تعرضت لضربة سابقة.. هجوم ثانٍ على سفينة في البحر الأحمر وتسرب المياه إلى داخلها    اعرف تاريخك ايها اليمني!    تحذير هام من مستشفيات صنعاء للمواطنين من انتشار داء خطير    رسالة غامضة تكشف ماذا فعل الله مع الشيخ الزنداني بعد وفاته    تهامة: مائة عام من الظلم وحلم الاستقلال المنتظر    شباب الغضب بوادي وصحراء حضرموت يؤيدون مخرجات اجتماع المجلس الانتقالي    وهن "المجلس" هو المعضلة    الإخواني أمجد خالد وعصابته.. 7 عمليات إرهابية تقود إلى الإعدام    سفير مصري: حزب الله يستعد للحرب الشاملة مع إسرائيل هذه الأيام    جماهير الهلال في عيد... فريقها يُحقق إنجازًا تاريخيًا جديدًا!    "طوفان زارة"....جماعة إرهابية جديدة تثير الرعب جنوب اليمن و الأجهزة الأمنية تتدخل    قوات الأمن تداهم حي الطويلة في عدن وسط إطلاق نار كثيف    سانشيز افضل مدرب في الليغا موسم 2023-2024    غوندوغان سيتولى شارة قيادة المانيا بلون العلم الوطني    لامين يامال افضل لاعب شاب في الليغا    دموع أم فتاة عدنية تجف بعد عامين: القبض على قاتل ابنتها!    برعاية السلطة المحلية.. ندوة نقاشية في تعز غدًا لمراجعة تاريخ الوحدة اليمنية واستشراف مستقبلها    منتدى حواري في مأرب يناقش غياب دور المرأة في العملية السياسية    نقابة الصحفيين تستنكر الحكم الجائر بحق الصحفي ماهر وأسرته تعتبره حكماً سياسياً    جزءٌ من الوحدة، وجزءٌ من الإنفصال    انفجار عنيف يهز محافظة تعز والكشف عن سببه    في اليوم 235 لحرب الإبادة على غزة.. 36096 شهيدا و 81136 جريحا وعدة مجازر في رفح خلال 48 ساعة    بالإجماع... الموافقة على إقامة دورة الألعاب الأولمبية لفئة الشباب لدول غرب آسيا في العراق    غوتيريش يدين بشدة هجوم إسرائيل على مخيم للنازحين في رفح    ضربة معلم تكسر عظم جماعة الحوثي وتجعلها تصرخ وتستغيث بالسعودية    خبر صادم: خروج ثلاث محطات كهرباء عن الخدمة في العاصمة عدن    استمرار النشاط الإيصالي التكاملي الثاني ونزول فريق إشرافي لأبين لتفقد سير العمل للفرق الميدانية    مجلس الوزراء السعودي يجدد رفضه القاطع لمواصلة انتهاكات الاحتلال للقرارات الدولية    الهلال السعودي ينهي الموسم دون هزيمة وهبوط أبها والطائي بجانب الحزم    ارتفاع أسعار النفط وسط ترقب المستثمرين لبيانات التضخم واجتماع أوبك+    تدشين مشروع توزيع "19"ماكينة خياطة على الأرامل في ردفان    الرئيس الزُبيدي : المجلس الانتقالي لن ينتظر إلى مالانهاية تجاه فشل الحكومة واستمرار تدهور الأوضاع المعيشية    الزُبيدي يؤكد على أهمية المخيمات الصيفية لخلق جيل مناهض للفكر الحوثي    الوحدة التنفيذية : 4500 شخص نزحوا من منازلهم خلال الربع الأول من العام الجاري    بعد تجريف الوسط الأكاديمي.... انتزِعوا لنا الجامعات من بلعوم السلفيات    انعقاد جلسة مباحثات يمنية - صينية لبحث مجالات التعاون بين البلدين وسبل تعزيزها    انطلاق أولى رحلات الحج عبر مطار صنعاء.. والإعلان عن طريقة الحصول على تذاكر السفر    استعدادات الأمة الإسلامية للعشر الأوائل من ذي الحجة وفضل الأعمال فيها    شاهد .. وزير الزراعة الحوثي يعترف بمجلس النواب بإدخال الحوثيين للمبيدات الإسرائيلية المحظورة (فيديو)    أكاديمي سعودي: التطبيع المجاني ل7 دول عربية مع إسرائيل جعلها تتفرعن    الإعلان عن تسعيرة جديدة للبنزين في عدن(السعر الجديد)    برشلونة تودع تشافي: أسطورةٌ تبحث عن تحديات جديدة وآفاقٍ أوسع    العكفة.. زنوج المنزل    استشهاد جندي مصري في الحدود مع غزة والقاهرة تحذر من المساس بأمنها    المطرقة فيزيائياً.. وأداتياً مميز    تدشين دورة إدارة البحوث والتطوير لموظفي وموظفات «كاك بنك»    8200 يمني سيغادرن من مطار صنعاء الى الأرضي السعودية فجر غدا الثلاثاء أقرأ السبب    مغادرة أول دفعة من الحجاج جواً عبر مطار عدن الدولي    سلطان العرادة وشركة غاز صافر يعرقلون أكبر مشروع لخزن الغاز في ساحل حضرموت    دعم سعودي جديد لليمن ب9.5 مليون دولار    - 45أعلاميا وصحفيا يعقدون شراكة مع مصلحة الجمارك ليكشفون للشعب الحقيقة ؟كأول مبادرة تنفرد بها من بين المؤسسات الحكومية منذ2015 فماذا قال مرغم ورئيس التحرير؟ اقرا التفاصيل ؟    الفنان محمد محسن عطروش يعض اليد السلطانية الفضلية التي أكرمته وعلمته في القاهرة    عالم يمني يبهر العالم و يكشف عن أول نظام لزراعة الرأس - فيديو    ثالث حادثة خلال أيام.. وفاة مواطن جراء خطأ طبي في محافظة إب    ما بين تهامة وحضرموت ومسمى الساحل الغربي والشرقي    وهم القوة وسراب البقاء    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صنعاء تغلي على صفيح شتاء ساخن
مواجهات مشتعلة يرافقها قصف جوي.. وآخر الإحصاءات تشير إلى 261 قتيل وجريح..

محلات تغلق أبوابها وأخرى تتعرض للنهب.. وأزمة غذاء ومشتقات نفطية تنذر بكارثة إنسانية
إعلان حالة الطوارئ.. انفلات أمني ونزوح.. وحالة ذعر تجبر المواطنين البقاء في منازلهم
اقتحامات واختطافات.. تحشيد قبلي.. وغليان شعبي وسط مباركة وتصعيد حكومي وإقليمي
توقف للعملية التعليمية.. تعطل للمؤسسات الحكومية.. انقطاع حركة المرور وشلل في المواصلات
استخدام المباني للتمترس والقنص.. ودعوات لحماية وتحييد المدنيين وتسهيل إجلاء الضحايا
تتواصل المواجهات المسلحة في العاصمة صنعاء، منذ مساء الجمعة، بين مليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح في عدة أحياء، أسفرت عن سقوط عديد قتلى وجرحى، بينهم مدنيون. ولا يبدو أنَّ الأمور تحت السيطرة، هذه المرة على الأقل، فقد اجتاح الحوثيون آخر مناطق حليفهم باستهداف "مسجد الصالح" ومحاصرة منازل عائلته الواحد تلو الأخر.
وفيما تتجدد الاشتباكات بين حينة وأخرى متمددة إلى أماكن متفرقة لتشهد الأمانة ما يمكن تسميته بحرب شوارع بين مليشيا الحوثي والمخلوع صالح التي تحالفت سابقا لإسقاط الدولة الشرعية.. يبلغ الصراع ذروته بين شريكي انقلاب لا يقيم اعتباراً للسكان والمدنيين في العاصمة، وينذر بانفجار جديد لا يمكن في أي حال معه تجنب معركة دامية بين الطرفين.
مواجهات عنيفة وقصف
تشهد العاصمة صنعاء مواجهات بين مليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح اندلعت الأربعاء، عقب مهاجمة عناصر حوثية لمنازل قيادات في حزب المؤتمر. ولليوم الرابع على التوالي تواصلت الاشتباكات العنيفة، في أكثر من مكان وسط العاصمة، سقط خلالها العشرات من القتلى والجرحى من الطرفين.
وأمس الأحد اندلعت مواجهات عنيفة بين مليشيا الحوثي وصالح جنوب العاصمة صنعاء، وفقاً لمصادر أفادت بانقطاع حركة المرور، وإغلاق المحلات أبوابها، والتزام الناس في منازلهم. وقالت مصادر في العاصمة صنعاء إن مواجهات عنيفة اندلعت بين مليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح جنوب العاصمة.
شهود عيان أكدوا استمرار الاشتباكات في منطقة بيت معياد وشارع 16 بمديرية السبعين. وأشاروا إلى توقف حركة السير في خط شارع تعز وخولان وحي الأمن السياسي وسط صنعاء، وسط انتشار كثيف للمسلحين من الطرفين.
كما استعادت مليشيا الحوثي السيطرة على منطقة التحرير "البونية" بعد أن حاولت استحداث نقاط أمنية هاجمها أنصار المخلوع ولكن بعد الاشتباكات لاذوا بالفرار. وكانت مصادر أفادت أن المليشيات الحوثية استعادت السبت السيطرة على معسكر السواد وجميع المربعات المجاورة للمعسكر.
من جانب آخر شنت مقاتلات التحالف العربي، مساء أمس الأحد أربع غارات جوية استهدفت تجمعات ومواقع لمليشيات الحوثي بالعاصمة صنعاء. وهزت انفجارات عنيفة مناطق متفرقة من العاصمة صنعاء بالتزامن مع تحليق مكثف لمقاتلات التحالف. وذكرت مصادر محلية أن الغارات تركزت على مواقع الحوثيين في تلال الريان بجولة المصباحي ومنطقة حزيز ومنطقة الحسن في بيت بوس بالعاصمة صنعاء.
اقتحامات منازل واختطافات
قالت مصادر محلية بالعاصمة صنعاء إن مليشيا الحوثي اقتحمت، أمس الأحد، منازل تابعة لقيادات بارزة في حزب المخلوع علي صالح جنوبي العاصمة. وأوضحت المصادر إن مليشيا الحوثي هاجمت منازل أقارب صالح في حي بيت معياد، وقد واجهوا مقاومة كبيرة من قوات صالح.
وقالت مصادر مطلعة إن مليشيا الحوثي اختطفت عدد كبير من الشباب في شوارع العاصمة صنعاء بحجة تمردهم واقتادتهم إلى جهة مجهولة. وأضافت المصادر أن المليشيات اختطفت عدد من الشباب في الستين الجنوبي بسبب تمزيقهم لشعارات الحوثي.
وفي مديرية آزال، قال مصدر آخر إن مليشيات الحوثي اختطفت عدد من الشباب بعد الاعتداء عليهم بالضرب صباح اليوم بمنطقة نقم. وأكدت المصادر اقتحام عناصر حوثية لمنزلي الشيخ مجاهد أبو شوارب والشيخ جليدان بالقرب من شارع حدة بصنعاء. وأضافت المصادر بأن ميليشيات الحوثي اقتحمت أحد منازل عائلة المخلوع صالح في مديرية الصافية بالقرب من السفارة السعودية.
إلى ذلك، أفادت مصادر محلية وشهود عيان بأن مليشيا الحوثي قصفت منزل الشيخ القبلي ناجي جمعان الموالي للرئيس المخلوع صالح بالدبابات في منطقة جدر بمديرية بني الحارث شمال العاصمة صنعاء بعد اشتباكات دارت بينهم أمس الأول.
وقالت المصادر إن مليشيا الحوثي قتلت نجل القيادي بحزب المؤتمر جناح صالح/ ناجي جمعان وابن أخته وسائقهم الخاص في منطقة جدر بالعاصمة صنعاء. وأوضحت المصادر أن مقتل نجل جمعان حدث أثناء اقتحام منزله ليلة أول من أمس السبت، من قبل الحوثيين، يشار إلى أن عناصر تابعة للمخلوع تقطع جميع الشوارع المؤدية إلى جدر.
في ذات السياق قال مصدر مطلع إن مليشيا الحوثي اعتقلت ما يقارب 40 جنديا من الحرس الجمهوري في معسكر السواد جنوب صنعاء بعد الاشتباكات التي دارت بين أنصار المخلوع والحوثي يوم أمس الأول السبت. وأكد المصدر وصول ما يقارب 40 أسيرا من الحرس الذين كانوا في معسكر السواد نقلتهم مليشيا الحوثي أثناء الاشتباكات البعض منهم مصابين بجروح خطيرة.
ضريبة المواجهات
نتيجة للمواجهات والاشتباكات التي دارت في العاصمة صنعاء بين مليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح خلال اليومين الماضيين طالت قذائف الطرفين منازل المواطنين وممتلكاتهم، كما سقط العديد من الضحايا بين قتيل وجريح، بينهم مدنيون أبرياء.
وقالت مصادر محلية إن عددا من المواطنين أصيبوا جراء المواجهات المشتعلة منذ ثلاثة أيام بين طرفي الإنقلاب بالعاصمة صنعاء. وتحدث شهود عيان عن اكتظاظ معظم المستشفيات الخاصة والحكومية بالقتلى والجرحى، وتحديدا من عناصر المليشيا الحوثية، وأن حالة بعضهم خطيرة. فيما أكدت مصادر محلية سقوط قتلى وجرحى من المدنيين جراء الاشتباكات في الأحياء السكنية، مشيرة إلى أن الرصاص العشوائي انهال بكثافة على منازل المواطنين وممتلكاتهم.
وذكرت المصادر أن القذائف تساقطت على المنازل ما أدى إلى إصابة مدنيين، وقالت بأن إحدى القذائف سقطت على منزل بشارع 45 وأصيبت على إثرها امرأة. كما أسفر عن المواجهات بين طرفي الانقلاب، وفاة طفلين وأب وأصيبت زوجته إثر سقوط قذيفة على منزلهم أمام مستشفى المتوكل في شارع بغداد جنوبي العاصمة.
ومنذ الأربعاء الماضي، شهدت صنعاء مواجهات مسلحة بين الحوثيين وقوات صالح في عدة أحياء بصنعاء، أسفرت عن سقوط العديد من القتلى والجرحى، بينهم مدنيون. وأفاد مصدر طبي للأناضول أمس الأحد، بأن 36 قتيلا سقطوا مع جرح 225 آخرين، جراء الاشتباكات الدائرة بين الحوثيين وقوات صالح، خلال اليومين الماضيين. في حين أفادت قناة (سكاي نيوز) الإخبارية، بارتفاع حصيلة قتلى الاشتباكات إلى أكثر من 200 قتيل.
وأضافت القناة أن ذلك يأتي في إطار تصاعد وتيرة المعارك في صنعاء بين مليشيات الحوثي الإيرانية وقوات المؤتمر الشعبي العام، وذلك باستخدام الدبابات والصواريخ الحرارية، ولفتت إلى أن الحوثيين استقدموا تعزيزات عسكرية من جبهات تعز والحديدة ونهم والجوف.
وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، دعت في وقت سابق يوم السبت، كافة الأطراف إلى ضرورة تسهيل إجلاء جرحى وقتلى المعارك بين مليشيا الحوثي وصالح، في العاصمة صنعاء. وأضافت اللجنة في بيان مقتضب نشرته عبر حسابها على "فيسبوك"، إن "عشرات القتلى سقطوا في معارك عنيفة في صنعاء، إضافة لمئات الجرحى"، داعية كافة الأطراف إلى "تحييد وحماية المدنيين، بالإضافة لضرورة تسهيل إجلاء الجرحى والقتلى".
وأكدت اللجنة أن "المدنيين ليسوا جزءاً من المعركة، ويجب حمايتهم". ولفتت إلى أنه "يجب السماح للجرحى بالإجلاء للحصول على الرعاية الطبية، لأنها مسألة حياة أو موت". إلى ذلك، أفادت مصادر محلية بأن اشتباكات تسبب في سقوط قذائف على محطة الصديق للغاز في شارع بغداد بعد ظهر أمس الأحد مما تسبب في حريق هائل.
ذعر وحياة مشلولة
انعكست حالة الحرب التي تعيشها العاصمة صنعاء منذ يوم الأربعاء، وازدادت حدتها منذ مساء الجمعة، على الحياة العامة التي أصيبت بشلل شبه تام، وتوقف للأنشطة والأعمال، وسط حالة من الذعر التي أصابت المواطنين.
وكان شهود عيان، قد أكدوا أن حالة من الذهول والترقب والخوف يعيشها المواطنين في العاصمة نتيجة الاشتباكات التي تشهدها مناطق متفرقة من المدينة. فيما أفادت مصادر محلية بانقطاع حركة المرور، وإغلاق المحلات أبوابها، والتزام الناس في منازلهم، بروز العديد من الأزمات.
وتوقفت العملية التعليمة في المدارس الحكومية والخاصة بالعاصمة، كما تعطلت المؤسسات الحكومية، وشلل شبه تام للمواصلات. وأوضحت المصادر بأن أمانة العاصمة تشهد انعدام تام للمشتقات النفطية، وأن حالة ذعر غير مسبوقة في أوساط السكان جراء استمرار الاشتباكات. وأشار شهود عيان إلى أن محلات الصرافة أغلقت أبوابها، فضلا عن انعدام المشتقات النططية والغاز، وقطع عدد من الشوارع والأحياء الرئيسية وسط العاصمة.
وأكدت مصادر محلية بأن المليشيا حذرت السكان في أكثر من حي بعدم الخروج من منازلهم، كما فرضت حظر التجوال في مناطق الاشتباكات وحذرت المواطنين من الخروج إلى الشوارع. وذكرت مصادر أن حالة من الذعر والخوف أصابت سكان المناطق، مما أدى بالبعض ترك منازلهم خاصة تلك القريبة من الاشتباكات. وقال مواطنون أن مليشيات الحوثي تقتحم بقوة السلاح منازلهم لاستخدام الأسطح والمباني المرتفعة للتمترس والقنص.
وتسببت المواجهات التي تشهدها العاصمة صنعاء بتوقف تام للعملية التعليمية، وفقاً لمصادر تربوية قالت إن المدارس الحكومية والخاصة أغلقت أبوابها أمس الأحد نتيجة الاشتباكات بين مليشيا الحوثي وصالح. وذكر طلاب وأولياء أمور أن إدارات مدارس أبلغتهم بتوقف الدارسة هذا الأسبوع نتيجة الحرب التي اندلعت بين مليشيا الحوثي وصالح خلال اليومين الماضيين.
كما شهدت العاصمة صنعاء تعطل كامل للمؤسسات الحكومية، وأفادت مصادر إن توجيهات وصلت للموظفين بالمؤسسات الحكومية في العاصمة بعدم الحضور. وقالت مصادر في مؤسسة الاتصالات إن تنبيه من إدارة المؤسسة طالبهم بعدم الحضور نتيجة للحرب التي اندلعت بين طرفي الإنقلاب.
في حين أجبرت الاشتباكات المواطنين على البقاء في منازلهم. وقال سكان محليون أن الاشتباكات خلال اليومين الماضيين أجبرت الكثير منهم على البقاء في منازلهم. ورغم الإشارة إلى أن العاصمة لم تشهد أي عملية نزوح داخل الأحياء، غير أن مصادر تحدثت عن نزوح كبير للمدنيين في مناطق المواجهات.
انفلات أمني وتزايد جرائم النهب
تشهد العاصمة صنعاء انفلات أمني غير مسبوق منذ ثلاثة أعوام من الانقلاب، وتزايدت حدة جرائم النهب مؤخراً مع اندلاع مواجهات بين مليشيات مسلحة تتبع الحوثيين وصالح، والتي تحالفت سابقاً لإسقاط الحكومة الشرعية.
وذكرت مصادر محلية أن مراكز تجارية ومحلات صرافة في بعض أحياء العاصمة صنعاء التي تشهد مواجهات عنيفة بين طرفي الانقلاب (الحوثي/ صالح)، تعرضت للنهب والإغلاق من قبل مليشيا الحوثي. وأكدت المصادر أن مليشيا الحوثي اقتحمت صرافة السويد بسوق دارس شمال العاصمة ونهبته واختطفت العامل بعد الاعتداء عليه.
وفيما ذكرت المصادر أن المليشيات أوقفت دبابة عسكرية أمام المحل بعد إقفاله. أشار سكان إلى أن المليشيات منعت محال تجارية في عدد من شوارع صنعاء من العمل وأغلقتها بالقوة بينما أغلق البعض خوفاً من تعرض محلاتهم للنهب من قبل المليشيات.
موجة غضب وتحشيد
شهدت العاصمة صنعاء، موجة غضب متصاعدة ضد جماعة الحوثي المسلحة، على خلفية الاعتداءات التي حصلت خلال الأيام الماضية، وكذا على خلفية تردي الأوضاع المعيشية والإنسانية في صنعاء، وبقية المحافظات الخاضعة لسيطرة الجماعة.
وردد المئات، هتافات منددة بالحوثيين، ومطالبة برحيلهم، رافعين شعار "لا حوثي بعد اليوم". كما نفذ مواطنون حملات لإزالة الملصقات واللافتات الإعلانية التي تحمل شعارات جماعة الحوثي في عدد من شوارع العاصمة
وفي السياق قالت مصادر قبلية إن صالح بدأ حملة تسليح واسعة فيما يبدو تحضيرا لمعركة كبرى بين طرفي الانقلاب في صنعاء. وفيما أفادت مصادر عسكرية بأن صالح استدعى قبائل طوَّق إلى صنعاء للمشاركة في المواجهة مع ميليشيات الحوثي، ولقطع الطرق عن أي تعزيزات قادمة إليهم من خارج العاصمة. حذرت قبلية حاشد جماعة الحوثيين من التمادي في الاعتداءات على المؤسسات العامة وزعزعة الأمن والاستقرار في العاصمة صنعاء واستهداف الشخصيات الاعتبارية ودور العبادة.
وفي رصد ردود الفعال إزاء الأحداث الجارية في صنعاء، رحب كلا من التحالف العربي والحكومة الشرعية بهذه الخطوة، إذ دعت الأخيرة كافة القوى السياسية والمجتمعية للمشاركة الفاعلة في الانتفاضة ضد مليشيا الحوثي المتمردة.
وفي أول رد فعل لها على التطورات التي شهدتها العاصمة صنعاء، أعلنت القيادة الشرعية اليمنية، دعم كل من يواجه جماعة الحوثيين، ودعت إلى فتح "صفحة جديدة"، في ترحيب ضمني، بالموقف الذي أعلنه حزب المؤتمر برئاسة المخلوع صالح، من الحوثيين.
وجاء الإعلان في بيان رسمي أعقب اجتماعاً ضم الرئيس عبد ربه منصور هادي بهيئته الاستشارية في العاصمة السعودية الرياض. وقال البيان: "نعلن عن العزم على تصعيد تلك الجهود، وصولاً إلى تحرير الإنسان والمكان في كل اليمن، والسعي للحفاظ على عروبة اليمن ووحدة أراضيها". كما دعا "كافة أطيافه السياسية المختلفة، وفي مقدمتهم قيادات وقواعد المؤتمر الشعبي العام في كل المحافظات وقيادات وقواعد الأحزاب السياسية والشرائح المجتمعية ومنظمات المجتمع المدني إلى رص الصفوف وتوحيد الجهود لإنهاء كابوس الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانيا".
من جانبه المتحدث الرسمي باسم الحكومة راجح بادي قال، في مداخلة عبر قناة العربية، إن القيادة السياسية والحكومة تتابع ما يجري في العاصمة صنعاء وما حدث اليوم هي انتفاضة شعبية ضد انقلاب الحوثي الذي أذاق الشعب اليمني المر. وأضاف بادي، نحن في الحكومة الشرعية من العاصمة عدن ندعو اليمنيين إلى الانضمام إلى هذه الانتفاضة لمواجهة المشروع الإيراني في المنطقة.
وكان نائب رئيس الجمهورية الفريق الركن علي محسن صالح، قد وجه في وقت سابق أول من أمس، دعوة إلى أبناء الشعب اليمني للتلاحم الشعبي والمجتمعي وفتح صفحة جديدة لمواجهة الحوثي وميليشياته الانقلابية التي تبسط سيطرتها على مؤسسات البلد وتمارس الجرائم المختلفة بحق اليمنيين.
إلى ذلك، عبّر التحالف العربي، في بيان تعليقًا على التطورات في صنعاء، عن ثقته "بأن استعادة أبناء حزب المؤتمر الشعبي زمام المبادرة، وانحيازهم لشعبهم اليمني وانتفاضته المباركة، ستخلص اليمن من شرور المليشيات الإيرانية الطائفية الإرهابية".
صراع على الفساد
تعكس الاشتباكات المتجددة بين مليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح، في صنعاء، فشل الطرفين على مدى الأشهر الماضية في علاج خلافاتهما فيما يدفع المدنيون ثمن اقتتالهم داخل العاصمة وسط تدهور إضافي في أوضاعهم المعيشية جراء استمرار الحصار عليهم.
ويعود التوتر المسلح بين الحوثيين وأنصار المخلوع إلى أغسطس/ آب الماضي عندما فتح الحوثيون النار وقتلوا أبرز مساعدي علي عبدالله صالح، لكنه كالعادة يُصر على إذلال أنصاره بطريقة مَقيتة وأكثر تودداً للحوثيين.
ومساء الأربعاء أعلن موقع المخلوع الرسمي عن مقتل 4 من حرس المسجد، وإصابة 6 آخرين، واتهم بيان صادر عن الحزب حلفاءهم الحوثيين بالانقلاب. واندلعت الاشتباكات بين مليشيا الحوثي وصالح عقب مهاجمة جماعة الحوثي لمنازل أعضاء بحزب المؤتمر في الحي السياسي. وعلى إثرها أعلن صالح التمرد على الحوثي والنفير العام لمواجهة الجماعة التي قال إنها نكلت بالشعب لثلاث سنوات.
وجمع الجانبين تحالف منذ 3 سنوات اشتركوا فيه بالانقلاب على الشرعية والسيطرة على صنعاء وأغلب مدن البلاد، وفي مواجهة التحالف العربي. ووقعت بينهما اشتباكات من وقت لآخر، على مدار الأشهر القليلة الماضية، ما اعتبره متابعون دليلًا على إمكانية انهيار التحالف الذي يجمعهما.
كان هذا التحالف قد نفذ بالفعل انقلاباً دموياً في سبتمبر/ أيلول 2014م عندما شاركت القوات الموالية للمخلوع في اجتياح الحوثيين للعاصمة اليمنية صنعاء وأسقطت مؤسسات الدولة والسلطة الشرعية في البلاد؛ ومنذ ذلك الحين ابتلع الحوثيون شيئاً فشيئاً نفوذ "صالح" القبلي والعسكري وجندوا وكسبوا الموالين من داخل حليفهم، واليوم يعتقد الحوثيون أنَّ "صالح" وعائلته أصبحت ضعيفة بل وخائنة بحسب تصريحات لقيادات في الجماعة.
سبق هجوم الحوثيين على مسجد الصالح، الذي يقع بالقرب من "ميدان السبعين" حيث أقام الحوثيون احتفالاً "الخميس" مشبع بثقافة العنصرية والطائفية تحت لافتة "المولد النبوي"!، هجوم في صحفهم على "صالح" وطالعتنا صحيفة "المسيرة"، في عدد الأربعاء، بتصريحات نارية لعضو مجلسها السياسي، عبدالملك العجري، متهماً حليفه الدائم بالمزايدة والعبث بموارد الدولة. في وقت أعلنت الجماعة المسلحة بقرارات سرية مصادرة أكثر من 4000 حساب بنكي تابع للحكومة والقطاع المختلط والتي تُدر إيرادات طائلة إلى خزينتهم. وشكلت الجماعة لجنة من أجل ذلك.
هذه هي أساس خلافات شركاء الانقلاب في صنعاء، صراع على الموارد، فلا يمكن للمخلوع وأتباعه السماح بأن يصادر الحوثيون أملاكهم وحقوقهم التي يمتصون بها ما بقي من مؤسسات؛ ولا يمكن للحوثيين في نفس الوقت تجاهلها في وقت يتعرضون فيها للسحق بالجبهات وزيادة الغضب الشعبي من سحق الناس بجرعات وفرض إتاوات ليبني قادة الحوثيين المباني والفلل وينمون تجارتهم.
محللون سياسيون يؤكدون أن الصراع الدائر حول من "يكسب جولة أخرى من الفساد". وكان نقل المقر الرئيس للبنك المركزي إلى عدن كاشفاً مهماً لصراعهم على سرقة المال العام ونهب إيراداته. في نفس الوقت مع إطالة أمد الحرب والصراع يعاني شركاء الانقلاب من تعمق "فقدان الثقة" إذ يعتقد كل طرف أنَّ الأخر يخونه مع التحالف والحكومة الشرعية للانقضاض على الآخر.
ويوضح محللون أن هذه الأزمة المتفاقمة والمتزايدة تتأصل مع إخراج "قاسم لبوزة" مما يسمى بالمجلس السياسي- أكبر هيئة للانقلابيين- وترتفع حدتها من الكلمات الجارحة ممن يطلقون على أنفسهم أعضاء مجلس نواب وجميعهم تابعون ل"صالح"- وعددهم لا يتجاوز ال20 شخصاً من عدد أعضاء البرلمان 301- والاتهامات بالفساد وبعدم تقديم أي خدمات للمواطنين؛ كيف تخدم ميليشيا استحلت الدولة ونهبتها المواطنين؟!.
وبحسب محللين سياسيين، لا يعني هذا الخلاف بين طرفي الانقلاب توقف المقاومة الشعبية والجيش الوطني عن استمرار معارك التحرير والاستعجال فيها؛ بل يعتبر دافعاً للتقدم أكثر والإسراع في تحرير العاصمة صنعاء من الانقلاب وإعادة السلطة المنتخبة والشرعية.
ويتوقع مراقبون أن تشكل موازين القوة عاملاً مهماً في تحديد ملامح المرحلة المقبلة. فإذا ما شعر أحد الطرفين أن المواجهة العسكرية مع الآخر غير مجدية، وأن إمكانية أن يحسم الحوثيون المعركة، عبر استهداف صالح وأقاربه، ضعيفة، فإن هذا الأمر قد يؤدي إلى عودة الصراع للمنطقة الرمادية، كما حصل خلال الشهرين الماضيين، من خلال اتهامات متبادلة وخلافات على مستوى الوزارات والمؤسسات التي يسيطران عليها، أو ما يمكن أن يُطلق عليه بالصراع وفق حدود لا يتعداها الطرفان، إلى حين ترجيح كفة أحدهما.
وبين العديد من التصورات والسيناريوهات، يبدو الأرجح، وفقاً لتطورات الأشهر الأخيرة، بما في ذلك أحداث الأيام الماضية، أن الشراكة بين الطرفين لم تعد إلا صورية، إذ صار الأمر متعلقاً باشتباكات وحشود مسلحة للطرفين ضد بعضهما البعض، وهو ما يعني أن التهدئة، التي قد يمنع صمودها مخاطر تفجر صراع مسلح بين الطرفين، لن تعيدهما، في أغلب الأحوال، إلى خانة التحالف والشراكة. ويظهر التوتر بين شريكي الانقلاب مدى الاحتقان، الذي قد يجعل من افتراق الطرفين حتمياً، الأمر الذي تبرز معه التساؤلات حول سيناريوهات التصعيد في الفترة المقبلة، على ضوء الأحداث الأخيرة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.