ازمة الانتقالي الشراكة مع الأعداء التاريخيين للجنوب العربي الأرض والإنسان    الانتقالي الجنوبي ثمرة نضالات طويلة وعنوان قضية شعب    فخامة الرئيس بن مبارك صاحب القدرة العنكبوتية على تحديد الضحية والالتفاف    تاجرين من كبار الفاسدين اليمنيين يسيطران على كهرباء عدن    كرة القدم تُلهم الجنون: اقتحامات نهائي دوري أبطال أوروبا تُظهر شغف المُشجعين    كشف هوية القاضي الذي أثار موجة غضب بعد إصداره أحكام الإعدام اليوم في صنعاء    تجدد مواجهة مصيرية بين سكان صنعاء و الحوثيين    ما خطورة قرارات مركزي عدن بإلغاء العملة القديمة على مناطق سيطرة الحوثيين؟.. باحث اقتصادي يجيب    "إنهم خطرون".. مسؤول أمريكي يكشف نقاط القوة لدى الحوثيين ومصير العمليات بالبحر الأحمر    "لماذا اليمن في شقاء وتخلف"...ضاحي خلفان يُطلق النار على الحوثيين    غدر به الحوثيون بعدما كاد أن ينهي حرب اليمن.. من هو ولي العهد الكويتي الجديد؟    عيدروس الزُبيدي يصدر قراراً بتعيينات جديدة في الانتقالي    يمني يتوج بجائزة أفضل معلق عربي لعام 2024    المرصد اليمني: أكثر من 150 مدنياً سقطوا ضحايا جراء الألغام منذ يناير الماضي    كيف أفشل البنك المركزي اليمني أكبر مخططات الحوثيين للسيطرة على البلاد؟    ضربة موجعة للحوثيين على حدود تعز والحديدة بفضل بسالة القوات المشتركة    مانشستر يونايتد يقترب من خطف لاعب جديد    نابولي يقترب من ضم مدافع تورينو بونجورنو    جريمة مروعة تهز المنصورة بعدن.. طفلة تودع الحياة خنقًا في منزلها.. من حرمها من حق الحياة؟    مشهد رونالدو مع الأمير محمد بن سلمان يشعل منصات التواصل بالسعودية    تنديد حقوقي بأوامر الإعدام الحوثية بحق 44 مدنياً    وصول أكثر من 14 ألف حاج يمني إلى الأراضي المقدسة    سلم منه نسخة لمكتب ممثل الامم المتحدة لليمن في الاردن ومكتب العليمي    صندق النقد الدولي يعلن التوصل لاتفاق مع اوكرانيا لتقديم مساعدة مالية بقيمة 2.2 مليار دولار    استشهاد 95 فلسطينياً وإصابة 350 في مجازر جديدة للاحتلال في غزة    بوروسيا دورتموند الطموح في مواجهة نارية مع ريال مدريد    المنتخب الوطني يواصل تدريباته المكثفة بمعسكره الداخلي استعدادا لبطولة غرب آسيا للشباب    عبدالله بالخير يبدي رغبته في خطوبة هيفاء وهبي.. هل قرر الزواج؟ (فيديو)    بنك سويسري يتعرّض للعقوبة لقيامه بغسيل أموال مسروقة للهالك عفاش    موني جرام تعلن التزامها بقرار البنك المركزي في عدن وتبلغ فروعها بذلك    مجلس القيادة يؤكد دعمه لقرارات البنك المركزي ويحث على مواصلة الحزم الاقتصادي    صلاة الضحى: مفتاحٌ لبركة الله ونعمه في حياتك    شاهد: مقتل 10 أشخاص في حادث تصادم مروع بالحديدة    تسجيل ثاني حالة وفاة إثر موجة الحر التي تعيشها عدن بالتزامن مع انقطاع الكهرباء    حزام طوق العاصمة يضبط كمية كبيرة من الأدوية المخدرة المحظورة    الحديدة.. وفاة عشرة أشخاص وإصابة آخرين بحادث تصادم مروع    براندت: لا احد يفتقد لجود بيلينغهام    الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين: 18 ألف أسرة نازحة في مأرب مهددة بالطرد من مساكنها مميز    خراب    السعودية تضع شرطًا صارمًا على الحجاج تنفيذه وتوثيقه قبل موسم الحج    بسبب خلافات على حسابات مالية.. اختطاف مواطن على يد خصمه وتحرك عاجل للأجهزة الأمنية    هدي النبي صلى الله عليه وسلم في حجه وعمراته    قتلى في غارات امريكية على صنعاء والحديدة    الامتحانات.. وبوابة العبور    تكريم فريق مؤسسة مواهب بطل العرب في الروبوت بالأردن    شاهد .. الضباع تهاجم منزل مواطن وسط اليمن وتفترس أكثر 30 رأسًا من الغنم (فيديو)    الوجه الأسود للعولمة    مخططات عمرانية جديدة في مدينة اب منها وحدة الجوار    هل يجوز صيام العشر من ذي الحجة قبل القضاء؟    تحذير عاجل من مستشفيات صنعاء: انتشار داء خطير يهدد حياة المواطنين!    الطوفان يسطر مواقف الشرف    لا غرابة.. فمن افترى على رؤيا الرسول سيفتري على من هو دونه!!    تحذير هام من مستشفيات صنعاء للمواطنين من انتشار داء خطير    جزءٌ من الوحدة، وجزءٌ من الإنفصال    المطرقة فيزيائياً.. وأداتياً مميز    الفنان محمد محسن عطروش يعض اليد السلطانية الفضلية التي أكرمته وعلمته في القاهرة    ثالث حادثة خلال أيام.. وفاة مواطن جراء خطأ طبي في محافظة إب    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كتّاب الجنوب.. هامات تتوهج باليقين هازئة بإرهاب الفصيل الانفصالي (مقالات كتبت بماء الذهب)
نشر في عدن أون لاين يوم 24 - 02 - 2013

يكتبون بدم القلب، قصيدة الوطن الصامد في وجه مخططات التمزيق والشرذمة، تلفحهم نيران الفصيل الارهابي التابع لملالي إيران، ويطالهم إرهابه النفسي والمعنوي والمادي، لكنهم يتوهجون رغم عتمة الزيف وإرهاب الكذب، أملا في أن ينيروا الطريق لأهلهم حبا وحنانا يجري في عروقهم. وفروسية تملأ صدرورهم وتمنحهم قوة الصبر وحكمة المنطق، وراحة الضمير.
إنهم الأنجم الوقادة في اللحظة اليمنية المبعثرة. نحسبهم ألسن الصدق في زمن الزيف والصمت والمداهنة. ونفخر بالوطن العظيم الذي أنجب أمثالهم. إنهم رموز الوطن المؤجل في لحظة زمنية فارقة اضمحلت فيها الرموز وانتفش فيها الأعداء، وتجاسر الأدعياء.
في هذا التقرير طواف سريع على كوكبة من الأقلام في جنوب الفؤاد.. تحب أهلها، وتحترم عقلها، وتنحاز لما ينفع الناس ويمكث في الأرض، مهما كانت التضحيات.
في هذا التقرير طواف سريع قام به محرر الرأي في "نشوان نيوز" على نخبة من مقالات يوم واحد لهؤلاء الكتاب المناضلين الأفاضل.. إجلالا لفكرهم النير، وإسهاما منا في التخفيف من غلواء التضليل المرتفع الضجيج، الذي يفرد لعاهاته الكسيحة صدور منابره، ومداد محابره، وأضواء عتمته المنتشيّة العابثة.
مرعي حميد
ولنبدأ من حضرموت، من القلم المميز القادم من مديرية القَطن، الكاتب والأديب مرعي كرامة حميد الذي كتب أمس مقالا بعنوان "الجنوبيون الوحدويون".. مركزا حديثه على الدلالات العميقة والرسائل الهامة التي بعثها وحدويو الجنوب من خلال احتفائية 12 فبراير في عدن حيث قال: "حفر وحدويو الجنوب يوم الخميس 21فبراير 2013 مكانهم في عمق مشهد الجنوب في اليمن وبإصرار وسجلوا موقفهم الوحدوي بثبات رغم محاولات الرافضين للراي الآخر في الحراك الجنوبي الانفصالي افشال فعالية الوحدويين الجنوبيين التي اظهرت ذلك الموقف واكدت ذلك الثبات.
إنّ رسالة ابناء الجنوب تلك تعلن وتظهر ان ابناء الجنوب اكبر من ان يكونوا أداة يستخدمها البعض لأجل مصالحه الشخصية. انها بمثابة اعلام للقاصي والداني ان من يزعم تمثيله لأبناء الجنوب ومنذ عام 2007 تحديدا كان مدعياً وزاعماً ذلك ليس الا، ولذلك كان مستميتاً في الحيلولة بين وحدويي الجنوب وان يظهروا للعالم بتلك الكثافة في حشد وحدوي قدم الى ساحة العروض بقلب عدن من كل المحافظات الجنوبية يحدوهم المشاركة في صنع يمن جديد يتطلعون فيه الى العيش بكرامة وتنمية ومن دون ان ينغص حياتهم ظلم رسمي او بغطاء رسمي.
مهرجان وحدوي حاشد رفرفت في أرجائه اعلام دولة الوحدة، مطرز بكلمات تنبض بالتطلع والاصرار على المحافظة على الوحدة في وجه الرياح الغريبة على الجنوب والمدعومة من خارج سقط في امتحان الانسانية في سورية ويسعى اليوم لتكون له موضع قدم بديلة عن سورية في جنوب اليمن كما سبق وان عمل الفرس قبل ميلاد المسيح عليه السلام، واذا كان البعض يقرأ التاريخ ويحاول استلهام درسه فعليه ان يدرك ان الاخرين يفعلون ذلك كذلك.
ان ذلك المهرجان قد بدد ادعاءات الحراك الانفصالي الجنوبي وبدد كل الوساوس القائلة بأن كلمة ابناء الجنوب قد غدت واحدة ضد الوحدة. كما اثبت كم يفشل الحراك حين يحاول تزوير الوعي الجمعي لأبناء الجنوب وتبين له ان نجاحه كان متواضعاً في خلق الكراهية للوحدة في نفوس الجنوبيين بالإضافة الى نجاح علي صالح زمن حكمه وبفعالية في خلق تلك الكراهية. إنّه صوت ادانة مجلجل لخطاب الحراك ومسعاه في ان يحصر في ذاته المتضخمة تمثيل ابناء الجنوب وبالتالي مسعى رموزه لاتخاذ دعواهم سلما للقفز على السلطة في المحافظات الجنوبية.
كما اثبت الحراك من خلال محاولاته افشال المهرجان انه لا قيمة عنده للجنوبي ولا لرأيه الا ان كان مؤيداً لمشروع الانفصال، ولكن ابناء الجنوب اثبتوا، باحتشادهم لكل من لديه شك، انهم متمسكون بالوحدة وراضون بها تماماً كما انهم متمسكون بان يتم تحقيق تطلعاتهم في الكرامة والعدالة والتنمية تحت راية الوحدة.
ان المنطق السلوكي للحراك الانفصالي يقول ان الجنوبي ما دام غير انفصالي فانه ليس جديرا الا بالحجارة وبمصادرة رأيه وارادته الحرة واغتيالها وتسميتها بغير اسمها وبطريقة فجة، وهو، بالمناسبة، يحاول ان ينزع عنها صفة الحرية لأنها لا تؤيد توجهه الانفصالي وينشر هذا النوع التعسفي من التقييم. لقد قال وحدويو الجنوب اننا نشهد عهدا وحدوياً ينبغي ان يستمر وان نحرص على استمراره واننا لا نعيش احتلالا كما يسعى الانفصاليون لترسيخ هذه الفكرة والرؤية المبطلة في اذهان ابناء الجنوب في محاولة بائسة لقراءة خاطئة مضللة للأحداث التي شهدتها اليمن منذ صيف 1994م.
كم كانت تلك الملحمة الوحدوية مهمة ان تتم وان تظهر مفاعيلها للعالم، لقد كان هذا ضرورياً ليعرف العالم ويشاهد تيارا وحدويا عريضا في الجنوب، تيار في الوقت الذي هو فيه وحدوي صميم إلا أنه ساخط على الحال الذي آل اليه الجنوب على يد زعيم عصر الاستبداد والفساد علي عبدالله صالح ونظامه الفاسد الذي تعامل مع الجنوب بكل صلف وعنجهية ناهباً اراضيه ومؤمماً الممتلكات العامة فيه لصالح مؤسسته ومنظومته المبنية على عقلية النهب والاسترزاق والثراء على حساب مصالح وحقوق بقية الفراد الشعب.
لقد اكد ابناء الجنوب باحتشادهم انهم يؤمنون بالوحدة كقيمة ايجابية حيوية وعالية وانها لا علاقة لها بما حل بالجنوب من ظلم كان رأس حربته علي صالح وقد قامت الثورة الشبابية الشعبية السلمية لتمثل فاتحة عصر العدالة والتغيير والبناء والتنمية، اقتلعت تلك الثورة التي كان لأبناء الجنوب في ساحاتهم في عدن و شبوه وحضرموت والمهرة ولحج والضالع وابين اسهام فيها، رغم مساعي الحراك الانفصالي مع الامن القومي دور في مضايقة مدها ومن ثم خفوت صوتها من خلال منهجية التفريق والافشال بالحجارة للفعاليات الثورية الجنوبية ضد حكم علي صالح.
ان الفعل الحراكي الانفصالي اثبت ان قضيته ليست القضية الجنوبية انما قضية اشخاص يحاولون الانتقام من القوى التي احبطت مخططهم الانفصالي عام 1994 مستفيدة من اوضاع متدهورة يسهل في ظل الجهل والنفس المشحونة نسبها الى الوحدة والى من دافع عن الانفصال وكانه كان يستهدف الحفاظ على مصالح الجنوبيين وقد كان هدفه الحقيقي ان يبقى قادته في سدة السلطة ولو في الشطر الجنوبي فقط المهم ان لا يتم حرمانهم من هيلمان السلطة ومزاياها التي اعتادوا عليها نحو عشرين عاماً.
كانت قوى الانفصال مدركة فداحة مثل هذا الحشد المليوني على موقفها وعلى خطابها الاعلامي المتترس بالأكاذيب و الزيف كان خطابه يوحي بصورة مباشرة و غير مباشرة ان الجنوب قد غدا على قلب انفصالي واحد لولا اختلاف التيار، العالم اليوم واكثر من أي وقت مضى وبالدليل الملموس يجد ان هناك موقفا جنوبيا عميقا لطيف واسع من الجنوبيين ليس وحدويا فقط ولكن حريص على الحفاظ على الوحدة.
مع سبق الاصرار والترصد كان الحراك الانفصالي هو المعتدي على الجنوبيين الوحدويين فوسائل اعلامية عديدة نشرت تهديدات وتحذيرات قيادي فيه من مغبة عقد الفعالية في 11 فبراير فتم تأجيلها عشرة ايام فقط وجاءت في أبهى حلة وحدوية رغماً عن تهديدات الحراك التي تضعه في مصاف المعربدين و الغوغائيين الذين لا يترددون في استخدام العنف في محاولتهم اليائسة في فرض وجهة نظرهم. واعلام الحراك لن يدخر جهداً في سبيل تشويه تلك الفعالية ومحاولة تفسيرها بصورة غير صديقة كعادته في قلب الحقائق لأنه يدرك انه وبدون صعوبة، سيجد من يصدقه في صفوفه بل ويروج لأكاذيبه مهما كانت غير معقولة و مفضوحة فقد مهد لها بغسيل دماغ بحيث لا يجد جمهوره حاجة لتفحص ما يقول فهو عنده الصدق تماماً مثلما عند الاخر الكذب".
أنيس منصور
وإلى عدن الحبيبة نقتبس من مقال الكاتب المناضل أنيس منصور الصبيحي الذي تصدر، أمس، للرد على تخرصات العطاس في قناة الحرة، في مقال بعنوان "سؤال للعطاس عن الرقص والملايين التي نهبها" حيث قال أنيس:
"حوار العطاس الأخير لم يأت بجديد سوى أنه بالغ كثيرا في التباكي على أبناء الجنوب وتقديم نفسه كضحية وغيره هم الجلادون، وامتلأ حواره بالعبارات التي قالها محرضا ضد الجنوبيين المشاركين في مليونية لثورة والشماليين الموجودين في المحافظات الجنوبية، وظهر العطاس بصورته الانتهازية وهو يقول إن المشاركين في الفعالية شماليين لانهم رقصوا البرع الشمالي.
وهو ما جعله محط سخرية من كل من سمع كلامه الذي لا يخلو من حقارة وتحريض وابتذال لأن الجنوبيين يوجد فيهم من يرقص البرع وغير البرع ولكن حيدر يبدو انه لا يعجبه سوى لون واحد من الرقص!!
و لا ندري هل نطيل الحوار مع العطاس حول الرقص أم أن هناك اشياء أهم تحتاج منه أن يكون صادقا مع نفسه ومع الجنوب والتاريخ إذا كان حريصا على الجنوب كما يزعم، مع أن ذلك في نظري مستحيل والأسباب معروفة لكل من يعرف هذا ال(حيدره)،
هو يريدنا أن نتجادل معه عن الرقص فقط، وهي مسألة ثانوية لدينا مع أنها قضية العطاس الرئيسية، لأنه بارع في الرقص على أصوله بدليل أنه اضاع دولة بكاملها مع زميله البيض.
والأهم عندي يا حضرة العطاس أن تكون شجاعا وتخبر الجنوبيين عن المهوبات التي استوليت عليها قبل الحرب وبعدها،أين ذهبت ملايين الدولارات التي كانت في بنوك الجنوب حين قامت الحرب وأنت رئيس الحكومة التي اعلنتها انت والبيض؟
أين راحت مئات الملايين من العملة المحلية التي زعمت أنك ستقوم بتحويلها إلى عملة صعبة من أجل دولة الجنوب التي كان عمرها أيام وسقطت ميتة في أحضانك لتقوم بنهب الجمل بما حمل؟
السؤال الذي يحتاج منك شجاعة أكثر يقول: لماذا أصريت على أن تكون أنت وزير المالية ورئيس حكومة الانفصال ولم تكتفي برئاسة الوزراء؟ لأن الأمور المالية تظل حكرا عليك والبقية سيكونون موظفين في مقامك السامي؟
بقي أن تعرف يا مهندس الفتنة والرقص أن من يقومون بالبرع في الساحات العامة أشرف ألف مرة ممن يرقصون في الغرف المكيفة بجدة والقاهرة على أوجاع الضحايا وآلامهم ثم الظهور بمظهر الباكية الحزينة، إن كان بقي لديك واحد في الألف من الكرامة فالأفضل لك أن تصارح الجنوبيين بكل ما نهبته باسم بالجنوب واستلمته باسم القضية بدلا عن البكاء وذرف دموع التماسيح.
الأفضل لك أن تخبر الجنوبيين أين وصلت جهود الوساطة التي طلبتها لاسترداد (9 مليون دولار) قلت إن البيض سرقها منك، ومن أين حصلت عليها؟ لو مارست كل أنواع الرقص سنوات طويلة لن تحصل على هذا المبلغ أو حتى ربعه، عوائد الرقص يا حيدر مهما كانت كبيرة لا تصل إلى حد تسعة مليون دولار،و ما رأيك لو اخبرت الجنوبيين من أين جمعت الملايين التي تصرفها على مؤتمرات الفيدرالية؟ وأنا حضرت معكم أكثر من مرة ورأيت بعيني الأموال التي توزع على الفنادق والملاهي باسم الجنوب والقضية العادلة!"
محسن معيض[
ونأتي للكاتب المتميز والقلم الرشيق ابو الحسنين محسن معيض الذي كتب أمس مقالا بعنوان "الحراك المسلح وعشق التصادم الجنوبي" مخاطبا ضمير الوطن في جنوب الفؤاد، يقول هذا القلم الشبواني الأصيل:
"الخميس 21 فبراير 2013م غمرت الفرحة قلب محافظة عدن البهية وهي تحتضن أبناءها من المحافظات الجنوبية. ففي منظر مهيب احتشد ألاف من أبناء المناطق الجنوبية في ساحة العروض بمديرية خورمكسر يحتفلون بمرور عام على سقوط طاغية اليمن واستقبال عام ثان في اليمن الجديد , وآلاف غيرهم حبسهم حابس الحراك فلم يتمكنوا من الحضور . جنوبيون رجال ونساء وأطفال أقبلوا يجسدون الحب والإخاء والتلاحم والوفاء , يحملون زهور الأمل ومشاعل العدل ويحلمون بوحدة الصف وتحقيق دولة النظام والقانون . جنوبيون لم تدفع بهم للساحة أموال حميد فهم أغنياء بمبادئهم ومنهاجهم , جنوبيون لم تأمرهم بالمسير قوات علي محسن فهم أقوياء بتراص بنيانهم وقوة أخوتهم , جنوبيون لم تفرض عليهم الحضور أوامر تنظيمية أو فتاوى سياسية فهم يملكون زمام أمرهم بإتباع الحق وفعل الصواب . جنوبيون دفع بهم للساحة الشعور بالمسئولية وحس الوطنية وأمرتهم بالحضور الذاتية وقوة الشخصية وفرض عليهم المسير حب السلام وحق الأخوة الإيمانية.
جاءوا وهم يعلمون حجم ما ينتظرهم من الشدة والأذى والجراح والموت في أسوأ الأحوال فلم يثنهم ذلك عن عزمهم ولم يصدهم عن إكمال مسيرهم ليقولوا للجميع في الداخل والخارج : نحن أيضا أبناء الجنوب ولنا كلمتنا ولنا قرارنا ولنا حلمنا , وليس لأحد الحق أن يفرض على كل الجنوب سلطته ورأيه ووصايته دون البقية , حضروا ليبلغوا الشاهد والغائب نحن معكم شركاء الوضع وصناع الحلم ومحققو الأمل نتعاون معا فيما اتفقنا عليه ونجد نقطة تفاهم وأعذار فيما اختلفنا فيه , نتفق أن الجنوب قد ظُلِم شعبُه وهُمِش رجالُه وطمست تجربته ونهبت أرضه وأكثر من ذلك , نتفق أن الجنوب لم يكن يوما ثلثا ولا ربعا بل هو النصف في كل صغيرة وكبيرة , ونتفق على وجوب المواطنة المتساوية في كل مجال وإعادة الحقوق المنهوبة ومحاسبة الفاسدين وتحقيق العدل . نتفق أن ما فات لن يعود وأننا على أعتاب مرحلة جديدة سنحقق فيها المستحيل ونحصل فيها على حقوقنا كاملة , ونختلف مع البعض على الوسائل ومراحلها وعلى الطرق وخطورتها وعلى الفكرة وأثارها . لقد قال شباب الثورة الجنوبي كلمتهم وأوصلوا رسالتهم فليفطن لها كل ذي عقل وفهم.
فيا أيها الشقيق الكريم لماذا تهوى إلغاءنا وتحب إقصاءنا وتلجئنا إلى حائط الدفاع خشية الغدر وطعنات الظهر . لقد كنت تردد أن عدن مفتوحة لكل جنوبي من أي كيان مخالف لنا , فجاء شباب الجنوب لتستقبلهم حجارة انهمرت من وراء جُدر أدمت رؤوسا يمنية جنوبية وبأيد جنوبية تدعي ثورة على الظلم والتسلط فأصبحت تمارسه على إخوانهم باسم حب الجنوب !! قلتم دم الجنوبي على الجنوبي حرام فسفكتموه , تغنيتم عدن لكل جنوبي فمنعتموه , ليس بين المشاركين شمالي فلماذا كان ذاك التشنج والهجوم فسقط منكم قتلى وجرحى ولا يرضينا أن يسقط منكم أحد ولا يسعدنا أن يُجرح منكم فرد ولا يشرفنا أن تهدر قطرة دم طاهرة من ثائركم , ولكننا نتساءل دائما إلى متى هذا التخبط الغير مسئول والتهور اللامعقول . لو قلتم مرحبا بإخواننا تفضلوا قولوا رأيكم ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم , ولنا نضالنا ولكم نضالكم ولينصر الله الحق وأهله لكان خيرا لنا ولكم . ولو أنك فعلت فهل تدرك حجم التطور الذي كنت ستحققه في سير العمل ؟ ومدى السطوع الذي ستناله في سماء البلاد ومقدار الإعجاب الذي ستحظى به من الخصوم والمشككين ؟ ذاك أمر لم تفقهه قديما ولا تقترب من فهمه حديثا . الدم الذي سال جنوبي والفرق أن دم شباب الحراك سال بيد رجال أمن يتعاملون مع الخطر الذي يرونه بما تدربوا عليه , فبالأمس قتلوا شباب الثورة واليوم يحمونه تلك وظيفة بالنسبة لهم , أما دم شباب الثورة الجنوبي فسال بحجارة أطلقتها أيد جنوبية ثورية حراكية . والفرق جلي وعظيم".
احمد علي مشفر
وفي نفس اليوم كتب قلم شبواني آخر هو الزميل احمد علي مشفر بعنوان "من لا يتنازل من اجل وطنه لا يستحق الاحترام" خاطب فيه الوطن بقوله:
"لا تجزع يا وطن الأحرار فشعبك اليوم قد أفاق من غيبوبته وعرف مبتغاه وشمر عن ساعده لكي يبني ويحرس ترابك الغالي الذي لا يقدر بثمن ويحافظ على وحدتك في زمن التمزيق لأنه شعب يعي ما يدور حوله ويستمد قوته من ايمانة بوحدة أرضة لأنة شعباً راسخ كرسوخ جباله وكل مايحدث اليوم ليست إلا أمواجاً سرعان ما ستتحطم على الصخور الصلبة.
لا يأس مع الحياة ولاحياة مع اليأس.. فقد ولى زمن تكميم الافواه وإقصاء الأخر فالغد المشرق قادم ان شاء الله بقيادة رجل انتخبه شعبة بكل فئاته دون اكراه وبعد أن تم ذلك اقسم وأعطى العهد على أن يحافظ على مصلحة الوطن ووحدة أراضية ولكنة بحاجة إلى إن يقف الشعب اليمني إلى جانبه ومعه نحو الحوار الوطني الذي سيعطي بإذن الله كل ذي حقً حقه".
عبدالرقيب الهدياني
أما الكاتب الثاقب والإعلامي المتألق عبدالرقيب الهدياني مايسترو الايقاع الوطني في عدن فقد كتب بالأمس مشنعا جريمة احراق "محمد غالب أحمد" في المكلا واحراق المقار الحزبية.. وكتب الهدياني تحت عنوان "إلى مقاولي طهران: تحرير الجنوب لايمر عبر مقرات الإصلاح":
"عندما بدأ ثوار الجنوب يتقاطرون من كل حدب وصوب ويمموا حماسهم الثوري شطر عدن ، كان مرض الصرع قد استوطن عقول وأجهزة الأعصاب في التيار الإقصائي الموالي للرئيس المنتهي صحيا وفنيا علي سالم البيض.
ويوم تزاحمت الألوف المألفة بالرايات والأعلام من كل الجنوب تمخر الشوارع وعيونها على خور مكسر، كانت رؤوس ذلك الفصيل العنصري قد تكسرت وتمكنت منها (الشقيقة).
حتى إذا عانق ثوار الجنوب هدفهم واستعرضوا قوتهم المنضبطة في ساحة العروض وصوتهم الهادر يملئ المكان ، جن جنون أساطنة الحراك وفقدوا ذواتهم وأطلقوا أدواتهم المنفلتة تتخبط بين كريتر وخور مكسر.
عن نفسي،لا أستطيع تصور ثائر سوي يطلب الحرية مهما كان سقفها، كيف يسمح له عقله بالاعتداء على حرية الآخرين في ساحة مفتوحة وفضاء بلا سقف، إلا إذا كان هذا الكائن ممسوخ ويعمل لجهة مشبوهة وأجندة انتقامية، فالثائر لا يعتدي ولا ينتقم (اذهبوا فأنتم الطلقاء).
لا يستهدف الأحرار إلا شخص يعيش أسفل درجات العبودية، ولا يعتدي على الآمنين والمسالمين إلا طاغي تجاوز حدود بشريته، ومن يلجأ لاستخدام القوة يكشف فشل مشروعه وإفلاس حجته ومنطقه ، ليغدو المشهد هكذا: حق القوة لمواجهة قوة الحق.
لن نناقشكم في مسألة استقدام متظاهرين من الشمال كما تزعمون، فمن خلال معرفتنا بأسماء ومناطق الضحايا جراء عنفكم ومقرات الإصلاحيين في مدن عدن وحضرموت ولحج التي صارت شاهدة على همجيتكم التي لا تعترف بخطوط الطول والعرض، وتكشف بجلاء مشروعكم الذي تحده العداوة والكراهية من الجهات الأربع،ومن تحررت نفسه من معاني وصفات الإنسانية، لا يملك مشروعا للتحرير.
إلى مقاولي طهران والساقطين إليهم من بقايا المخلوع، لقد ظللتم السبيل وانحدرتم إلى القاع، والطريق إلى أوهامكم لن يمر عبر إحراق مقرات الإصلاح، وما عاد ينفع الركض والجهد والوسائل والدعم ما دمتم على الطريق الخطأ.
قتلتم بما يكفي ،اعتديتم وصادرتم الحريات ونشرتم الرعب في كل شارع، قطعتم الطرق ولوثتم الهواء ، أحرقتم كل شيء حتى الإنسان ،وجريمة الشاب محمد غالب أحمد في سيئون واقعة طرية، كل ذنبه أنه إنسان ،الله خلقه في ذمار وكتب له رزقه في حضرموت.
أفلستم يا هؤلاء ووصلتم بكل هذا القبح إلى الطريق المسدود، والله نسأل أن لا يسلطكم على أحد بعده.
وكما حركت نيران البوعزيزي ربيع العرب فسقطت على إثره أنظمة الاستبداد، فإن النيران التي أشعلتموها في جسد الشاب الذماري هي الشرارة التي أذنت بنهاية طغيانكم وظلمكم المستطير.
ولكل الأحرار في كل شبر من الجنوب أدعوكم أن أديروا ظهركم للريح ، وضعوا الشمس أمام وجوهكم ، ثم دعوا رياح القدر ترفعكم إلى السماء وارقصوا مع النجوم إنكم في عهد الربيع".
علي مبارك ملص
عودة إلى حضرموت منارة الحكمة وفنار البيان الى الكاتب القدير علي مبارك ملص الذي نشر بالأمس (أيضا) مقالا بدا فيه في مستوى واحد من المسؤولية تجاه طرفين في الجنوب أحدهما يدعو للانفصال والاخر يحافظ على الوحدة وكتب بعنوان "عندما تتصارع المشاريع تضيع القضايا":
"الناظر للمشاريع المطروحة في الساحة اليمنية يرى ان هناك قضايا ملحة وحقيقية ربما تحملها بعض هذه المشاريع قد تشكل قواسم مشتركة لكل هذه المشاريع بحيث تشترك في حلها أولا ثم تنطلق في تحقيق أهدافها الخاصة ثانيا ولو بصورة مرحلة لكن الحقيقة القائمة والمؤسفة والظاهر للعيان أن هذه المشاريع تتصارع وأن أصحابها يصرون على تعميق الصراع بينهم لتحقيق مكاسب ربما لو تحققت للجميع دفعة واحدة لكانت الماحقة لتلك كل هذه المشاريع والتي لن يفيق أصحابها الا على ضياع الجميع وغرق للسفينة عن بكرة ابيها لا سمح الله.
ومن القضايا المهمة التي يجب أن يجتمع عليها الجميع هي استعادة الدولة الضائعة وحل المعضلات الاقتصادية وتثبيت هيبة الدولة والاهتمام بالجانب المعيشي وتقريب الرؤى حول حزمة من القضايا الملحة واجتثاث معضلة الفساد الذي ينخر في جميع مفاصل الدولة وانتزاع اليمن من مصاف الدول الفاشلة . كل هذه القضايا من أهم الأوليات لمخلصين من أصحاب هذه المشاريع الذي أجدى بها ان تقدم المصلحة العامة على المصالح الضيقة وتحسيس الشعب الذي ما زال ينظر منذ زمن طويل الى أصحاب هذه المشاريع أن يحققوا له شيئا لكنهم لم يحققوا له أكثر من الصراع والتنافس المحموم وباسمه ترتفع عقائر أصحاب هذه المشاريع لتحقيق مآربهم الخاصة .
والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم ماهي هذه المشاريع التي تحمل اليمن رفاهيته وتقدمه وتحمل لشعبه ما يحلم به عبر تاريخ طويل لكن قد يضيع الجواب الصادق عند الجميع وبالنظر الى المشاريع المطروحة في الساحة اليمنية اليوم يبرز هناك مشروعان مهمان ربما يظهران بجلا على الساحة الجنوبية وتحويلها الى ساحة صراع لتحقيق مآرب هذين المشروعين وهما:
المشروع الداعي للحفاظ على الوحدة والذي يتمثل في السلطة القائمة وجهاتها المتنفذة والمتمصلحة من استمرار هذا المشروع.
المشروع الداعي الى فك الارتباط والانفصال والعودة الى قيام الدولتين على الساحة اليمنية.
فيلاحظ أن هذين المشروعين اليوم يمران بمرحلة استقطاب محتدمة وخصوصا عندما تقترب ساعة الفصل في تحقيق القضايا والأهداف لكل مشروع على حدة خصوصا بعد اعلان موعد مؤتمر الحوار الوطني وصدور بيان مجلس الأمن الدولي فيما يخص المعرقلين لتسوية وما يحمله هذان الأمران من استقواء للمشروع الأول واضعاف للمشروع الثاني ويغيب عن الجميع ما يترتب على ذلك من دفع ثمن باهظ لأبناء الجنوب فيما لو حصل صراع حقيقي على الأرض وما تنبأ به الأحداث على الساحة من اقتراب مثل هذا الصراع ، فالواجب على أصحاب كل مشروع استصحاب كثير من العوامل الداعية الى امتصاص التوتر ومراجعة الحسابات لتحديد أسوأ المآلات من الاحتكاك بين هذين المشروعين وان الساحة اليمنية يجب ألا تكون ساعة صراع لتصفية الحسابات ودفع كثير من الفواتير في الماضي والحاضر خدمة لأجندة اصحاب هذه المشاريع وتغافلا عن ما يتحمله أبناء هذا الشعب بسبب ذلك.
فالواجب على العقلاء والمنصحين أن يجمعوا أصحاب هذه المشاريع ويعضوهم في أنفسهم ويحملوهم المسؤولية عن أي صراع ربما ينفرط عقده ولا يستطيع أي طرف بعد ذلك لملمة الأمر والرجوع بالحال الى ما كان عليه كما يجب على الأطراف الراعية للتسوية السياسية في اليمن ان تتحمل مسؤوليتها الأخلاقية واستكمال هدفها في اخراج البلاد من عنق زجاجة هذه الأزمة ان كانت صادقة حينما تدخلت في بداية الأمر وأن لا تقوي طرف على طرف حتى لا يكون الشعب في نهاية المطاف دافعا فواتير هذا الصراع والتي سبق له أن تحمل في مراحل ماضية أخوات مثل هذه الصراعات التي لم يستطع حتى اليوم ان يلملم شتاتها ويضمد جراحها.
وفي الأخير فإن الداعين الى احتدام الصراع بين مثل هذه المشاريع لاشك أنهم في حقيقة الأمر يضيعون القضايا الحقيقية لليمن سواء في الجنوب أو في الشمال وأنهم يعبثون بها بقصد أو بغير قصد وأنهم لا يخدمون هذا الشعب بمثل هذه التصرفات وانما يخدمون ربما اجندات لخصوم وأعداء هذا الشعب من حيث يعلمون او لا يعلمون فعليهم أن يتقوا الله تعالى ويراجعوا انفسهم ومشاريعهم وأن يجتمعوا على كلمة سواء كما أمرهم المولى جل وعلا".
....
لب الخلاصة أن هذا الطواف في بعض مقالات صدرت في يوم واحد لأقلام جنوبية كبيرة مقروءة، يظهر بجلاء أن صوت الحكمة لم يضع أبدا وسط ارهاب الضجيج المبهرر الذي يظن، كما ظن سابقوه، أنه قادر على تمزيق هذا الوطن الكبير الذي يعيش فيه هؤلاء الكبار.
نقلاً عن نشوان نيوز:


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.