حفل عام 2011 بالكثير من الأحداث في عالم التقنية والتكنولوجيا مع ظهور الجديد من الأجهزة الإلكترونية والبرمجيات بالإضافة إلى تطوير الأجهزة الموجودة في الأسواق عبر إدخال التقنيات الجديدة لها. جاءت تلك الأحداث متزامنة مع ثورات الربيع العربي التي لعبت فيها التكنولوجيا الحديثة وشبكة الإنترنت دورًا كبيرًا، كما صنعت الكثير من العناوين الرئيسية في وسائل الإعلام. ويمكن إبراز أهم تلك الأحداث في التالي:
- في بداية عام 2011 أثبتت شبكات التواصل الاجتماعي أنها لم تكن فقط للتسلية أو الترفيه، فشبكات مثل "فيس بوك" و"تويتر" و"بلاكبيري" لعبت دورًا كبيرًا في التنسيق لكثير من أحداث الربيع العربي وكانت المُوجِّه الرئيس للثوارت الشعبية في مصر وتونس وليبيا واليمن وسوريا. وساهمت مواقع التواصل الاجتماعي وفي مقدمتها "فيس بوك"، في تسريع معدلات تراكم الغضب لدى الشعوب العربية خلال السنوات الأخيرة، ثم في نقل وقائع الثورات الشعبية إلى أنحاء الوطن العربي بداية من تونس مرورًا بمصر وباقي دول الربيع العربي. ففي شهر يناير اندلعت ثورتان شعبيتان عربيتان أطاحتا بأقدم نظامين للحكم في الشرق الأوسط في مصر نظام الرئيس السابق حسني مبارك (30 عامًا) وفي تونس الرئيس السابق زين العابدين بن علي (28 عامًا).. وفي كلتا الحالتين كانت الشبكات الاجتماعية خاصة "فيس بوك" منصة الانطلاق والدليل لها. أعقبها بعد ذلك ثورات ليبيا وسوريا، ليطلق على تلك المواقع "مهد الثورات ومُزيح الرؤساء".
- في يناير زادت قيمة موقع "تويتر" الذي لم يكن قد وصل إلى نفس الشهرة التي لقيها بنهاية العام وبدأ الاهتمام العالمي به يزداد حين وردت الأنباء عن إطلاق النار على سيدة عضو بالكونجرس الأمريكي، أثبت موقع تويتر قيمته الكبيرة حين نقل الخبر بوصفة خدمة إخبارية متداولة. وتعرضت شركة تويتر في ذلك الوقت أيضًا للضغط من قبل وزارة العدل الأمريكية للإفصاح عن أسماء مستخدمين تقول الوزارة إنهم على علاقة بموقع "ويكيليس" الشهير.
- إطلاق جهاز (آي باد 2 ipad2 ): بعد سنة من اكتساح سوق الأجهزة اللوحية بجهاز "الآي باد" الأول، أطلقت شركة آبل جهاز الآي باد 2، والمزود بكاميرا أمامية و أخرى خلفية، بالإضافة إلى معالج بضعف السرعة الأجهزة اللوحية بجهاز الآي باد الأول. وارتفعت نسبة محاولات البحث عن "iPad2 " إلى 939% بين الفترة من عام 2010 إلى عام 2011، مما جعل هذا الجهاز اللوحي يحتل المرتبة العاشرة بين محاولات البحث الأسرع صعودًا على جوجل. ووصلت محاولات البحث عن iPad 2 إلى ذروتها في فبراير 2011، قبل مرور أسبوعين على بدء شركة آبل بيع الجهاز على الويب وفي أسواق التجزئة.
- شركة "إتش بي" توقف جهاز تاتش باد بعد أقل من شهرين من إطلاقه الذي كانت الشركة تريد به منافسة جهاز الآي باد، غير أنها قررت أن تنهي جهاز تاتش باد وتوقف أيضًا نظام التشغيل (webOS ) الذي كانت قد استثمرت فيه كثيرًا.
- شركة مايكروسوفت تستحوذ على برنامج "سكايب" وذلك بعد ظهور شائعات أن موقع "فيس بوك" ينوي شراء سكايب، سارعت شركة مايكروسوفت إلى شرائها بملغ ضخم بلغ حوالي 8 مليارات دولار. وتعد هذه الصفقة الأضخم في تاريخ مايكروسوفت.
- اختراق شبكة "البلاستيشن نيتورك" وهو الاختراق الأكبر الذي تتعرض له شركة كبيرة مثل سوني، حيث استطاعت مجموعة من مخترقي الكمبيوتر الدخول إلى شبكة بلاي ستيشن نيتورك، وسرقة جميع المعلومات الشخصية المتعلقة 77 مليون مستخدم، بما في ذلك البريد الإلكتروني وكلمة السر. مما اضطر سوني إلى إيقاف الخدمة لمدة تقارب 23 يومًا، وبعد عودة الشبكة إلى العمل عرضت الشركة على اللاعبين مجموعة ألعاب مجانية كتعويض عن الانقطاع.
- جوجل تستحوذ على موتورولا وذلك في خطوة لافتة للنظر، استحوذت شركة جوجل على مصنع الأجهزة المحمولة "موتورولا" بحوالي 12 مليار دولار. وصرّحت جوجل أن ما دعاها إلى الاستحواذ على موتورولا هو براءات الاختراع التي تمتلكها. والتي ستساعدها في المواجهات القضائية بينها وبين كل من مايكروسوفت وآبل.
- طرح نسخة تجريبية من ويندوز 8 للمطورين حيث طرحت شركة مايكروسوفت في مؤتمر ضخم للمطورين النسخة التجريبية من ويندوز 8، والذي من المتوقع صدوره في عام 2012. و أبرز ما يميز ويندوز 8 هو استبعاد سطح المكتب واستبداله بواجهة (مترو) المتواجدة في الويندوز فون 7.
- "نينتيندو" تعلن جهاز ألعاب جديد خلفا لجهاز "ويي" قد لا يكون الخبر بحد ذاته مفاجئًا، حيث كانت توقعات بأن تطرح "نينتيندو" جهازًا جديدًا، بعد انخفاض مبيعات جهاز "ويي" لإشباع السوق، إلا أن نينتيندو كعادتها قدمت بتصميم مختلف كليًّا عن سابقه. حيث جهاز التحكم بالجهاز الجديد المسمى (الوي يو) على شاشة لمس بحجم 6 انش. وحساس للحركة، وكاميرا. ولعل أحد أكثر المزايا إثارة هي إمكانية اللعب بالجهاز من دون التلفزيون حيث بالإمكان رؤية الفيديو على شاشة جهاز التحكم.
- ظلّت شركة جوجل هي أكثر شركات التكنولوجيا الجديدة نجاحًا خلال العقد الماضي، واستمرت أرباحها تتدفق وتتزايد اعتمادًا على هيمنتها على سوق الدعاية القائمة على خدمات البحث. لكنها تعثرت في محاولاتها لتصبح اسمًا كبيرًا في مجال شبكات التواصل الإجتماعي التي أصبحت الظاهرة الأكبر انتشارًا خلال السنوات الأخيرة. وكانت خدمة جوجل بلس هي آخر تلك المحاولات، ففي يونيو 2011 دخلت جوجل فضاء شبكات التواصل الاجتماعي بإطلاقها خدمة "جوجل بلاس" وبعد مرور 3 أسابيع على الإعلان عن Google، اكتسبت الخدمة قاعدة مستخدمين كبيرة تجاوزت 10 ملايين شخص. وهي تمثل تحديًا مباشرًا لشبكة "فيس بوك" وتتيح للمستخدمين قدرًا أكبر من الخصوصية الصارمة وكذلك خدمات مبتكرة أخرى مثل خدمة الفيديو المباشر. ولاقت الخدمة استحسان الكثيرين من جمهور الإنترنت وفتحت أبوابها واسعة أمام المستخدمين الجدد.
- في سبتمبر إطلاق "آي فون 4" أو (iphone4s): فاجأت آبل الجميع بإعلان جهاز أي فون S4 ، حيث كان الجميع ينتظر أن تعلن عوضًا عنه iphone 5 ، حيث يشابه جهاز الآيفون 4 تمامًا، ولكن مع معالج أسرع وكاميرا بوضوح أكبر. فقد انتظر المستهلكون والمحللون على حد السواء إصدار شركة "أبل" لهاتفها الذكي الجديد قبل أشهر من توفره في منافذ البيع. وقد كان من بين الميزات التي تَمّ الترويج لها احتواؤه على شاشة كبيرة وزجاج بين جميع الحواف وكاميرا بحجم 8 ميجا بكسل وعناصر كثيرة للتحكم في الصوت. اعتقد الكثيرون أنه سيطلق على هذا الهاتف اسم. بلغت الإثارة الناتجة عن iPhone 5 أعلى مدى لها في البحث خلال سبتمبر 2011، أي قبل أسبوع من إزاحة شركة أبل الغطاء عن iPhone 4s في مؤتمر صحفي بمقرها الرسمي في مدينة كوبيرتينو بولاية كاليفورنيا.
- وفاة ستيف جوبز جوبز المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة أبل في أكتوبر. وقد أعلنت وفاة جوبز بعد يومين من إطلاق النسخة الجديدة "آي فون 4S " ، حيث شعر الكثيرون أن خليفته تيم كوك قد فشل في التألق كما كان يفعل جوبز. وكان جوبز مصدر إلهام لملايين الأشخاص حول العالم نظرًا لما كان يتمتع به من ولع وإبداع، ولقد أحدث خبير التكنولوجيا الحالم ثورة في حياة الأشخاص وعملهم من خلال أجهزة كمبيوتر "ماك" Mac وأجهزة "آي باد" iPod و"آي فون" iPhone .
