دعا سياسيون ومثقفون جنوبيون الرئيس هادي إلى عدم "الاستجابة والإذعان لرغبات مراكز القوى في الشمال والتي تتصارع فيما بينها على السلطة والثورة والنفوذ غير عابهة بتطلعات اليمنيين في الدولة المدنية الاتحادية ودولة المواطنة" حد وصفهم . وقالوا في أراء تنشرها ارم "إن هذه القوى العصبوية والمناطقية التي أوصلت اليمن إلى ما هو عليه تحاول مرة أخرى توظيف أوراقها السياسية ومحاولة استمالة الرئيس هادي لتنفيذ أجندتها لتمزيق البلاد وشن حروب طائفية وعصبوية من اجل السلطة." مؤكدين ان من أوصل هادي إلى الإقامة الجبرية هي القوى "التقليدية الطائفية" التي أرادت الاستفراد بالسلطة وامتلاك الشعب وإقصاء القوى الأخرى واللعب بالورقة الاقتصادية لتحقيق رغباتها في امتصاص خيرات البلاد ورمي الشعب في الفقر والبطالة والجهل. محذرين الرئيس هادي من " الوقوع مرة أخرى في فخها حيث تحاول ألان توظيف تواجد الرئيس هادي في عدن لمصلحتها لضرب خصومها في صنعاء والذهاب بالبلاد نحو التمزق والتشظي والانتقاص من نضالات الحراك الجنوبي ومحاولة استفزاز مشاعر أبناء الجنوب .. داعين الرئيس هادي إلى أن يختط طريقا تمكنه من العمل من اجل كل اليمنيين جنوبا وشمالا وتوظيف القضية الجنوبية كورقة سياسية مهمة لإعادة ترتيب البيت اليمني من جديد بعيدا عن مطامع مركز النفوذ الشمالية." وأشاروا إلى إن هادي اليوم" أمام مسؤولية تاريخية عظيمة لإخراج اليمن من أزمته ومحنته والانتقال به صوب بناء الدولة التي يتطلع اليها كل اليمنيين شمالا وجنوبا وعليه ان يتقرب من الحراك الجنوبي والمكونات الأخرى في الجنوب والاستماع إليها وإصدار قرارات لإعادة المبعدين والمقصيين من أعمالهم وتعويض المتضررين ." لافتين الى ان "استسلام هادي للعبة مراكز القوى في الشمال التي تحاول الان نقل معركته الى عدن للانتقام من بعضها البعض سوف يضيع اخر فرصة لديه لاستعادة الدولة اليمنية وتحقيق تطلعات اليمنيين ." ويقول الصحفي حسين حنشي :"تأمل قوى يمنية في استخدم هادي المؤيد بدعم إقليمي ودولي لا محدود في معركتها القادمة "للثار" واستعادة الهيمنة التي فقدتها في معاركها مع الحوثيين ". ويكمل يأتي حزب الإصلاح كأبرز تلك القوى فالحزب البراجماتي تناسى لهادي السماح للحوثيين بإضعافه وتشريد ابرز قياداته ويريد ان ينطلق في معركة "ممولة اقليميا" تنطلق من الجنوب وبقياد هادي لاسترداد صنعاء بل لإيصال الحوثيين الى مران مرة أخرى. يشكل الأمر خطورة على "القضية الجنوبية" كقضية سياسية بامتياز حيث ستطمل "وتصبغ" بصبغة مذهبية لتشكل مع "اليمن الشافعي" قضية واحدة وجهة حرب واحدة ضد "الزيود" وهنا خطر على المستوى الطويل حتى ,هادي لن يتخلى عن "الإصلاح" فهو يرى فيه حليف مميز مملوؤ بالحقد على الحوثيين ويملك "كيان تنظيمي" حقيقي قادر على احراج الحوثيين في عمق المدن اليمنية بمسيرات وفعاليات عرف با الحزب الأخواني شديد الطاعة والمركزية لقيادته. نتمنى من قيادات الجنوب إيجاد صيغة تفاهم مع هادي تضمن إن لا يكون الجنوب الطرف الخاسر وأفضل ان "يلعب الحراك " ضمن حلف هادي على ان يكون متفرجا وتنتهي المعركة التي ستدور على أرضه دون مكاسب . من وجهة يرى الكاتب والمحلل السياسي صلاح السقلدي إن انتقال هادي إلى مدينة عدن لا شك انه حقٌ مشروع له, ولا يمكن لأي جهة مصادرته. لكن كنا نتمنى على هادي أن يأتي إلى حاضرة الجنوب عدن التي اتخذ منها ملاذا آمنا له بعد ان ضاقت به صنعاء بما رحبت . يضيف السقلدي في حديثة ل إرم برس كنا نتمنى عليه أن يجعل القضية الجنوبية نصب عينيه بدلا من إهمالها وتمييعها عمدا ببيانه الأخير. وان لا يجعل عدن والجنوب عامة ساحة بديلة لصراعات الكراسي في صنعاء. فالخشية اليوم ان يستدرج هادي إلى فخ جعل الجنوب يقوم بالحرب بالوكالة عن القوى التي تناصب الحوثيين العداء على السلطة في صنعاء. وبالفعل فقد شرع إعلام حزب الإصلاح بهذا التوجه الخطير وشرع إلى تسوق لمشروع الأقاليم والحديث عن نقل العاصمة إلى عدن الذي يستهدف الجنوب قبل أي جهة أخرى. هذه المخاوف الجنوبية بحسب السقلدي يضاعفها خطاب طائفي مروع من قبل حزب الإصلاح الذي يسعى وبأيادي جنوبية للأسف إلى تحويل القضية الجنوبية التي هي بالأساس قضية سياسية ووطنية إلى قضية مذهبية مقيتة والى تحويل ارض الجنوب إلى ساحة جذب مزيدا من الجماعات الإرهابية .فالجنوب كما نعلم لا توجد له مع كل الشمال أي مشكلة طائفية أبدا. وعلى ما تقدم أتمنى على كل الجنوبيين أينما كانوا ان يدركوا حجم المؤامرات والتحديات.