(عاصفة الحزم / إعادة الأمل / السهم الذهبي / السيل الجارف ) تعدد ت المسميات والهدف واحد هو ضرب المشروع الإيراني في اليمن المتمثل بقوات صالح ومليشيات الحوثي المتعفشة0 لم تكن دول التحالف العربي تتوقع بان مهمتها في اليمن ستأخذ ثمانية أشهر من الزمن وأربع مراحل من العمل العسكري وربما ستكون هناك مرحلة خامسة فيبدو بان عملية السيل الجارف لن تكن بالأمر الهيِّن، والانتصارات التي حققتها قوات التحالف في عملية السهم الذهبي في الجنوب يصعب تحقيقها في عملية السيل الجارف في الشمال بسبب تعقيدات الأوضاع في الشمال والتركيبة الاجتماعية القبلية المتناقضة في بعض المناطق والمتناحرة في المناطق الأخرى. ان تأخر الحسم العسكري في تعز ومارب والبيضاء يعود لأسباب عدة أهمها غياب أدوات المملكة العربية السعودية في الشمال فمن المعروف ان أدوات المملكة التقليدية هم الحوثيون (الملكيين) وهم الد اعداءها الان وكذلك عفاش المتحالف مع مليشيات الحوثي بعد ان خرج من عباءة المملكة، والجنرال علي محسن ومعه التجمع اليمني للإصلاح وكبار مشايخ حاشد الذين ساءت علاقتهم بالمملكة بسبب الموقف من إخوان مصر، وعلى الرغم من نجاح السعودية في إعادة الثلاثي (محسن / الإصلاح / كبار مشايخ حاشد) الى بيت الطاعة الا ان عوامل الثقة بينهما لم تعد كما كانت عليه ويحاول كل طرفاً منهما الاستفادة من الآخر واستغلاله لتمرير مشاريعه. ان المتابع لسير العمليات العسكرية على الأرض وما يجري في أروقة السياسية ومواقف اللاعبين الكبار وعلى وجه الخصوص الولاياتالمتحدةالأمريكية وروسيا سيعرف بان مفاتيح القرار في الشرق الاوسط باتت بيد واشنطن وموسكو التي تدل المؤشرات بان البلدان اتفقا على ان يترك ملف سوريا لروسيا وحليفتها إيران وملف اليمن للولايات المتحدة وحليفتها المملكة العربية السعودية بمعنى دمشق مقابل صنعاء0 وبعيداً عن سوريا فان السيناريوهات المحتملة ليمن ما بعد الحرب والحاضرة في كواليس دول التحالف العربي وعلى وجه الخصوص السعودية ستكون على النحو التالي : السيناريو الأول وهو الذي قد يؤدي فيه استمرار العمل العسكر وإطالة أمد الحرب الى إضعاف موقف دولة التحالف العربي وعلى وجه الخصوص السعودية ويقوي موقف الأممالمتحدة وبعض الدول بان الخيار العسكري اثبت فشله وبالتالي العودة الى الخيار السياسي وستمارس الأممالمتحدة وبعض الدولة الدائمة العضوية في مجلس الأمن الرافضة للخيار العسكري الضغط على المملكة العربية السعودية وحلفاءها وعلى وجه الخصوص الولاياتالمتحدةالامريكية وروسيا بوقف الضربات الجوية وغيرها من الأعمال العسكرية وإصدار قرار أممي جديد يسحب البساط من المملكة العربية السعودية ويسقط القرار رقم 2216 ويعتبر ما يحدث في اليمن شان داخلي ويدعو الى اتاحة الفرصة لليمنين لحل مشاكلهم بأنفسهم عن طريق الحوار وبإشراف مباشر من الأممالمتحدة ستكون من نتائجه إيقاف الحرب والعودة بالعملية السياسية من حيث انتهت وإرسال قوات دولية لحفظ السلام واختيار مجلس رئاسة يرأسه هادي وحكومة وحدة وطنية خلال مرحلة انتقالية محددة مهمتها الانتقال من حالة الحرب الى حالة السلم ، وستفشل هذه الحكومة كسابقاتها، وستضل البلاد تعيش حالة اللا حرب واللا سلم يتزامن ذلك مع مخطط تقوده استخبارات عالمية يتمثل بالقيام بانقلاب عسكري مكتمل الاركان يحظى بتأييد دولي واقليمي وبمساندة قوات حفظ السلام ينهي حالة اللا حرب وللا سلم وسيمهد قادة الانقلاب لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية خلال سنتين. السيناريو الثاني ويتمثل هذا السيناريو في مواصلة الخيار العسكري من قبل دول التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية من خلال استمرار الضربات الجوية والعمليات العسكرية على الارض ودعم جبهات القتال في تعز ومارب والبيضاء والجوف وحسم معركة صنعاء والقضاء التام على قوات عفاش ومليشيات الحوثي المتعفشة قبل حسم معركة تعز والبيضاء وبذلك تكون المملكة قد قطعت يد ايران في اليمن ولكي تطمئن بان المشروع الإيراني في اليمن انتهى والى غير رجعة فانه سيكون أمام المملكة خيار الاقليمين هو الخيار الأنسب اقليم جنوبي أمن ومستقر ويتم تأهيله سياسياً واقتصادياً وتنموياً بما يمكنه من استعادة دولته ولكنها ليست الدولة التي يطمح اليها الجنوبيون بل ستكون شبيه بالدولة التي كانت قائمة في الشمال قبل الوحدة، واقليم شمالي غير مستقر تكون فيه الزيدية السياسية أقلية غير حاكمة وسيكون حزب الرشاد ومعه التيارات السلفية الاخرى هم اللاعب الأبرز في الشمال وسيحظى بدعم سعودي كبير يمكنه من التحكم بمفاتيح القرار وإدارة اللعبة السياسية بما يرضي المملكة ويلبي رغباتها.
السيناريو الثالث وهذا قد يعني فيما يعنيه احتمالية فشل المملكة وحلفائها عسكرياً وبالتالي يتم العودة الى طاولة الحوار هذا الحوار يفضي الى تسوية سياسية تمكن صالح والحوثي من الحفاظ على جزء من عناصر القوة ولعب دور سياسي في مرحلة ما بعد الحرب وفي هذه الحالة فان خيار الستة الاقليم هو الخيار الاقل ضرراً على المملكة بحيث تسعى من خلاله الى تحجيم جماعة الحوثي وعفاش وحصرهم في جغرافية مذهبية (إقليم أزال) مستندة في ذلك الى القرار الأممي (2016) الذي اكد على مرجعية المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار وهذا الخيار حتى وان قبله الحوثيون وعفاش على مضض فانهم سوف يخططون للانقضاض عليه وسيعاودون الكرة للاستيلاء على السلطة مرة اخرى بعد ان يكونوا قد استفادوا من تجربتهم السابقة وغيروا تكتيكهم وفتحوا صفحة جديدة من العلاقات مع المملكة ونجحوا في اعادتها الى سابق عهدها بحيث تجعلهم يخوضون جولة جديدة من الصراع على السلطة، ولكنها هذه المرة ستكون بدعم سعودي وليس ايراني وذلك من خلال عقد صفقة سرية تؤدي الى سيطرة الحوثيين على مقاليد الحكم مقابل موافقتهم المسبقة على قيام دولة حضرموت وحصول المملكة على ممر بحري في بحر العرب يمكنها من تصدير النفط بعيداً عن الهيمنة الإيرانية المتحكمة بمضيق هرمز وبتكلفة أقل من ما هي عليه اليوم، وسيتم ذلك وبشكل متزامن مع عودة الزيدية السياسية الى الحكم. السيناريو الرابع أما بالنسبة للسيناريو الرابع فهو حسم معركة تعز والبيضاء وبقاء صنعاء بيد قوات عفاش ومليشيات الحوثي المتعفشة والدخول في حوار سياسي يكون فيه صالح والحوثي هم الطرف الاضعف وبالتالي سيكون خيار الثلاثة الأقاليم إقليم في الجنوب وآخر في الشمال وثالث في الوسط مطروح بقوه ولن يقبل التعزيون بأقل منه ستكون أدوات المملكة هي المتحكمة بمصير الاقاليم وفقاً لمصالحها من خلال الاكتفاء بوجود سلطة يكون ولاؤها للملكة وتكون هذه السلطة عامل كبح أمام بناء الدولة المدنية الحديثة التي يحلم اليمنيون في إقامتها لأنه ليس من مصلحة السعودية وجود دولة تحكمها مؤسسات ، وإضافة الى ذلك يكون فيه الاقليم الشمال واقع بين فكي كماشة السعودية من الشمال وإقليم الجنوب والوسط من الجنوب يجعل الاقليم الشمالي يفكر الف مرة بالعواقب الوخيمة لأي موقف عدائي من السعودية. السيناريو الخامس ويعدُّ النموذج الليبي السيناريو الخامس احتمالاً، وهو استمرار عملية التفكيك و قيام السعودية والإمارات باستكمال تأسيس ادواتها ويرافق ذلك تغير في الموقف الدولي سيؤدي الى مد صالح والحوثي بعناصر القوة والبقاء بهدف بقاء المشروع الإيراني كبعبع لتخويف دول المنطقة واستخدامه كورقة لابتزاز المملكة العربية السعودية وبالمقابل تعمل بعض شركات النفط العاملة في اليمن وبدعم من بلدانها على دعم الحركات الإرهابية المتطرفة كالقاعدة وداعش واستخدامها ورقة لتخويف إيران وعمان وبقية دول الخليج وتمكينها من تشغيل حقول النفط وبيعه بأسعار زهيدة لهذه الشركات وكذلك ضرب هذه الحركات ببعضها البعض ،و جعل عدن ساحة للصراع بين الإخوان المسلمين والسلفيين من جهة والمقاومة الجنوبية من جهة اخرى وكذلك الحال بالنسبة لتعز يتم تغذية حرب أهلية فيها كل هذا بهدف جعل عدنوتعز غير قادرتين على النهوض وبالتالي تسليم أمرهما بيد دول التحالف العربي الذي عززت تواجدها البري لتستكمل تأمين الحماية البرية لمضيق باب المندب بعد ان تم تأمينه البحري من قبل البوارج الحربية في خليج عدن التابعة لعدد من البلدان وفي مقدمتها الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن والتي تواجدت قبل اندلاع الحرب بعدت سنوات بحجة مكافحة القرصنة . (صحيفة الامناء)