سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قائد اللواء" 19" مشاة في بيحان العميد "مسفر الحارثي" في حوار هام ومثير يكشف خفايا وأسرار المعارك في بيحان دعا أبناء الجنوب إلى فهم المرحلة وترك المناكفات والشعارات الجوفاء وأكد بأن الانفصال ليس حلا لمشاكل الجنوب ..
أكد قائد اللواء 19 مشاة في بيحان العميد / مسفر الحارثي بأن أبطال اللواء يخوضون معارك شرسة ضد مليشيات الحوثي وصالح على امتداد جبهة بيحان ويقدمون الشهيد تلو الشهيد والجريح تلو الجريح ويصنعون ملاحم بطولية رغم شحة الإمكانيات . وأوضح العميد "مسفر" بأن القوات التي يواجهها أبطال اللواء في بيحان ليست مليشيات الحوثي كما يصورها البعض وإنما هي في حقيقة الأمر قوات تابعة للحرس الجمهوري وقوات نخبة معززة بكافة الأسلحة والمعدات العسكرية الحديثة والمتطورة . وروى العميد مسفر الحارثي في سياق حوار مطول أجرته معه "الأمناء" روى تفاصيل دقيقة عن سير المعارك هناك وكيف عقدت بعض الألوية في بيحان ما أسماها بالمصالحة مع الحوثيين ، وكيف أصبح اللواء 19 وحيداً في مواجهة تلك المليشيات ، وحول علاقة قيادة اللواء بالشرعية وقوات التحالف أكد العميد "مسفر" بأنها علاقة وطيدة ومتينة ، مشيدا بجهود ومواقف الرئيس هادي الذي قال بأن قيادة اللواء حريصة كل الحرص على تنفيذ أي توجيهات يصدرها فخامته . وأضاف بالقول :" نحن مع الرئيس هادي وسنقف معه وإلى جانبه حتى آخر رمق ف (عبدربه في السلم هادي وفي المعارك منصور)". وتطرق العميد الحارثي خلال حواره إلى العديد من القضايا والمواضيع الهامة والحساسة والتي أثرناها معه في ثنايا الحوار التالي : * هل لكم بأن تعطونا صورة موجزة عن طبيعة المعارك التي يخوضها اللواء ضد مليشيات الحوثي وصالح في بيحان؟ أهلاً وسهلاً بكم صحيفة "الأمناء" .. وبالنسبة لنا فنحن في اللواء 19 نخوض المعارك شرسة ضد المليشيات في وادي بيحان ومديرية عسيلان وبدأنا المعركة في 19/3/2016م وحتى اليوم ونحن في شهر نوفمبر مازلنا نقاتل، المعارك كانت فوق المتوقعة حيث كنا نتوقع بأننا سوف نواجه قوة غير التي كنا نتوقعها ولكننا واجهنا قوات خاصة من الحرس الجمهوري وقوات نخبة مدربة فلم تواجهنا مليشيات الحوثي التي اكتشفنا بأنها اقتصرت على قادة ميدانيين فقط أما الغالبية فهم حرس جمهوري.. وجدنا أنهم يمتلكون أسلحة متطورة حيث فوجئنا بصواريخ حرارية ومدفعية طويلة المدى وكواتيش من نوع جديد وألغام صناعة إيرانية وفوق كل هذا استطعنا تحقيق انتصارات ميدانية واجتزنا كل تحصينات العدو التي ظل يبنيها لأكثر من عام، حيث بدأنا بالقتال على أمل أنه كان معنا من جهة الميمنة "اللواء 26" ومن الميسرة "اللواء 21 " على أساس أن يتحركوا معنا في نفس الوقت المتفق عليه ولكن فوجئنا بأن اللواء 26 لم يتحرك وقام بعقد مصالحة مع الحوثيين في مديرية حريب بمأرب ومديرية عين في بشبوة . * هل يُعَد هذا الأمر خيانة؟ لا.. هذا عمل مشروع وليست خيانة بل مصالحة ، ومن حق أي قائد أن يتخذ ما يراه مناسباً فأنا أسميها مصالحة وأنت سمّها ما شئت! ، اللواء 21 ظل بمنطقة الصفراء ولم يتمكن من اجتيازها حتى الآن ، وفي 29/5 تلقينا أمراً عملياتي لكل الألوية الثلاثة بالتقدم وفوجئنا بتكرار نفس السيناريو الأول تحرك اللواء 19 وكان في قلب المعركة واللواء 26 لم يتحرك وكذلك اللواء 21 أما نحن في اللواء 19 فقد تحركنا إلى قلب المعركة وفي قلب المناطق الممهدة عسكريا وبشريا وهناك وجدنا العدو من اليمين ومن الشمال ومن الجهة الأمامية والأصدقاء من الخلف لهذا توقفنا وحافظنا على ما حققناه ، إلى حد الآن نحن نحافظ على ما تم تحقيقه مع شحة الإمكانيات وعدم توفر الأسلحة والذخائر الكافية. * معنى ذلك بأنكم لم تحققوا أي تقدم آخر أو أن المعارك متوقفة حتى الآن؟ المعارك مستمرة يومياً والعدو يحاول إرجاع ما تم السيطرة عليها من مواقع ، العدو احتل المنطقة وهي كانت تحت قيادة المقاومة الجنوبية وبسبب ضعف الإمكانيات خرجت المقاومة من المعادلة واستولى الحوثيون على كل شيء وعند وصول اللواء 19 مشاة إلى جبهات القتال بدأ بتكوين المقاومة وضمها إلى جانبه ولكن عندما بدأ العمل الجاد بدأ تفريخ المقاومة إلى عدة مقاومات هشّة ، وهذا ما أدى إلى ضعف المقاومة وعدم استطاعتها لتأدية الغرض ، ولكن نشكرهم جزيل الشكر ونقول للمقاومة المساندة للواء 19 مشاة أنتم الأصل ونحن الفرع، أنتم من الشعب وإلى الشعب ، ونحن الجيش أساس الجيش من المقاومة ونشد على أيديهم ونقول لهم يومنا ويومكم واحد.. خندقنا وخندقكم واحد ..ودمنا ودمكم واحد ..والأرض واحدة .. وعلينا الوقوف معا حتى تطهير بيحان من رجس المليشيات الحوثية والعفاشية المجوسية.. ونحن قادمون يا بيحان منك الصبر ومنا الوفاء , ولن نخذلك يا بيحان وسنحررك وسنطهرك يا بيحان وستكونين عزةً وشموخاً لشبوة خاصة والجنوب عامة. * كيف تُقيّمون العلاقة بينكم وبين الشرعية اليمنية وقوات التحالف؟ علاقتنا بالقيادة السياسية ممثلة بالرئيس هادي علاقة متينة..علاقة الابن مع الأب ، وهناك تنسيق وعمل مشترك بيننا (عبدربه في السلم هادي.. وفي الحرب منصور)، ونحن نقول أيضا يا سيادة الرئيس نحن معكم وإلى جانبكم وننفذ توجيهاتكم حرفاً حرفا ، كما أننا مرتبطين برئاسة هيئة الأركان العامة وقيادة المنطقة العسكرية في مأرب ونثمن مواقفهم وجهودهم معنا ونقول أن الدعم المقدم لجبهة بيحان لا يكفي وأنتم تعرفون جبهة بيحان؟ وماذا تعني لكم جبهة بيحان؟. * ماهي الصعوبات التي تواجهكم؟ نعم ..هناك صعوبات كثيرة تواجهنا لعل أبرزها شحة الإمكانيات ، ووعورة تضاريس المنطقة ، فالمنطقة زراعية جبلية وهي مليئة أيضا بالألغام التي زرعتها المليشيات والقناصين المنتشرين في المواقع الهامة. ونحن في اللواء 19 مشاة والمقاومة المساندة له نحن جعلنا من أنفسنا دروعا وكاسحات ألغام من أجلك يا بيحان. * هل يعني ذلك بأن المعارك متوقفة في بيحان؟ لا بالعكس.. المعارك مستمرة ولم تتوقف ونحن نقول بأنه إذا توفر الدعم فسوف نكمل تحرير ما تبقى من بيحان ، نحن مستمرون في القتال وتقديم الشهداء وبالمقابل نوقع الكثير من القتلى في صفوف العدو واستطعنا على استعادة العديد من المواقع ولن تتوقف المعركة ساعة واحدة من 19/مارس وحتى الآن وهي مستمرة ، والدليل أنه قبل يومين دارت معركة شرسة عندما أرادت المليشيات استعادة بعض المواقع التي تمكن أبطال اللواء السيطرة عليها ،حيث تمكن أبطال اللواء من صدّ تلك الهجمات وقدمنا أربعة شهداء وثمانية جرحى من خيرة الشباب ، وبحمد الله سيطر أبطال اللواء سيطرة تامة على المواقع وأوقفوا أي تقدم أو زحف للمليشيات ونحن مصممون للتقدم لتحرير ما تبقى من أرض بيحان . * لنتجه قليلاً للحديث حول المعركة ضد الإرهاب..وهل تعتقدون بأنكم انتصرتم في معركتكم هذه؟ يا عزيزي ..الإرهاب يكمن في مليشيات الحوثي وصالح ، والإرهاب مدرسته صالح والحوثي ولا يوجد ممول أو مدرس أو مدرب للإرهاب غير علي عبدالله صالح وعبدالملك الحوثي . * ما الدليل على ذلك؟ إذا أردتم الدليل على ذلك فعليكم الرجوع إلى أبين وإلى شبوة وإلى مأرب وإلى قاعدة المكلا.. أين هربت؟!، بالطبع هربت إلى بيحان وإلى البيضاء وصرواح ، إلى جبهات القتال الحوثية العفاشية ، كما أننا لم نسمع بوجود أي عمليات إرهابية في الشمال أو أي عمليات استهدفت الحوثيين .. يا عزيزي القاعدة رجعت من حيث تدربت!. * بصفتك قائداً عسكرياً .. كيف تُقيّم سير المعارك ضد المليشيات الانقلابية في مأرب وتعز وغيرها من الجبهات في الشمال؟ ألا ترون بأن أمد الحرب قد طال؟ نعم أعتقد ذلك ..ولكن نظرا للظروف الخاصة التي تعيشها الشرعية ورغم ذلك فإن رئاسة الأركان العامة مشكورة عملت على تأسيس جيش وطني بالإمكانيات المتوفرة لديها، ونقول وبصراحة مازالت القوات المسلحة بحاجة إلى برامج أكثر وإلى سياسة خاصة بها وإلى قوانين ملزمة للضباط والجنود في أرض المعركة خصوصا حينما يكون هناك أي تقدم في أي جبهة ، لازم تكون هناك قوانين ملزمة وبغير ذلك فأعتقد أن هناك صعوبة لن يتم التحرير إلا باستكمال العتاد العسكري واستكمال القوة البشرية وتدريبها تدريباً جيداً. * هل تتوقعون حسم المعركة سياسياً أم عسكرياً؟ أتوقع حسم المعركة سياسياً. * كيف تنظرون إلى المبادرة الأممية الأخيرة التي قدمها المبعوث الأممي ولد الشيخ؟ المبادرة مجحفة بحق الشرعية ، هذه المبادرة شجعت الانقلابيين وجاءت وفق إرادتهم ونعتبرها استهدافاً للرئيس هادي وإضعافه وإقصائه من السلطة ، ونحن نقول يا سيادة الرئيس هادي.. نحن معك وإلى جانبك ، جند من جنودك ، أمرنا نتحرك ، أمرنا نتوقف ، ونؤكد رفضنا لهذه المبادرة ونعلن وقوفنا الصريح إلى جانب الرئيس هادي ونقول له تعال إلى بيحان وسنقود المعركة سياسياً وعسكرياً من بيحان ، عبدربه قدم القضية اليمنية كاملة في الشمال والجنوب ولن يأتي رئيس يفعل ما فعله الرئيس هادي للشعب اليمني ، هادي قدم الكثير للشعب اليمني وسيذكرونه في سائر الأزمان .. إن هادي خدمهم كثيرا بأشياء لم يحلموا بها .. هادي جاء بمشروع الأقاليم لإنقاذ اليمن وهو المشروع الناجح والذي أدعو أبناء الشعب اليمني للحفاظ عليه. * ولكن سيادة العميد مسفر أبناء الجنوب باعتقادي يرفضون مشروع الأقاليم ويطالبون باستعادة الدولة الجنوبية وكنت أنت أبرز قيادات الحراك التي تنادي بذلك؟ صلِ على النبي - اللهم صلِ على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين - هل باستطاعة قيادات الحراك الجنوبي أن تفصل الجنوب؟ بالطبع لا لن يستطيعوا .. * ولكن استعادة الدولة مطلب شعبي وقدم الحراك قوافل من الشهداء في سبيله؟!. أوكيه يا عزيزي.. وأنا مع هذا المطلب ولكن سيموت في مهده.. أخي إذا لم نتبع السياسة والتوجه الدولي فلن ننجح.. ولم نحقق النجاح إلا بالمجتمع الدولي. * ولكن الجنوبيين اليوم مسيطرون على معظم المحافظات الجنوبية إن لم نقل جميعها ؟ هذا كذب وخداع ..نحن مخترقين يا عزيزي.. صحيح حققنا نجاحات بعد تحرير عدن وبعد أن قبل اللواء عيدروس واللواء شلال العمل تحت لواء الشرعية وهذا أعتقد أنه نجاح يحسب للجنوب ، وأنا أعرف جيدا بأنهم قبلوا للعمل في مثل هكذا أوضاع نتيجة حبهم وإخلاصهم لعدن وللجنوب. هل لكم من كلمة أخيرة؟ أوجه كلمة للشعب اليمني أن يلتفّ حول الشرعية ممثلة بالرئيس هادي ، وأن يدعموا المبادرة الخليجية ومؤتمر الحوار ، وأن نقف إلى صف دول الخليج لأنهم هم من وقفوا معنا وهم من سوف يخلصونا وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية والإمارات ، ونقول لهم بأننا لن ننسى مواقفهم وسوف نردّ لهم الجميل ونقابل الوفاء بالوفاء ونسأل الله أن لا يريهم مكروهاً , خليجنا خليج المحبة والسلام ..خليج العروبة ..فالخليج العربي جزء لا يتجزأ من اليمن ..واليمن جزء من الخليج العربي. نحن هنا في شبوة نعتبر أنفسنا جزءاً من المملكة العربية السعودية والإمارات ، وبالتالي أي عدو فهو عدو الجميع سواء من الداخل أو الخارج. * كلمة لأبناء الجنوب؟ رسالتي أوجهها لأبناء الجنوب أن يستوعبوا المرحلة ، وعليهم أن يحافظوا على ما أُنجز من انتصارات التي حققوها في المعارك ضد الحوثي وعفاش ، وعليهم أن ينبذوا التخوين والتفرقة العنصرية وأن يبدؤوا صفحة جديدة ، صفحة البناء الإنساني والتعليم ،عليهم التعاون مع محافظ عدن اللواء عيدروس الزبيدي فهو يعتبر من القيادات الناجحة ونحن في شبوةوبيحان خاصة نصارع العدو كل يوم ونقدم الشهيد تلو الشهيد ، هذا من أجل من؟ كل هذا من أجل الشعب وإزاحة الظلم والطغيان عن كاهل الشعب ، وأقول للإخوة في المحافظات المحررة بأن عليهم إعادة النظر في السياسات السابقة وضرورة رصّ الصفوف والتوجه صوب البناء والتعمير. كما نوجه مناشدة عبر صحيفة "الأمناء" إلى الهلال الأحمر الإماراتي ومركز الملك سلمان بإغاثة بيحان المحاصرة التي تعاني من الحصار وتفشي الأمراض من الكوليرا وحمى الضنك ، كما أن بيحان تعاني من انعدام الكوادر الطبية بوسائل لا نستطيع إسعاف جرحانا إلى المراكز الصحية في بيحان لانعدام الكوادر الطبية ، ونناشد المنظمات الدولية لدعم بيحان بالغذاء والمعونات الإيوائية.
