لا يختلف اثنان - عاقلان- على أن الانتخابات الرئاسية المبكرة هي بوابة اليمن إلى المستقبل..كونها الطريق الوحيد- حاليا- للخروج بالوطن من لجة الفوضى إلى بر الأمان..في ظل راهن حساس ومفصلي في حياة اليمانيين ،أنها جسر العبور باليمن إلى فيحاء الحياة الحرة الكريمة التي طالما ظل اليمانيون ينشدونها طويلا كاحلم راود مخيلاتهم طوال 33عامآ أو تزيد واليوم أصبح هذا الحلم قاب قوسين أو أدنى لاستعادة السعادة اليمنية بعد أن فقدت ردحا من الزمن ، ولاشك أن كل إنسان غيور على وطنه ومواطنيه سيقف بكل قوة مع خروج الوطن من محنته التي صنعها النظام المنتهي الصلاحية وذلك عبر المشاركة الفاعلة في الانتخابات التي ستكون هي حجر الزاوية بين عهدين .. عهد مضى بكل آلامه وأحزانه وماسيه ، وعهد بدأ باشراقة الفجر القادم ليبدد ظلام الليل الجاثم على صدور اليمانيين ، فيصنع اليمانيون غدهم المشرق بثورتهم الشبابية السلمية التي أضاءت ليل الوطن فتوارت من اشراقتها كل خفافيش الفساد والاستبداد ، واشرأبت الأعناق نحو المستقبل الزاهر الذي ينشده كل وطني حر أبي في هذا الوطن المعطاء .. ومن الغباء البين مقاطعة هذه الانتخابات بحجة نصرة القضية الجنوبية .. فمتى كانت المقاطعة حلا ؟! وما أروع ما قاله السياسي المخضرم د ياسين سعيد نعمان عن هذه الأصوات النشاز لبعض (الغوغا ئيين) المرتمين في أحضان خصومهم بهذا الجهل الأرعن وذلك حين قال :(الأصوات الصاخبة التي لاسقف لها مخيفة وأصحابها لا يستقرون على حال ،وفي نهاية المطاف يستقرون في حضن الخصم الذي يثورون عليه) فأوضح حجم الغباء المستحكم في عقليات البعض مما جعلهم يرتمون في أحضان الخصم وهم لا يشعرون .. وفي الجانب المقابل نرى شباب الساحات وهم يتألقون نضجا سياسيا رائعا ، واستشعارا وطنيا عظيما في هذا الظرف الحساس يقفون في صف الوطن ..ولله در الرئيس القادم عبد ربه منصور هادي كم كان دقيقا وهو يصف الشباب بأنهم رموا حجرا ضخما في المياه الراكدة. حقا لقد كان الشباب على قدر عال من المسؤولية الوطنية وهم يدعون إلى المشاركة الفاعلة في الانتخابات الرئاسية يوم 21فبرير وكأنهم يزحفون بها على آخر معاقل الفساد والاستبداد ، وكانوا كبارا وقد تجاوز نضجهم السياسي أطروحات الداعين إلى المقاطعة كونها عدمية وتمثل موتا سياسيا لأصحابها ، فتحية إكبارا إلى شباب الساحات وهم يخوضون معترك السياسة بنجاح منقطع النظير حين استفادوا من المبادرة الخليجية فيما يحقق أهداف الثورة ولا ينتقص من حقهم الشرعي والقانوني في القصاص من القتلة والمجرمين.. وللجميع الحق في التعبير عن مواقفهم من الانتخابات ..ولكن بطرق سلمية وحضارية .. بعيدا عن العنف لأنه وسيلة العاجزين.