حين نالت يد الغدر والخيانة والعمالة دم الشهيد محمد محمود الزبيري صبيحة يوم الخميس 31من شهر مارس للعام1965م فسقط ليروي بدمه تراب اليمن الطاهر وقبل أن تلاقي الروح بارئها وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة تلفظ معها بهذا البيت مرددا له: بحثت عن هبة أحبوك يا وطني... فلم أجد لك إلا قلبي الدامي
فيا لله ما أروعها من هبة وما أكرمه من واهب فإذا كان الزبيري قد وهب السعيدة دمه ومن قبلها جهده ووقته وشعره ونثره فلم يك فيه ذلك, فبالله عليكم ما ذا وهبنا اليمن الغالي والعالي في نفوسنا.
ماذا ستتحدث عنا الأجيال ما هي انجازاتنا.. اليمن اليوم في أمس الحاجة إلينا جميعا, طلاب مثقفين تجار حرفيين كل أبناء اليمن, لا تستغني عن أحد لابد أن نقف جميعا وقفة رجل واحد لنقول للظلم لا وللعنف لا وللطائفية لا وللعنصرية ألف لا إذا أردنا الغد الأفضل..
أبناء اليمن الأوائل أعطوا كل شيء ليروا اليمن بشطريه وقد دحر الاستبداد والاستعمار فلا تجعلوا الناس يتباكون على الماضي بأفعال سفها القوم وأراذلهم هم اليوم منبوذين هم اليوم يلفظهم حتى التاريخ فلنسجل لهم بإرادتنا وإصرارنا شهادة الوفاة لماضيهم الأسود وأفعالهم الشنعاء ولنكون رجالا لهذه المرحلة أقويا بإخلاصنا المنبثق من عقيدتنا التي توكل إلينا التغيير فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ولو لم نجد إلا مدامعنا الباكية ودماءنا الغالية, فلله درك يا زبيري كم أنت عظيم وعظمتك أنبتت فينا شجرة الحرية من كل أغلال الطغاة وثق بأننا سنرويها بدمائنا رخيصة في سبيلها التي هي سبيل الحق والعدل التي لا يمكن الحياد عنها إنشاء الله.