في تظاهرة مليونيه هي الاضخم في تاريخ الثورة الجنوبية التحررية التي اندلعت في منتصف العام 2007 احتشد مئات الآلاف من الجنوبيين عصر اليوم السبت لإحياء مهرجان جماهيري حاشد في ساحة " الحرية " بمدينة عدن عاصمة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية سابقا احتفالا بالذكرى الخمسين لثورة 14 اكتوبر المجيدة التي تفجرت من جبال ردفان في العام 1963 م ضد المستعمر الانجليزي الغاصب للجنوب . وتوافد مئات الآلآف الجنوبيين من مدن وبلدات جنوبية عديدة للمشاركة في فعالية اطلق عليها المنظمون اسم مليونيه " الاستقلال او الموت " والاحتشاد في قلب عدن وسط ساحة رسمية بمدينة خور مكسر كانت تعرف سابقا لدى الجنوبيين باسم ساحة " العروض " وهم يرددون الهتافات الثورية يا " جنوبي علي الصوت استقلال ولا الموت " و " لا وحدة لا فدرالية برع برع يا استعمار "و " بلادي بلادي بلاد الجنوب .. وجمهورية عاصمتها عدن " .
ورفع المتظاهرون في الفعالية اعلام دولة اليمن الجنوبي السابقة وصور شهداء " الثورة الجنوبية " وصور الرئيس الجنوبي علي سالم البيض ولافتات قماشية باللغتين العربية والانجليزية كتب فيها نناشد العالم الحر بالوقوف الى جانب شعب الجنوب المحتل واخرى تأكد تمسك الجنوبيين بحقهم في الاستقلال وغيرها تقول ان شعب الجنوب ارادة شامخة صلبه ستتحطم عليها كل المؤامرات والمشاريع المنتقصة من حق شعب الجنوب مرددين هتافات ثورية تدعو لانفصال الجنوب عن الشمال .
وجدد المشاركون في الفعالية التي دعت لها قوى الثورة الجنوبية لتحرير واستقلال الجنوب استجابة لدعوة وجهها الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض المنفى خارج البلاد على ثبات مواقفهم الرافضة لمخرجات حوار صنعاء لحل قضية الجنوب السياسي عبر الفدرالية وغيرها من المشاريع التي تنتقص من حق شعب الجنوب في تقرير مصيره واستعادة دولته كاملة السيادة مؤكدين تمسكهم بالهدف الاسمى الذي ضحوا من اجله الالاف الشهداء والجرحى وهو التحرير ونيل الاستقلال الناجز والتام .
وشوهد شبان جنوبيين يرفعون صور للدبلوماسي الالماني الذي اغتيل في صنعاء ولافتات باللغة الالمانية كتب فيها "عندما يتحالف نظام صنعاء مع الإرهاب هكذا تكون النتيجة ! " ويافطة اخرى يحاكي فيها شعب الجنوب الشعب الالماني معلقا ! "عفواً المانيا لا نملك لكم إلا العزاء الحراك السلمي الجنوبي" واخرى تقول " تصدير الإرهاب إلى جنوبنا مرفوض " .
وفي كلمة متلفزة عبر قناة عدن لايف التي تبث من بيروت قال الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض ان أعظم منجز تاريخي حققته الثورة الخالدة هو الحفاظ على جنوب موحد من المهرة إلى باب المندب وأن رموز الاحتلال والمستفيدين من منظومته جميعاً كانوا شركاء في ما حل بالجنوب وشعبه من قتل وتنكيل ونهب .
وأضاف الرئيس البيض قائلاَ الغباء والبلادة السياسية جعلت من البعض دمى بأصابع مشائخ الإرهاب ومتنفذي النظام العسكري لقهر شعب الجنوب والوقوف أمام تطلعاته مستدركا بقوله ان قضية شعب الجنوب دخلت مرحلة دقيقة وحاسمة تتعلق بوجود الثورة الجنوبية وكيان وهوية شعب الجنوب .
وقال البيض لا نعتقد أن الدول الراعية للمبادرة الخليجية ترضى لشعوبها أن تواجه نفس المصير الذي يخططون لفرضه بالقوة على شعب الجنوب ويحذونا الأمل في المجتمع الدولي إلى وقفة مراجعة جادة ومسئولة وإدراك استحالة فرض حلول جاهزة تتنافى مع تطلعات شعبنا في الحرية واستعادة الدولة .
وأكد البيض ان محاولات إرباك خط سير الثورة التحررية وتزييف الوعي الجنوبي والمراهنة على " حوار صنعاء" سيكون مصيرها الفشل الذريع وشعب الجنوب متسمك بالمطالب التي تم رفعها بخطابنا للسيد أمين عام مجلس التعاون الخليجي وخطابنا للسيد الأمين العام للأمم المتحدة عبر مستشاره السيد جمال بن عمر .
وتابع الرئيس البيض قائلاَ نجدد العهد بأن نظل معكم في السرّاء والضرّاء ولن نحيد عن أهداف ثورتكم السلمية حتى طرد المحتل سنظل أمناء للمسؤولية الوطنية والأخلاقية تجاه قضية شعبنا وتضحيات شهدائنا ومعاناة جرحانا ومعتقلينا وفي مقدمتهم المناضل احمد عمر العبادي وان نضال شعب الجنوبي السلمي سيستمر ولن ينفذ صبر شعب الجنوب العظيم مهما كانت التحديات .
وأضاف البيض العالم تابع صور مروعة لصناعة الاحتلال للإرهاب في محافظة ابين وشبوه وما عاناه أهلها من تشرد وما حل بمدنها وقراها من تدمير ممنهج الجنوب يتعرض لجرائم بشعة وإغتيالات لكوادره العسكرية والأمنية وقتل الأبرياء في نقاط التفتيش العسكرية وفرق القتل التابعة للاحتلال اليمني تستهلم تجاربهم السابقة بعد عام 1990 في قتل الكوادر الجنوبية في صنعاء .
وأكد بيان صادر عن قوى الثورة الجنوبية لتحرير واستقلال الجنوب تمسك شعب الجنوب بهدف التحرير والاستقلال ونهج النضال السلمي الذي أقره شعب الجنوب في حراكه السلمي منذ انطلاقته المباركة في العام 2007م ، مع التأكيد على حق شعبنا في الاحتفاظ بحقه في الدفاع عن نفسه باعتباره حق مشروع تؤكده وتقره كل المواثيق والأديان السماوية والوضعية .
وجددت قوى الثورة الجنوبية لتحرير واستقلال الجنوب في بيان صادر لها رفضها المطلق للحوار اليمني ولكل ما ينجم عنة من مخرجات محذرة المجتمع الدولي من محاولة فرض أي حلول جزئية منتقصة لا تلبي أمال وتطلعات شعب الجنوب في التحرير والاستقلال .
وطالبت قوى الثورة الجنوبية في بيانها المجتمع الدولي والإقليمي باحترام الإرادة الشعبية للشعوب والتي نصت علية مواثيق الأممالمتحدة والإعلان العالمي الخاص لحقوق الشعوب الأصلية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي تضمنه العهد الدولي الخاص بالحقوق السياسية والمدنية وبحق الشعوب في تقرير مصيرها .
ودعت قوى الثورة الجنوبية في بيانها المجتمع الدولي إلى دعم مؤتمر جنوبي يتم من خلاله تشكيل جبهة وطنية عريضة تضم جميع القوى الجنوبية ا لمؤمنة بحق شعب الجنوب في استعادة دولته وهويته الوطنية الجنوبية, والتوافق على اختيار قيادة موحدة تستطيع حمل القضية إلى الرأي العام داخليا وخارجيا وتمثل شعب الجنوب خير تمثيل أمام الرأي العام المحلي والدولي .
وأكدت قوى الثورة الجنوبية في بيانها الصادر للمجتمع الدولي بان دولة الجنوب ستكون داعمة للأمن والاستقرار ,وترفض العنف والإرهاب والتطرف بكل أشكاله وصوره وسنسعى لتحقيق المصالح المشتركة للمجتمع الدولي والإقليمي .
ودعت قوى الثورة الجنوبية كل المنظمات الدولية المعنية بحماية حقوق الإنسان بالقيام بواجبها الإنساني بحماية شعب الجنوب وممتلكاته وثرواته من النهب والسلب والتدمير المنظم من قبل سلطات الاحتلال اليمني مطالبة بإنزال لجنة دولية لتقصي الحقائق ومحاكمة مرتكبيها وتقديمهم للعدالة الدولية .
وأشار البيان ان شعب الجنوب متمسك بثوابت الأمة الإسلامية والعربية وهو جزء لا يتجزأ منها, داعيا الدول العربية والإسلامية الى الضغط على نظام الاحتلال اليمني برفع عصاه عن الجنوب وسحب كامل قواته العسكرية والأمنية من أراضي الجنوب والمساهمة بعودة المؤسسات الجنوبية التي دمرت من قبل القوى المتنفذة في صنعاء على نحو ممنهج ومنظم ومدروس حتى يعود الجنوب إلى حضن أمته العربية والإسلامية وداعم لتوجهاته ونهضته العربية والإسلامية ولأمن واستقرار المنطقة والعالم .
ودعا البيان شعب الجنوب بكافة شرائحه وفئاته بالالتزام بالقرار الثوري التصعيدي باعتماد كل يوم اثنين من كل أسبوع يوم عصيان مدني شامل تضامنا مع معتقلي الثورة الجنوبية حتى يتم الإفراج عنهم جميعا وفي مقدمتهم المعتقل احمد عمر المرقشي مهيبا بكل أبناء الجنوب الأحرار إلى التفاعل والالتزام في تنفيذ ها القرار .
