شهدت جبهة نهم، شرق العاصمة اليمنية صنعاء، تقدما نوعيا للجيش الوطني الذي تمكن بمساندة قوات التحالف العربي من السيطرة على عدد من الجبال الاستراتيجية من بينها حلبان ورفح ومنطقة الجروف وجبل دوة المطل على محافظة الجوف. وهو التطور الأهم وفقا للصحافي اليمني عبدالوهاب بحيبح الذي أكد في تصريح ل”العرب” أنه يمهد لالتقاء قوات الشرعية في الجوف مع الجيش الوطني في صنعاء، لتتحول إلى جبهة واحدة مفتوحة باتجاه العاصمة. وتتميز السلسلة الجبلية التي سيطر الجيش الوطني على معظمها بأنها تربط بين الجوفوصنعاء وعمران، المحافظات التي تمثل مركز الثقل الحوثي. وقال الناطق باسم مقاومة صنعاء عبدالله الشندقي في وقت سابق ل”العرب” إن قوات الشرعية تمكنت من السيطرة على كميات ضخمة من سلاح الميليشيا الانقلابية عقب تحرير جبل يام، من بينها صواريخ إيرانية الصنع وأخرى حرارية. وفي جبهة الساحل الغربي تقترب قوات الجيش الوطني مدعومة بقوات التحالف العربي من تحرير ميناء المخا الاستراتيجي بعد التمكن من إحكام السيطرة على منطقة ذوباب. ويرى العديد من الخبراء العسكريين أن تحرير المخا سيساهم في قطع شريان رئيسي لتهريب الأسلحة الإيرانية للمتمردين، إضافة إلى تحول المنطقة إلى نقطة انطلاق لاستكمال تحرير تعز وباب المندب. ولفتت مصادر مطلعة إلى أن قوات الحرس الجمهوري التابعة للرئيس السابق علي عبدالله صالح تعاني من حالة استنزاف غير مسبوقة وعلى وجه الخصوص في جبهتي نهم والساحل الغربي، بعد أن غادرت معظم عناصر الميليشيا الحوثية تلك الجبهات وعادت للقتال في محافظة صعدة معقل الجماعة التي يحقق فيها الجيش الوطني تقدما ملموسا وغير متوقع في كل من جبهتي البقع وكتاف. حالة من الغضب تسود أنصار صالح بسبب ما اعتبروه حالة إقصاء ممنهجة يتعرضون لها من قبل الحوثيين في المؤسسات وصرح قائد محور صعدة في الجيش الوطني العميد عبيد الأثلة، بأن قواته باتت على مسافة 90 كم من مركز المحافظة. وتتوالى الأنباء عن مصرع ضباط من رتب رفيعة في الحرس الجمهوري بمختلف الجبهات، حيث أعلن في الأيام الماضية عن مقتل اثنين من كبار العسكريين الموالين للرئيس السابق في غارة جوية لطيران التحالف وهم العقيد حمود عزمان قائد الكتيبة الثالثة في اللواء العاشر عمليات خاصة والعقيد محمد صالح الحاضري. وفي مؤشر على الانهيار النفسي في صفوف قوات صالح بثت وسائل إعلام تابعة للحكومة الشرعية لقاءات مع قادة عسكريين انشقوا مؤخرا عن الرئيس السابق وأعلنوا انضمامهم للجيش الوطني وكان آخرهم قائد القوة الصاروخية في جبهة نهم، وكشفت أحاديث الملتحقين بالجيش الوطني عن حالة استياء متعاظم في صفوف ضباط الجيش اليمني السابق الموالي لصالح بسبب ما يتعرضون له من إذلال من قبل عناصر الميليشيا الحوثية. وبحسب مصادر خاصة تجري قيادة الجيش الوطني اتصالات مستمرة مع قيادات في الحرس الجمهوري والألوية العسكرية الأخرى للانضمام إلى صفوف الجيش الوطني، وهو الأمر الذي بدأت ملامحه تتضح مع كل تقدم يتم إحرازه باتجاه العاصمة صنعاء. وسياسيا، تسود حالة من الغضب بين أنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح بسبب ما اعتبروه حالة إقصاء ممنهجة يتعرضون لها من قبل الحوثيين في مؤسسات الدولة حتى بعد الإعلان عما سمّيت بحكومة الإنقاذ الوطني، وهو الغضب الذي فاقم من عجز الانقلابيين عن دفع رواتب موظفي الدولة في المناطق الخاضعة لسلطتهم منذ شهور. ويتوقع مراقبون سياسيون أن تشهد الأيام القادمة تصاعد حالة الاضطراب السياسي في جبهة الانقلاب، والتحاق المزيد من السياسيين في صنعاء من غير العقائديين بالحكومة الشرعية في عدن ومأرب. ولا يزال القيادي البارز في حزب المؤتمر ياسر العواضي يعتكف بمنزله في محافظة البيضاء رافضا العودة إلى صنعاء وتسلم حقيبته في حكومة الانقلابيين كوزير للتخطيط التعاون الدولي، ورجّحت المصادر أن تحذو العديد من قيادات الحزب المقربة من صالح حذو العواضي، في ظل تزايد المؤشرات على التصدع الكبير في تحالف الانقلاب.