الحوثيون يفرضوا ضرائب باهظة على مصانع المياه للحد من منافستها للمصانع التابعة لقياداتها    تعرضت لضربة سابقة.. هجوم ثانٍ على سفينة في البحر الأحمر وتسرب المياه إلى داخلها    اعرف تاريخك ايها اليمني!    تحذير هام من مستشفيات صنعاء للمواطنين من انتشار داء خطير    رسالة غامضة تكشف ماذا فعل الله مع الشيخ الزنداني بعد وفاته    تهامة: مائة عام من الظلم وحلم الاستقلال المنتظر    شباب الغضب بوادي وصحراء حضرموت يؤيدون مخرجات اجتماع المجلس الانتقالي    الإخواني أمجد خالد وعصابته.. 7 عمليات إرهابية تقود إلى الإعدام    وهن "المجلس" هو المعضلة    سفير مصري: حزب الله يستعد للحرب الشاملة مع إسرائيل هذه الأيام    جماهير الهلال في عيد... فريقها يُحقق إنجازًا تاريخيًا جديدًا!    "طوفان زارة"....جماعة إرهابية جديدة تثير الرعب جنوب اليمن و الأجهزة الأمنية تتدخل    نقابة الصحفيين تستنكر الحكم الجائر بحق الصحفي ماهر وأسرته تعتبره حكماً سياسياً    سانشيز افضل مدرب في الليغا موسم 2023-2024    غوندوغان سيتولى شارة قيادة المانيا بلون العلم الوطني    لامين يامال افضل لاعب شاب في الليغا    دموع أم فتاة عدنية تجف بعد عامين: القبض على قاتل ابنتها!    برعاية السلطة المحلية.. ندوة نقاشية في تعز غدًا لمراجعة تاريخ الوحدة اليمنية واستشراف مستقبلها    منتدى حواري في مأرب يناقش غياب دور المرأة في العملية السياسية    انفجار عنيف يهز محافظة تعز والكشف عن سببه    جزءٌ من الوحدة، وجزءٌ من الإنفصال    قوات الأمن تداهم حي الطويلة في عدن وسط إطلاق نار كثيف    في اليوم 235 لحرب الإبادة على غزة.. 36096 شهيدا و 81136 جريحا وعدة مجازر في رفح خلال 48 ساعة    بالإجماع... الموافقة على إقامة دورة الألعاب الأولمبية لفئة الشباب لدول غرب آسيا في العراق    غوتيريش يدين بشدة هجوم إسرائيل على مخيم للنازحين في رفح    ضربة معلم تكسر عظم جماعة الحوثي وتجعلها تصرخ وتستغيث بالسعودية    خبر صادم: خروج ثلاث محطات كهرباء عن الخدمة في العاصمة عدن    استمرار النشاط الإيصالي التكاملي الثاني ونزول فريق إشرافي لأبين لتفقد سير العمل للفرق الميدانية    مجلس الوزراء السعودي يجدد رفضه القاطع لمواصلة انتهاكات الاحتلال للقرارات الدولية    الهلال السعودي ينهي الموسم دون هزيمة وهبوط أبها والطائي بجانب الحزم    ارتفاع أسعار النفط وسط ترقب المستثمرين لبيانات التضخم واجتماع أوبك+    تدشين مشروع توزيع "19"ماكينة خياطة على الأرامل في ردفان    الرئيس الزُبيدي : المجلس الانتقالي لن ينتظر إلى مالانهاية تجاه فشل الحكومة واستمرار تدهور الأوضاع المعيشية    الزُبيدي يؤكد على أهمية المخيمات الصيفية لخلق جيل مناهض للفكر الحوثي    الوحدة التنفيذية : 4500 شخص نزحوا من منازلهم خلال الربع الأول من العام الجاري    بعد تجريف الوسط الأكاديمي.... انتزِعوا لنا الجامعات من بلعوم السلفيات    انعقاد جلسة مباحثات يمنية - صينية لبحث مجالات التعاون بين البلدين وسبل تعزيزها    انطلاق أولى رحلات الحج عبر مطار صنعاء.. والإعلان عن طريقة الحصول على تذاكر السفر    استعدادات الأمة الإسلامية للعشر الأوائل من ذي الحجة وفضل الأعمال فيها    أكاديمي سعودي: التطبيع المجاني ل7 دول عربية مع إسرائيل جعلها تتفرعن    الإعلان عن تسعيرة جديدة للبنزين في عدن(السعر الجديد)    برشلونة تودع تشافي: أسطورةٌ تبحث عن تحديات جديدة وآفاقٍ أوسع    العكفة.. زنوج المنزل    استشهاد جندي مصري في الحدود مع غزة والقاهرة تحذر من المساس بأمنها    المطرقة فيزيائياً.. وأداتياً مميز    تدشين دورة إدارة البحوث والتطوير لموظفي وموظفات «كاك بنك»    8200 يمني سيغادرن من مطار صنعاء الى الأرضي السعودية فجر غدا الثلاثاء أقرأ السبب    مغادرة أول دفعة من الحجاج جواً عبر مطار عدن الدولي    سلطان العرادة وشركة غاز صافر يعرقلون أكبر مشروع لخزن الغاز في ساحل حضرموت    دعم سعودي جديد لليمن ب9.5 مليون دولار    - 45أعلاميا وصحفيا يعقدون شراكة مع مصلحة الجمارك ليكشفون للشعب الحقيقة ؟كأول مبادرة تنفرد بها من بين المؤسسات الحكومية منذ2015 فماذا قال مرغم ورئيس التحرير؟ اقرا التفاصيل ؟    الفنان محمد محسن عطروش يعض اليد السلطانية الفضلية التي أكرمته وعلمته في القاهرة    عالم يمني يبهر العالم و يكشف عن أول نظام لزراعة الرأس - فيديو    ثالث حادثة خلال أيام.. وفاة مواطن جراء خطأ طبي في محافظة إب    ما بين تهامة وحضرموت ومسمى الساحل الغربي والشرقي    وهم القوة وسراب البقاء    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



2017.. عام التصعيد العسكري وانتكاسة السلام (2-2)
نشر في أخبار اليوم يوم 02 - 01 - 2018

تحولات كبيرة شهدها العام 2017م على صعيد الحرب الدائرة في البلاد. فكان عاماً استثنائياً بالنسبة لليمنيين الذين عاشوا عامًا عصيبًا ربما هو الأسوأ.. فتحت فيه وطأة الحرب، وتصاعدت العمليات العسكرية بشكل أكبر مقابل انتكاسة العملية السياسية وجهود السلام.
خلال عام 2017 شهد اليمن أحداثًا بارزة غيرت كثيرًا من ملامح البلد المضطرب منذ أكثر من 3 سنوات، وربما تلقي بظلالها على حياة اليمنيين في 2018، الذي يفترض أن يكون حاسما في ملفات عدة، كمصير الحرب الدائرة.
أبرز أحداث العام 2017
رحل العام 2017 اليمني بملف مثقل بالكثير من الأحداث الساخنة التي شكلت منعطفا مهما في قضاياه المحورية بما شهده من أحداث دراماتيكية متسارعة بشكل غير مسبوق في كافة الجوانب الحربية والسياسية والإنسانية وخلق له بصمة ميّزته عن نظرائه من الأعوام السابقة.
ورحل العام بالكثير من التفاؤل والأمل في حدوث خرق لجدار الأزمة اليمنية خلال العام المقبل على خلفية التحولات الكبيرة التي شهدتها القضية مع نهاية العام 2017 بعدما أصيب اليمنيون بالكثير من الإحباطات وفقدان الأمل إثر غرقهم في تفاصيل الأزمة الإنسانية ومآلات الحرب المنسية التي لم تنتج لهم سوى المآسي والأوجاع من كثرة الضحايا الذين يسقطون بشكل يومي بقصف وغارات مختلف الأطراف وفي مقدمتهم ميليشيا الانقلابيين الحوثيين وقوات التحالف العربي بقيادة السعودية.
كان أبرز الأحداث محورية وتأثيرا في اليمن خلال العام في نظر العديد من المحللين والمتابعين للشأن اليمني انهيار التحالف المسلح بين شريكي قوى الانقلاب على السلطة الشرعية وهما جماعة الحوثي وحزب المؤتمر الشعبي العام، وانتهاء التحالف بمقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح، رئيس حزب المؤتمر، عقب 3 أيام من المواجهات المسلحة بين الحليفين السابقين في العاصمة صنعاء مطلع كانون أول (ديسمبر) والذي شكّل نقطة تحول جديدة وغير مسبوقة للحرب وللمسارات السياسية بشكل عام.
وكان قتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح من قبل حلفائه الحوثيين حدثا غير متوقع وغير عادي، أحدث حراكا نشطا على كل الأصعدة الحربية والسياسية، المحلية والإقليمية وغيّر موازين القوى اليمنية، مع ذوبان قوات الحرس الجمهوري النخبوية للقوات اليمنية، التي كانت موالية لعلي صالح، حيث استأثر بها الحوثيون وورثوها من صالح الذي قتل عند انكشاف الوهم الكبير الذي كان يعتقده باستمرار ولاء هذه القوات له، بينما كان الحوثيون هندسوا معتقدات هذه القوات لصالح مشروعهم الطائفي.
ويلي هذا الحدث في الأهمية والتأثير السياسي يمنيا، الإعلان في أيار (مايو) عن تأسيس مجلس حكم في الجنوب، بقيادة محافظ عدن السابق المُقال عيدروس الزبيدي، ونائبه وزير الدولة المُقال أيضا السلفي هاني بن بريك.
والحدث الثالث خلال العام 2017 الذي احتل اهتماما واسعا في الوسط السياسي اليمني، هو التقارب السياسي بين أبو ظبي والرياض من جهة وبين حزب التجمع اليمني للإصلاح، ذو التوجه الإسلامي السني، من جهة ثانية، والذي تم تدشينه بلقاء وليي عهد السعودية محمد بن سلمان والإمارات محمد بن زايد مع قيادة حزب الإصلاح، ممثلة برئيس الحزب محمد اليدومي والأمين العام عبد الوهاب الآنسي في 13 كانون أول (ديسمبر) والذي اعتبره العديد من السياسيين مفاجأة الموسم لما شهده من تحوّل مثير للعلاقة بين الطرفين.
وشكلت الصواريخ الباليستية التي أطلقها الحوثي على العاصمة السعودية الرياض خلال العام 2017 تطورا نوعيا في التهديد الحوثي للسعودية، إذ أطلقوا الأول 5 تشرين ثاني (نوفمبر) واستهدف مطار الملك خالد، فيما استهدف الصاروخ الآخر الذي أطلقوه في 20 كانون أول (ديسمبر) قصر اليمامة الملكي، حسب رواية الحوثيين، وتم اعتراض الصاروخين من قبل الدفاعات الجوية السعودية، ولم تحدثا أي أضرار على الأرض، غير أنهما أحدثا صخبا إعلاميا وردود فعل سياسية واسعة النطاق على الصعيد اليمني والسعودي والعربي، جراء هذا التحوّل العسكري النوعي للحوثيين والذي أصبح يشكل خطرا حقيقيا على عمق الأراضي السعودية.
وشكلت هذه الأحداث البارزة عناوين رئيسية في المشهد السياسي اليمني للعام 2017 ويعتقد أن يكون لها تأثير على المسار السياسي المقبل سلبا أو إيجابا وفي صياغة توجهاته التي بدأت تتشكل من خلال المعطيات الراهنة ويتوقع أن تتخلّق ملامحها بشكل واضح خلال العام المقبل 2018.
وعلى الصعيد العسكري كان تحرير مدينة وميناء المخا، على الشريط الساحلي لجنوب البحر الأحمر، غربي محافظة تعز، من قبضة الميليشيا الانقلابية الحوثية في 23 شباط (فبراير) وكذا تحرير محافظة شبوة، شرقي العاصمة صنعاء، في 20 كانون أول (ديسمبر) من أهم المكاسب العسكرية التي حققتها القوات الحكومية المسنودة بقوات التحالف العربي، خلال العام.
ومن ضمن الأحداث التي خلّفت أثرا بارزا في اليمن خلال العام 2017 والتي أوردتها القدس العربي، كان الإنزال الجوي الأمريكي في قرية يكلا، في بلدة قيفة، التابعة لآل الذهب في محافظة البيضاء في 29 كانون الثاني (يناير) والذي استمر نحو 5 ساعات وأسفر عن مقتل 32 مدنيا، بينهم 17 مسلحا قبليا ومشتبها بالانتماء لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، بالإضافة إلى مقتل بعض العسكريين الأمريكيين.
تصعيد عسكري
مع مطلع عام 2017، أطلقت قوات الشرعية المدعومة من التحالف، عملية عسكرية أكدت مصادر مطلعة، أن تحضيراتها بدأت في الأشهر الأخيرة لعام 2016م.
وحملت العملية اسم "الرمح الذهبي"، هدفت الحكومة الشرعية والتحالف من خلالها إلى تأمين سيطرتها وإنهاء تهديد الحوثيين للموقع الاستراتيجي الأهم في اليمن، متمثلاً في المناطق الساحلية اليمنية القريبة من مضيق باب المندب الفاصل بين خليج عدن والبحر الأحمر.
انطلقت العملية بقوات أغلبها جنوبية تقدمت من جهة الجنوب، صوب مديرية ذوباب، التابعة إدارياً لمحافظة تعز، وأقرب المناطق اليمنية إلى جزيرة ميون المشرفة على الممر الدولي لمضيق باب المندب.
وكان المضيق تحت سيطرة التحالف منذ عام 2015، إلا أن الحوثيين كانوا لا يزالون قادرين على تهديد سيطرة التحالف، قبل نجاح قوات الشرعية– التحالف بالسيطرة على مديرية ذوباب والتمدد إلى مديرية المخا، المُشكّلتان للساحل الغربي لتعز.
وجاء تقدم التحالف– الشرعية إلى المخا، في الأشهر الأولى من عام 2017، بعد معارك عنيفة وغارات جوية مكثفة سقط خلالها عدد غير قليل من القتلى، معظمهم من الحوثيين وحلفائهم، بالإضافة إلى أفراد من قوات الشرعية، ومدنيين قضوا بالغالب بغارات جوية للتحالف.
تحرير شبوة
تمكنت قوات الجيش الحكومية نهاية شهر ديسمبر، من السيطرة على منطقتي بيحان وعسيلان، وتحريرهما، باعتبارهما آخر المناطق التي كان الحوثيون يسيطرون عليها بأطراف محافظة شبوة جنوبي البلاد.
أعلن التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، أن القوات اليمنية الموالية للشرعية استكملت السيطرة على محافظة شبوة جنوبي البلاد.
وذكر المتحدث الرسمي للتحالف، العميد تركي المالكي، في مؤتمر صحافي، أن محافظة شبوة جنوبي اليمن تم "تطهيرها" بالكامل، وأنها باتت تحت سيطرة القوات الحكومية بعد خسائر كبيرة تكبدها الحوثيون.
مؤتمر "حضرموت الجامع"
في الثاني والعشرين من أبريل شهدت مدينة المكلأ بمحافظة حضرموت، مؤتمرا عاما لأبناء حضرموت في الداخل والمهجر، وقال منظموه إنه المؤتمر الأكبر في تاريخ المحافظة تحت مسمى "مؤتمر حضرموت الجامع".
وحسب المنظمين شارك في المؤتمر نحو ثلاثة آلاف شخصية يمثلون كافة الجهات والمكونات والمناطق بحضرموت، واستغرق الإعداد والتحضير للمؤتمر حوالي ستة أشهر.
وأقر المشاركون وثيقة سياسية تتبنى مطالب أبناء حضرموت ورؤيتهم لتقرير مصير المحافظة ومستقبلها بإقليم مستقل كامل السلطات والسيادة. وأعد المؤتمر مرجعية عليا لمصلحة حضرموت وتطور سياسي محوري لترتيب البيت الداخلي الحضرمي وترميم تشققاته.
وتزامن انعقاد المؤتمر مع الذكرى الأولى لتحرير المكلأ عاصمة المحافظة من مسلحي تنظيم القاعدة وعودة السلطة المحلية لممارسة مهامها برئاسة المحافظة أحمد بن بريك.
وطالب مؤتمر حضرموت الجامع، بمشاركة 3001 عضو، أن "تكون حضرموت إقليماً مستقلاً بذاته وفق جغرافيتها المعروفة"، على أن يتمتع الإقليم بحقوقه السياسية السيادية كاملة غير منقوصة، وأن يحق له ترك الاتحاد متى شاء مع المطالبة بحصة قدرها 40 في المائة بالدولة الاتحادية المقرر تأسيسها، وفقاً لمخرجات مؤتمر الحوار.
تصعيد حوثي جوي
خلال العام 2017م، شهدت قوة الحوثيين الصاروخية تطوراً لافتاً، مع إطلاق الجماعة صاروخاً باتجاه الرياض، في 21 مايو الماضي، قبل يوم واحد من زيارة ترامب للمنطقة.
وفي يوليو الماضي أطلق الحوثيون صاروخاً غير مسبوق من حيث المدى الذي وصل إليه. وقالت الجماعة إنه "من نوع بركان أتش 2، مستهدفاً مدينة ينبع السعودية".
وفي الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أطلقت الجماعة صاروخاً من النوع نفسه استهدف مطار الملك خالد في الرياض، وسقطت شظايا منه في المطار، قبل استهداف الصاروخ الثالث، من النوع نفسه، قصر "اليمامة" في الرياض، في 19 ديسمبر ، وفقاً لبيان صادر عن البيت الأبيض. والقصر هو مقر إقامة الملك سلمان بن عبدالعزيز.
كما أطلق الحوثيون صاروخا باليستيا بعيد المدى يوم 22 تموز/ يوليو على مصفاة لتكرير النفط في محافظة ينبع السعودية وأعلنت القوة الصاروخية الحوثية أن الصاروخ أصاب هدفه وأحدث أضررا مادية بالغة.
وفي شهر مايو اعترضت قوات الدفاع الجوي السعودي صاروخا باليستيا أطلقته ميليشيا الحوثي، فوق منطقة غير مأهولة جنوبي الرياض، وتدمره دون أي أضرار.
وعلى خط استهداف الإمارات، أعلنت القوة الصاروخية الحوثية ظهر يوم الأحد 3 كانون الأول/ديسمبر، عن إطلاق صاروخ مجنح من نوع "كروز" على مفاعل براكة النووي في أبو ظبي.
وقبل هذه التواريخ، أطلقت القوة الصاروخية الحوثية ما يقارب 77 صاروخاً بالسيتياً على الأراضي السعودية وفق اعترافات "التحالف العربي".
وخلق التطور الصاروخي للحوثيين، أزمة وردود فعل إقليمية ودولية، بعد اتهام الرياض شهر نوفمبر، إيران ب"تزويد الحوثيين بالصواريخ واعتبار إطلاق الصاروخ"، الذي قال التحالف إنه "إيراني الصنع (ثم تراجع لاحقاً بوتيرة التأكيد)، وبمثابة اعتداء إيراني على السعودية".
وأغلقت السعودية كافة منافذ اليمن (عقب صاروخ مطار الرياض)، قبل فتحها تدريجياً تحت الضغوط الدولية، التي حذّرت من أن القيود المفروضة من السعودية على وصول المساعدات والمواد التجارية إلى البلاد، مثلت تهديداً لحياة الملايين وتفاقم الوضع الكارثي في البلاد.
إقالات هادي وتعييناته
في الرابع والعشرين من ديسمبر/ كانون الأول أصدر الرئيس عبد ربه منصور هادي قرارات جمهورية قضت بتعديلات وزارية، ولم يكن التعديل الوزاري الذي أجراه الرئيس هادي، مفاجئاً، من حيث المناصب التي استهدفها، لكن التعديل الوزاري والتعيينات الرسمية التي تزامنت معه حملت الكثير من الدلالات من حيث التوقيت، بعد أن أطاحت أبرز مسؤولي ما يُسمى ب"المجلس الانتقالي الجنوبي"، الذين كانوا ما يزالون يشغلون مناصب حكومية.
واختلفت التقييمات الأولية بشأن قرارات هادي بين من رآها تندرج في إطار القرارات التي تستهدف رجال الإمارات العربية المتحدة في الجنوب اليمني، ومن رأى أنها قد تكون ضمن خارطة التحالفات أو التفاهمات، إن صح التعبير، على صعيد التقارب بين حزب التجمع اليمني للإصلاح وأبوظبي، وتجميد "الانتقالي الجنوبي" الذي وصف تأسيسه في نظر حكومة هادي وغالبية مؤيديه بأنه انقلاباً، على الشرعية.
واستهدفت التعيينات، ثلاثة من المسؤولين الأعضاء في "المجلس الانتقالي"، وأبرزهم محافظ لحج، ناصر الخبجي، والذي يعد أبرز شخصية سياسية داخل المجلس الجنوبي، وعُين منذ أشهر رئيساً للدائرة السياسية فيه.
وقد عين هادي، بدلاً عن الخبجي، محافظاً قادماً من الجيش، هو العميد أحمد عبدالله التركي، الذي كان يشغل منصب قائد للواء 17 مشاة، ومقره منطقة باب المندب.
وعُين الخبجي محافظاً للحج في ديسبمر/ كانون الأول 2016، بعد أشهر من تحريرها من مسلحي جماعة الحوثيين، ثم كان أحد المحافظين الذين وردت أسماؤهم في تشكيل "المجلس الانتقالي الجنوبي" في مايو/ أيار الماضي، إلى جانب محافظين آخرين. وهو عضو في البرلمان اليمني الذي جرت فيه آخر دورة انتخابية عام 2003 عن الحزب الاشتراكي اليمني، ثم عُرف كأحد القيادات البارزة في الحراك الجنوبي بمحافظة لحج منذ تصاعده في العام 2007.
وإلى جانب الخبجي، أطاح هادي بمحافظ الضالع، فضل الجعدي. وعلى الرغم من كونه عضواً في "المجلس الانتقالي الجنوبي"، إلا أنه يعد شخصية لم تُحسب كثيراً على المجلس، بقدر كونه قيادياً سابقاً في الحزب الاشتراكي اليمني.
وقد كان الجعدي أول من رحب بقرار إقالته، وشكر الرئيس هادي، واصفاً التطور بأنه "أسعد يوم في حياته". وكان محافظ الضالع السابق، وفقاً لمصادر، قد نجا من محاولة اغتيال على الأقل في المحافظة الجنوبية التي ما تزال تعاني العديد من الإشكالات الخدمية، وهي المحافظة التي يتحدر منها عيدروس الزبيدي (رئيس المجلس الانتقالي). وعين هادي محافظاً قادماً من المؤسسة العسكرية، اللواء علي مقبل صالح، الذي يشغل أيضاً منصب قائد للواء 33 مدرع ولمحور الضالع عسكرياً.
إلى جانب ذلك، شملت القرارات الإطاحة بوزير النقل، مراد الحالمي، الذي كان هو الآخر عضواً في "المجلس الانتقالي الجنوبي". وبإقالته يكون هادي قد أطاح بأغلب، إن لم يكن بجميع المحافظين والمسؤولين الذين وردت أسماؤهم ضمن تشكيلة "الانتقالي"، بعدما أطاحت الموجة الأولى من القرارات بمحافظي سقطرى وحضرموت وشبوة في يونيو/ حزيران الماضي.
ونص قرار هادي، على تعيين اسم مثير للجدل وزيراً للنقل بدلاً عن الحالمي، وهو صالح أحمد محمد الجبواني، الذي برز اسمه ككاتب ومحلل سياسي، وظهر في قنوات تلفزيونية قبل أشهر يهاجم الإمارات وسياساتها في السيطرة على موانئ وجزر جنوب اليمن.
من جانب آخر، كان قرار إقالة محافظ تعز، علي المعمري، أحد القرارات التي بدت مفاجئة من حيث البدائل، إذ كان المعمري، الذي يواجه عوائق في القيام بمهامه مع سيطرة الحوثيين على العديد من مديريات المحافظة، قد قدم، في وقت سابق، استقالته، ونُسبت إليه تصريحات ينتقد فيها الإمارات، وجاء بديله مثيراً للجدل، الذي لم يكن إلا السياسي أمين أحمد محمود.
وواجه محمود حملة انتقادات من نشطاء محسوبين على تيارات إسلامية بالمحافظة، تحدثوا عن آراء سابقة يفصح فيها عن توجهه العلماني، بالإضافة إلى جدل حول ما تردد عن وقوف الإمارات خلف تعيينه، فضلاً عن كونه شخصية مدنية عُين في المحافظة التي تشهد حرباً، ويعد الملف الأمني والعسكري على رأس التحديات.
وبالنظر إلى بقية قرارات التعديل الوزاري يظهر أن أبرزها إطاحة نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية، حسين عرب، وهو من المقربين للرئيس هادي، لكنه عُين بقرار منفصل مستشاراً لرئيس الجمهورية لشؤون الأمن، وعُين بدلاً منه أحمد الميسري، الذي كان يشغل منصب وزير للزراعة والري، وسبق أن كان محافظاً لأبين في سنوات سابقة.
ونصت القرارات الأخرى على تعيين عثمان حسين مجلي وزيراً للزراعة والري، بعد أن كان يشغل منصب وزير للدولة لشؤون مجلسي النواب والشورى، كما جرى تعيين محمد مقبل الحميري في المنصب الأخير، وعين أوس عبدالله أحمد العود وزيراً للنفط والمعادن، خلفاً للوزير السابق سيف الشريف، والذي عُين بقرار منفصل سفيراً في وزارة الخارجية.
ومعظم القرارات الوزارية تقل أهميتها مع عدم قدرة الوزراء على ممارسة أغلب مهامهم، بسبب وقوع مؤسسات الدولة والوزارات في العاصمة صنعاء. وبصورة إجمالية، بدا أن المستهدف الأول من قرارات هادي، وفق اتهامات متابعين، هم المسؤولون المحسوبون على "المجلس الانتقالي الجنوبي".
من ذاكرة 2017
مرت اليمن خلال العام 2017، بأحداث مثيرة، كان لها تداعيات كثيرة على مستوى الوضع السياسي والعسكري والإنساني في اليمن، ولعل أبرزها أحداث ديسمبر الماضي والتي انتهت بمقتل الرئيس علي عبد الله صالح، من قبل مليشيا الحوثي، وتحديدا في ال 4 من ديسمبر 2017م. وفيما يلي رصد لبعض الأحداث المهمة.
فبراير/ شباط
الولايات المتحدة تعلن نشرها المدمرة «كول» قبالة اليمن لحماية الممرات المائية من المسلحين.
اغتيال الصحفي العبسي، إذ أعلنت أسرة الصحفي الاستقصائي، محمد العبسي، عن انتهاء إجراءات تشريح الجثة وفحص العينات وظهور نتائج التشريح والتحليل، والتي خلصت إلى أن وفاته كانت بسبب التسمّم والاختناق بغاز أول أوكسيد الكربون، حيث وجدت مادة (الكاربوكسي هيموغلوبين) في الدم بنسبة تشبّع 65 بالمائة، والتي تعتبر قاتلة". وذلك بعد تسلّم فريق المتابعة، صورة من النيابة المناوبة لتقرير الطبيب الشرعي المكلف.
وكان الصحفي محمد العبسي، قد توفي بشكل مفاجئ يوم الثلاثاء، الموافق 20 ديسمبر/ كانون الأول 2016، ونظراً للدور الاستثنائي الذي كان يقوم به في مقارعة الفساد فقد تولدت الشكوك حول الوفاة وأسبابها، ما استدعى القيام بالتحقيق حول أسباب الوفاة وحيثياتها، وسط اتهامات لمليشيا الحوثي بالوقوف وراء وفاته.
مارس/ آذار
منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) تكشف أن الحرب في اليمن أودت بنحو 7700 قتيل، بينهم 1546 طفلا على الأقل.
محكمة حوثية في صنعاء تقضي بإعدام الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بتهمة «الخيانة العظمى».
أبريل/ نيسان
استشهاد خمسة عسكريين سودانيين في اليمن، بينهم ضابط، وجرح 22 آخرين. واستشهاد 12 عسكريا سعوديا في تحطم مروحية بمأرب.
في ال 10 من ابريل، وصل منسّق الشؤون الإنسانية في اليمن، جيمي ماكغولدريك، الى محافظة تعز، بهدف الاطلاع عن الوضع الإنساني التي تعيشه محافظة تعز من جراء الحرب والحصار المفروض على تعز من قبل الانقلابيين.
مايو/ أيار
اجتماع دولي في الرياض لإنقاذ اقتصاد اليمن.
تعرض موكب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد لإطلاق نار، بعد وصوله صنعاء للقاء ممثلي الانقلابيين.
يونيو/ حزيران
اليمن يقطع علاقاته مع قطر، ويتهمها بالتعامل مع جماعة الحوثي المعادية لها والمتحالفة مع إيران، وبدعم الجماعات المتطرفة.
أغسطس/ آب
استشهاد أربعة جنود إماراتيين في تحطم طائرة هليكوبتر باليمن، نتيجة خلل فني، في محافظة شبوة.
سبتمبر/ أيلول
سقوط مقاتلة سعودية واستشهاد قائدها، في محافظة أبين اليمنية، وذلك نتيجة عطل فني.
ديسمبر/ كانون الأول
بدأ الجيش اليمني وقوات التحالف عمليات عسكرية لتحرير الحديدة، ومناطق أخرى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.