أصدرت عصبة حضرموت توضيح حول ماجاء في حديث أجراه موقع الجزيرة نت مع السيد علي سالم البيض وقد تلتقى عدن بوست نسخة منه وجاء على النحو التالي: نص التوضيح بسم الله الرحمن الرحيم للتوضيح عصبة القوى الحضرمية حول ما جاء في موقع “الجزيرة نت ” بتاريخ 16 يناير 2013م ما يلي: قال السيد /علي سالم البيض آخر رئيس لليمن الجنوبي ,وفي حوار اجراه معه مراسل الجزيرة نت في عدن الاعلامي سمير حسن رداً على سؤاله : ماذا عن الاصوات التي برزت مؤخراً وتقودها (العصبة الحضرمية) التي تنادي بانفصال حضرموت ،فكان رده كما يلي: “مشاريع موجودة لدى أشخاص لا تحظى بقبول كبير لدى ابناء (محافظة)حضرموت ,وهذه المشاريع قبل ظهورها كانت هناك معالجات أكد عليها البرنامج السياسي لمختلف مكونات الحراك الجنوبي وأوضحناها في أكثر من مناسبة , تنص على ان دولة الجنوب القادمة ستكون دولة برلمانية فيدرالية بين محافظات الجنوب لإعطاء فرصة لكل (محافظة) تحكم نفسها .وهذا الامر مجمع عليه من كافة الحراك الجنوبي التحرري”. ونقول نحن في مجلس رئاسة عصبة القوى الحضرمية مايلي : أولاً…اننا نتوجه بالشكر لمراسل الجزيرة نت ذكره للعصبة الحضرمية وبالاسم وباعتبارها احدى الحركات الحضرمية التي لها موقف مميز في النشاط الوطني .وهذا يؤكد مدى جدية وجدوى وأهمية عملنا رغم قصر عمره ولم يتجاوز السبعة اشهر منذ إشهار العصبة في 17مايو2012م. وفي هذا دلالة على ان رسالتنا ماضية في طريقها وتحقق التفهم المطلوب لدى الأخرين بعون الله تعالى . ثانياً… بالقطع نحن لا نتفق مطلقاً مع وصف مراسل الجزيرة نت باننا من (الاصوات التي تنادي بانفصال حضرموت ),لاننا استقلاليون لا انفصاليون , وحيث ان هذا التوصيف من مراسل الجزيرة نت لا يتفق مع واقع الحال, ومع مطالبنا المعلنة والمنشورة والموثقة بالصوت والصورة والكلمة المكتوبة وكذلك لامرين اساسيين هما : الاول…ان مصطلح الانفصال والانفصاليين لا ينطبق علينا نحن الحضارمة اصحاب الهوية المستقلة والتي ليست لها علاقة لا بالجنوب ولا باليمن وان ما يجمعنا معهما هو الجوار الجغرافي فقط تماماً كجارتنا الشرقية سلطنة عمان وجارتنا الشمالية الممكلة العربية السعودية .ولعل مراسل الجزيرة نت على علم كافٍ بخصائص ومكونات ومقومات الهوية الحضرمية المستقلة عن الجنوب وعن اليمن . وان كانت تنقصه شئ من المعرفة في ذلك فاننا على استعداد لتزويده بها بما يقنعه باننا بالفعل هوية حضرمية لا جنوبية ولا يمنية . كما اننا على استعداد لاستضافته في حضرموت ليرى بنفسه مدى استقلالية الهوية الحضرمية عن كل من الجنوب واليمن .وان ما يجمع حضرموت معهما وكما قلنا سابقاً هو الجوار الجغرافي فقط .وان ما جرى من إجبار وإكراه لحضرموت وإلحاقها بالقوة في ان تكون جزءاً من كيان اليمن الجنوبي عام 1967م, ثم جزءاً من كيان اليمن الموحد عام 1990م قد تم دون ارادة حرّة وطوعية من شعب حضرموت وهو امر معروف ومتداول ومنشور وموثق وليس إفتراءً أو إدعاءً والوثائق والمدونات المكتوبة تثبته . كما ان ماذكره مراسل الجزيرة نت من اننا انفصاليين يتناقض تماماً ويصطدم مع الرسالة الاعلامية التي تنادي بها باستمرار (قناة الجزيرة )من حيث التأكيد على ان حركات الاستقلال هي غير حركات الانفصال ,وباعتبار ان حركات الاستقلال تنطلق من هويات مستقلة اخضعت شعوبها بالقوة وبالاكراه للاستعباد والاحتلال من قبل الآخرين ,ولذلك فمن حق هذه الهويات المستقلة التعبير عن نفسها وعن مطالبها المشروعة .وهذا التصنيف للحركات الاستقلالية هو الذي ينسجم وينطبق على حالنا نحن الحضارمة لاننا اصحاب هوية وهوية مستقلة بذاتها لها مقوماتها واركانها ودعائمها التاريخية والجغرافية والاجتماعية والسياسية والثقافية والنفسية والحضارية والتراثية .اما الحركات الانفصالية فهي جزء من أصل ,وهي حركات تمرد وعصيان ,وقد تكون لها مطالبها المعروفة والمقبولة والمشروعة . وهذا الطرح الواقعي والعقلاني والمنطقي والانساني لقناة الجزيرة في التمييز بين الحركات الاستقلالية والحركات الانفصالية هو الذي يرفع من قدر هذه القناة الفضائية ويجعلها اكثر أحتراماً ومصداقية في اوساط الشعوب المغلوب على امرها لا في اوساط الانظمة الاستبدادية .ولذلك فاننا حركة استقلالية حضرمية لا حركة انفصالية عن الجنوب ولا عن اليمن لعدم وجود رابط يربطنا معهما غير الاحتلال والهيمنة ,ولم يتح لشعب حضرموت خلال نصف قرن مضى ان يعبر بحرية تامة عن هويته الاصيلة بسبب القمع الامني والارهاب الفكري والاستعباد السياسي والهيمنة الادارية والاقتصادية والثقافية والذي مورست علينا خلال خمسة عقود من الزمن .وعندما اهلّت بشائر الحرية مع نسائم الربيع العربي والذي باركته قناة الجزيرة ودعمته بالكلمة والصورة الموثقة انطلق الحضارمة كغيرهم من الشعوب الارض في المطالبة بحقوقهم المنتهكة منذ عقود مضت ولذلك نعود ونقول مرة اخرى بان قول مراسل الجزيرة نت باننا انفصاليين امر لايتطابق مع واقع الحال كما اسلفنا لاننا استقلاليين لا انفصاليين ولان هويتنا الحضرمية هوية مستقلة لا جنوبية ولا يمنية بشهادة التاريخ والجغرافيا وبكل ماجرى على الانسان الحضرمي منذ خمسة الاف عام هي عمر حضارته المديدة, وماساهم به من جهد وعطاء في الحضارة الانسانية في مسيرتها الطويلة . والأمر الثاني…ان كل البيانات المنشورة والمعلنة والموثقة لعصبة القوى الحضرمية منذ اعلانها في 17مايو2012م لم تشر مطلقاً الى مطلب الاستقلال وإقامة دولة حضرمية وانما طالبت بان يمنح شعب حضرموت في الوطن والمهجر فرصة عادلة وكافية وحقيقية في تقرير مصيره السياسي والوطني وان يقول ما يريده من نظام حكم يقبل به ويرتضيه على اراضيه, ويختاره بحرية تامة , من خلال إستفتاء شعبي حر ونزيه وضمن آليات الاممالمتحدة المعروفة وتشرف عليه مؤسسات دولية وأقليمية محايدة ونزيهة ومقبولة من قبل شعب حضرموت ,ويشارك فيه كل ابناء حضرموت في الوطن والمهجر ممن لهم حق الاستفتاء .وان حق تقرير المصير هذا لشعب حضرموت لابد ان يدوّن ويكتب بشكل واضح في أي دستور لدولة قادمة تحكم حضرموت سواء كان مركزها عدن اذا تم فك الارتباط او مركزها صنعاء اذا مافرض على الحضارمة والجنوبيين كنتيجة للحوار المزمع عقده وتحت الضغوط الدولية او الاقليمية الابقاء على (دولة يمنية )باقاليم اتحادية وذلك حتى لا يغدر بشعب حضرموت مرة اخرى ويجد نفسه اسيراً في سجن عدن او في سجن صنعاء ,فلابد من تدوين هذا الحق بتقرير مصير شعب حضرموت في أي دستور للدولة القادمة التي ستفرض على حضرموت ,وكضمانة لشعب حضرموت من عدم الغدر به فيكون الحل عندها في استفتاء شعب حضرموت ليقرر الاستمرار في هذه الدولة او الافتكاك منها وكما حدث لجنوب السودان مؤخراً .ولأن أي قول انشائي بضمانات توضع في دولة برلمانية او فيدرالية او غيره لن تقنع الحضارمة بجدواها وجديتها ,خصوصاًمع مرارة التجربة السابقة منذ عام 1967م والى اليوم وانعدام الثقة في حكام صنعاء وماكابده شعب حضرموت وماناله من بؤس وحرمان وشقاء وفقر واستبداد وتعسف وظلم وعدوان من هذين النظامين اليمنيين , رغم ان البعض من هؤلاء الحكام في عدنوصنعاء هم من الحضارمة. وقد وضعتهم اقدارهم في في هذه المواضع التي ربما لايتمنون ان يكونوا فيها اليوم .وهم في النهاية لا يعبرون عن كل حضارمة الوطن و المهجر ,وربما يعبرون عن قلة محدودة فقط من الحضارمة من أصحاب المصالح المعروفة والمرتبطة بعدن أو صنعاء . اما اذا رفض مطلب الحضارمة في حق تقرير المصير ولم يدوّن ويكتب في دستور الدولة القادمة فعندها قد يرفع الحضارمة سقف مطالبهم الى الاستقلال السياسي والوطني الكامل وباستعادة سيادتهم غير المنقوصة على ارضهم وثرواتهم , وهي سيادة متفقة ومتطابقة مع هويتهم المستقلة الخاصة بهم والتي تؤكد انهم ليسوا جنوبيين وليسوا يمنيين . اما عن الردود والاجابات التي وردت في هذا الحوار او المقابلة مع الجزيرة نت فهي تخص صاحبها وقائلها وهي تعبر عنه .ونحن في عصبة القوى الحضرمية نقدر له ونشكره على ردوده واجاباته تلك فيما يتعلق بشأن العصبة الحضرمية .وقد جاءت خالية من التشنج والعنت والتصلب والانفعال العاطفي ,وتدل على ظهور سماحة اولية لديه بتقبل الرأي والرأى الآخر ولعلها بداية خير مشجعة لظهور سلوك سياسي جديد ومرن في (القيادة الجنوبية) للتفهم والاعتراف بحقوق شعب حضرموت ,مما يسمح بتقبل كل الآراء .غير اننا نؤكد ان ما ورد في هذه الاجابات والردود بشكل عام هي مسألة تخص ابناء الجنوب ولا تلزمنا نحن الحضارمة في شئ لاننا لسنا جنوبيين ,ولنا مطالبنا المشروعة والمحددة والتي ذكرناها أنفاً وعلى رأسها (حق تقرير المصير لشعب حضرموت) وخصوصاً ان تدوين حق تقرير المصير للشعوب في الدساتير ليس بدعة او تعجيزاً منا ,بل هو شرعةً ومنهاجاً اعتمدته دولاً عديدة لضمان استقرار شعوبها والمحافظة على حقوق مختلف مكوناتها العرفية أو الاجتماعية أو الحضارية .ومن هذه الدول ذكراً لا حصراً الاتحاد الماليزي وجمهورية العراق والاتحاد الاثيوبي وغيره . والله الهادي الى سبل الرشاد صادر عن : رئيس مجلس رئاسة عصبة القوى الحضرمية د. عبدالله سعيد باحاج المكلا في 19يناير2013م