدث عن شخص بهذا الحجم بمعنى إنه يتحتم عليك ان تكتب وتتحدث عن وجه وعنوان ورمزية للوطن والوطنية وكيف لك أن تستطيع أن توجز وتخلص في مجموعة أسطر تاريخ طويل وعريض بطول وعرض كل المواقف والواقفات والمشاركات والحضور المميز لرجل الدولة والسياسة والبناء الحقيقة ان الثروة الوطنية الحقيقية هي مايمتلكها الوطن من هولا الرجال النادرين الذين برحيلهم خسرنا وخسر الوطن اغلى مايمتلك من الثروة والغناء نسأل من الله تعالى أن يتغمد فقيد الوطن بواسع رحمته وعظيم غفرانه وإن يتقبله قبول حسن ويسكنه فسيح جناته وإن يلهم إهله وذويه ومحبيه وجميع أصدقائه الصبر والسلوان. وإننا بهذه المناسبة الأليمة نعزي انفسنا ووطننا ونرفع اصدق التعازي والمؤاساة القلبية للصديق العزيز اللواء عبيد أحمد بن أحمد ومن خلاله إلى جميع أبناء الفقيد وابناء إخوان الفقيد ولكل افراد قبيلة النسري بالداخل والخارج كماهي التعازي لكل الوطن بشكل عام ولكل من ينتمون للمؤسسة العسكرية بشكل خاص برحيل أحد مؤسسي واعمدة هذه المؤسسة العريقة.